الله أكبر. الله أكبر. إلى الجهاد. إلى الجهاد لنهزم الموزمبيق الكفرة عبدة الأوثان. مدربنا الوطني يطلب منا أن نرفع أكف الدعاء ليسجل يونس بلهندة وبرادة والعربي دزينة أهداف تسمح لنا بالتأهل إلى كأس إفريقيا للأمم. الله معنا لندحر الأعداء ونردهم خاسئين في معركة مراكش، وسيحف بكل لاعب مغربي ملاك من الملائكة وسيحرس الملائكة الكروبيون مرمانا وسيمنعون دخول الكرة إلى الشباك كي تبقى نظيفة.
صلوا يا مغاربة، نعم صلوا مع الطاوسي كي ينصرنا الله سبحانه وتعالى ويزيل كربتنا، فقد كنا ننهزم دائما لأن الذي كان يدربنا مدرب نصراني يأكل لحم الخنزير ويشرب الخمر ويجلس إلى الكرسي مع اللاعبين البدلاء وهو سكران، فينزل علينا غضب السماء التي كانت تمطر شباكنا أهدافا من حيث لا نظن أنها ستأتي.
أما الآن فنحن نتوفر على مدرب يؤمن بالله ويصلي ويحمل معه القرآن الكريم إلى الملعب، ويسجد مع كل هدف وانتصار. الله أكبر ولا إله إلا الله الذي ندعوا إليه أن يكبل أرجل وأقدام الموزمبيقيين بسلاسل غير مرئية إلى أن تنتهي التسعون دقيقة ويصفر الحكم معلنا نهاية المقابلة.
إنها مقابلة بين فريق الخير وفريق الشر، وبدل أن يفكر الطاوسي في الخطة التي سيلعب بها في ماتش كرة قدم، والذي ليس في النهاية إلا لعبة ممتعة، ها هو يبكي ويذرف الدموع غزيرة ويصلي ويدعو إلى الله كأننا في غزوة وحرب ضد المشركين.
الربيع العربي وصل إلى كرة القدم هي الأخرى، ولن يلعب مع المنتخب المغربي منذ هذا اليوم إلا اللاعبون الذين تظهر عليهم علامات الإيمان ويرفعون أكف الضراعة قبل كل مباراة وبعدها، وفي حالة ما إذا انهزمنا فسيكون ذلك عقابا من الله لتهاوننا عن أداء فريضة الصلاة، إما إذا انتصرنا فسيكون ذلك جزاء من الله عن خير أعمالنا.
نعم لنصل جميعا، ولن تعرف الفيفا أن الله كان في صفنا، فالملائكة لا يراها أحد، وإن سجلت هدفا فلن يشك أحد في إمكانيات لاعبينا، الذين سيراوغون ويلعبون الكرة نهاية هذا الأسبوع بعناية إلهية، وسيمررون الكرة لبعضهم البعض دون أن يعترضهم أي لاعب موزمبيقي ودون أن يتعرضوا لإصابات، وإذا ارتمى حارس الموزمبيق ليصد هدفا فلن يقبض إلا على الريح لأن يده ستكون مغلولة بأصفاد غير مرئية.
لن تنفع الأفارقة إذن تعويذاتهم ولن يفيدهم السحرة والحواة، فنحن معنا الله ومن يدعو إلى الله ويبكي فإنه سيفوز في الدنيا والآخرة، وسيسجل أهدافا كثيرة على خصمه الذي ينصر دائما عباده الصابرين على الهزائم، ومن ينصر الله ينصره ويثبت أقدامه، ويجعله يصوب مباشرة نحو المرمى دون حاجة إلى ميسي!