زكرياء التلمساني شاب عشريني من مواليد المدينة العتيقة بفاس، إطار في وزارة الصحة، وباحث بسلك الدكتوراه في مجال تحليل الخطاب، ومرشح من طرف حزب الاشتراكي الموحد للانتخابات الجماعية بمقاطعة أكدال، عمالة فاس. في حواره مع موقع فبراير يطرح التلمساني كيفية اختياره كمشرح لجماعة أكدال، والمعارك التي خاضها إلى جانب حزبه، برنامجه، وموقع الأشخاص في وضعية إعاقة من الفعل السياسي. مرحبا وشكرا على قبول الدعوة، تم ترشيحك من طرف الحزب الاشتراكي الموحد لخوض الانتخابات الجماعية بمقاطعة أكدال فاس، من يكون زكرياء التلمساني؟ وكيف اتخذ قرار ترشيحك؟ في البداية، أشكر موقع فبراير على هذه الالتفاتة ولإتاحته لي الفرصة للتعبير وتوضيح تفاصيل وطبيعة الاختيار. كما أود أن لا يفوتني هذا المرور لأتقدم بأحر التعازي و المواساة للأسر التي فقدت ذويها جراء وباء كورونا، متمنيا للشفاء العاجل لكل المرضى المصابين بهذا الفيروس اللعين. ترعرعت في أسرة متوسطة الدخل كجل الأسر المغربية، وساهم والدي في تشبعي بقيم اليسار والديمقراطية. ولقد تلقيت أدبيات الدفاع عن مطالب وحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة في صفوف الحركة التلاميذية، حيث مكنتني هاته التجربة من بناء وعي مدني وسياسي كان له الفضل في التحاقي بصفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ثم اكتملت لدي الصورة فاخترت الرفيق قبل الطريق، لما شهدته من تضحيات قدمت من طرف رفاقي في معركة إزالة الحواجز من الحافلات العمومية والتي كنت فيها ممثلا عن فئة المكفوفين وضعاف البصر. وقد كان اختياري كمرشح للحزب الاشتراكي الموحد بتزكية من طرف رفيقاتي ورفاقي في الحزب وحشدته، تتويجا لنضالي اليومي بالقرب من ساكنة فاس ونتيجة لعملنا الجماعي رفقة شابات و شباب الحزب. كشخص في وضعية إعاقة، ما الذي تحتاجه هذه الفئة في مغرب اليوم؟ الأشخاص في وضعية إعاقة جزء لا يتجزأ من المجتمع، فانطلاقا من شخصي المتواضع كفرد من أهل الدار ونظرا لمعرفتي لما سيضمن لهذه الفئة عيشا كريما وحياة تنعم بالمساواة، أجزم أن الأساس المادي لهاته الحياة الناعمة بالمساواة ينبني على توفير الولوجيات وتعميمها على كل مناحي الانشغالات اليومية، تحصين مجانية النقل العمومي كمكتسب نضالي تاريخي، دعم تمدرسهم مدرسيا وجامعيا بكل الإمكانيات المتاحة وإدماجهم في سوق الشغل، تحصين حقوقهم المدنية بما هو تحصين للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وكذا خلق جو صحي من أجل جعلهم مساهمين في بناء مواطنة كاملة في وطن يتسع للجميع. ما المعارك التي خضتها إلى جانب حزبك؟ وما مخرجات تلك المعارك؟ من أجل الحقوق العادلة والمشروعة في شموليتها وكونيتها، خضنا كمناضلين يساريين نؤمن بدعم الحركات الاجتماعية ونتبنى مطالبها معارك عدة، أدركنا في قلبها أن لا معنى للعمل السياسي إلا بالقرب من المواطن المغلوب والتواجد بجانبه والإنصات إلى مشاكله وقلقه اتجاه المستقبل المجهول. فبعد أن تصدينا للجماعة الحالية الفاشلة بتأزيمها لوضعية المواطن الفاسي تحت نير التدبير المفوض، جاءت حملة مقاطعة شركة فاس باركينغ التي كنت أحد منسقيها والتي كانت كنقطة تحول في تاريخ المدينة ككل بطول نفسها وزخمها وروحها الإبداعي وطابعها الشبابي وانتشاء إرادة الساكنة بالانتصار. الآن، جاء الدور على الاستحقاقات الانتخابية المقبلة كواجهة للنضال الديمقراطي، سنخوض غمارها كحزب اشتراكي موحد ورمزه الشمعة بنفس متجدد من أجل مغرب جديد ورغبة منا في تحقيق مغرب آخر ممكن. ما برنامجكم؟ في حقيقة الأمر، برنامجنا في صدد التحضير بشراكة مع فاعلين في مختلف المجالات وفي ميادين متعددة، سنقدمه لساكنة مدينة فاس حين تستكمل أشغاله. لكن يمكننا القول أن برنامج الحزب الاشتراكي الموحد يعنى بكل الفئات وينطلق من الحاجيات اليومية للمواطنات والمواطنين التي خبرناها إبان خوضنا للمعارك المذكورة، حيث أنه سيكون برنامجا واقعيا تتمثل أولى اهتماماته في تجاوز التفاوتات المجالية بين المقاطعات الست لفاس. ولأن ما يهمنا هو مصلحة مدينة فاس، فإننا لا نقدم وعودا غير قادرين على تحقيقها، ذلك أننا نريد أن نترافع مؤسساتيا عن القضايا التي تهم الساكنة قاطبة محليا وأن نكون صوت من لا صوت له. فبشكل ملموس، إن ما يريده المواطن الفاسي اليوم هو منتخب نزيه وصادق يربط عمليا وجديا القول بالفعل، إذا واعد وفى، ويحمل على عاتقه تجويد البنية التحتية المهترئة، الاهتمام بالخدمات العمومية كالنقل والنظافة والإنارة وإدارة معقلنة لملف مواقف السيارات، كما لا ننسى توفير أكبر عدد من المساحات الخضراء ودور الشباب وملاعب القرب، بما يخدم طفولة وشباب مدينة فاس، ويعيد لها طابعها الثقافي باعتبارها عاصمة علمية ثقافية. إذا كان ما يميز الحزب الاشتراكي في الاستحقاقات المقبلة هو المناخ الديمقراطي التي عرفته عملية فرز اللوائح الانتخابية، فإن ما يميزه أيضا هو ترشيحه لشخص في وضعية إعاقة كوصيف لائحة مقاطعة أكدال فاس، لما تعرفه من أهمية بالغة ومنافسة شديدة. الاشتراكي الموحد يخوض غمار الاستحقاقات الانتخابية بمعزل عن الفدرالية.. في نظرك هل له من حظوظ للظفر بالنتائج المتوخاة في ظل هذه "الأزمة"؟ وما مدى استعداده؟ في هذا الإطار، يجب أن أقدم توضيحا لابد منه، إن الحزب الاشتراكي الموحد لم ينسحب من الفدرالية، بل سحب توقيعه من التصريح المشترك المتعلق بالانتخابات المهنية، لكن الإعلان عن تحالف ثنائي جديد في الهزع الأخير من الزمن الانتخابي هو ما دفعنا دفعا إلى الدخول للاستحقاقات التشريعية والجماعية برمز الشمعة. فنحن متشبثون بمشروع الفدرالية لأننا نحن من أسسنا له بروح وحدوية مع رفاقنا بالمكونين الآخرين. ولقد كانت لنا الإرادة الواضحة لخوض غمار الاستحقاقات المقبلة في اتحاد للأحزاب الثلاث، لكن رغم ذلك كنا ولا زلنا مستعدون لخوضها كاشتراكي موحد والدفاع عن حظوظنا برصيدنا النضالي وبقربنا من ساكنة فاس في كل معاركها، تلك الحظوظ المرتبطة بمدى اقتناع الساكنة بنا وبمشروعنا المجتمعي وبثقتها يوم الاقتراع في الطاقات الشبابية والنسائية المقدمة في اللوائح. هل تود توجيه كلمة أخيرة على سبيل الختم؟ في الأخير، أود أن أجدد تحيتي لرفيقاتي ورفاقي في الحزب الاشتراكي الموحد لوضعهم الثقة في وتشجيعهم للطاقات الشبابية والكفاءات النسائية. إنا نعي جيدا أن هاته المرحلة من النضال المؤسساتي دقيقة وصعبة، لما تتطلبه من تشبث أكثر بالنقاء الإصلاحي وبالخط الديمقراطي الشعبي وبممارسة سياسية تضع في صلبها العلم والأخلاق. كما نعي جيدا أن مدينة فاس وساكنتها تعيش منعطفا تاريخانيا، مستقبل الشعب المغربي فيه بين يديه. لذا، فإننا نناشد الشباب بصفته نواة الحاضر والمستقبل وعبره إلى كل شرائح المجتمع الفاسي أن تحسن اختيار ممثليها غدا في مواقع القرار وأن تستند على قرب البرنامج المقترح من آمالها وأيضا على تواجد الأوجه النظيفة باللوائح الانتخابية.