تزامنا مع التحركات الدبلوماسية التي يقوم بها المغرب، حيث احتضن مؤخرا لقاءات “سرية” بين أطراف الأزمة الليبية، بعيدا عن عيون الإعلام، يسارع عبد الهادي الحويج وزير خارجية حكومة الشرق الليبية المحسوبة على الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، الزمن، من أجل إقناع الدول المغاربية بإمكانية “إيجاد حل في ليبيا”. ويقوم الحويج بتحركات دبلوماسية مع المسؤولين الرسميين، إضافة إلى عقده لقاءات على عدة مستويات مع مسؤولي الأحزاب المغربية. وفي هذا السياق، علمت “كود” أن الحويج بعدما التقى بقيادة حزب “الاستقلال”، الأمين العام نزار بركة، وعثمان الطرمونية الكاتب الوطني للشبيبة الاستقلالية، والمكاوي رحال، (الحويج) غادر المغرب متجها نحو الجارة الجزائرية. ونوه الحويج في لقائه بقادة حزب “الميزان”، ب”موقف هذا الحزب الذي ينحاز إلى جعل ليبيا قوية، مستقرة، وعنصرا أساسيا في بناء الصرح المغاربي” وفق تعبيره، مؤكدا على “ضرورة إنخراط الأحزاب السياسية المغربية ومساهمتها في تقوية العلاقات مع ليبيا، إلى جانب العلاقات المتينة التي تربط الشعبين الشقيقين الليبي والمغربي”. ومن المنتظر أن يعقد الحويج لقاءات مع فعاليات جزائرية، ومن ثم سيعود إلى المغرب، حيث تنتظره جولة أخرى من “التحركات الدبلوماسية”. وكانت “كود” كتبت قبل أسابيع بأن المغرب يستعد للعودة إلى لعب دور الوساطة في الملف الليبي، خصوصا بعد فشل كل المحاولات الدولية (آخرها مؤتمر برلين)، في تقريب وجهات النظر بين أطراف الأزمة الليبية، المتمثلة في كل حكومة الوفاق بقيادة السراج، والحكومة المؤقتة بزعامة الجنرال حفتر. وقالت مصادر “كود”، إن “أطراف الأزمة الليبية عقدت لقاءا تنسيقيا بإشراف مسؤولين مغاربة، يوم الأحد 16 فبراير الماضي، بقصر المؤتمرات بمدينة الصخيرات”. وحسب ذات المصادر فإن اللقاء يندرج ضمن سلسلة من اللقاءات التنسيقية التي يشرف عليها المغرب، استعدادا لبدء مفاوضات جدية بين أطراف الأزمة الليبية. يشار أن الحويج كان سبق لو طلب في حوار مع جريدة الصباح، وساطة ملكية في النزاع الليبي بعدما فشلت اغلب محاولات توحيد الرؤى.