فالوقت للي كان من المنتظر تسالي جبهة البوليساريو اليوم مؤتمرها السادس عشر، بانتخاب قيادة جديدة، قررت تمديد مؤتمرها ل48 ساعة جديدة. بتمديد البوليساريو لمؤتمرها، للمرة الثانية على التوالي، غادي يكون أطول مؤتمر في تاريخها، وهاد يشير إلى حدة الخلافات بين قيادة الجبهة، بسبب المشاكل الكبيرة التي يتخبط فيها هذا التنظيم، في ظل انسداد الأفق وتعثر مشروعه السياسي، ومحدودية الخيارات أمام صناع قراره، واحتدام الصراع الداخلي وتفاقم الخلافات داخل قيادته. وبعد أن كانت هذه الخلافات حبيسة الاجتماعات المغلقة للجبهة بدأت تطفو إلى السطح، خاصة بعد استقالة ممثل البوليساريو في أوروبا ابي بشرايا البشير من منصبه الشهر الماضي، وإعلانه اليوم في تغريدة له على تويتر، أنه لن يترشح في هذا المؤتمر، وخروج القيادي البشير مصطفى السيد، الذي أعلن منافسته لإبراهيم غالي على زعامة الجبهة، بتصريحات أمس انتقد فيها منعه من إلقاء كلمة أمام هذا المؤتمر، كما انتقد سياسات غالي. وأكد نشطاء من داخل مخيمات تندوف، أن مؤتمر البوليساريو الذي ينعقد بمخيم الداخلةجنوب تندوف، شهدت جلساته المغلقة خلافات وانقسامات حادة داخل صفوف القيادة، وذلك في ظل محاولات زعيم الجبهة إبراهيم غالي الاستفراد بالقرار ومحاولته قطع الطريق على بعض القيادات التي كشفت عن نيتها الترشح لزعامة الجبهة، كعبد القادر الطالب عمار والبشير مصطفى السيد، وكذا محاولاته إقصاء معارضيه الذين يتهمونه بالعجز عن الوفاء بوعوده التي قطعها خلال المؤتمر السابق، وتسببه في الانتكاسات التي تعرضت لها البوليساريو في السنوات الأخيرة، وهي معارضة يقودها شقيق مؤسس البوليساريو البشير مصطفى السيد وعدد من مناصريه. وينعقد مؤتمر البوليساريو في ظل تغير العديد من المعطيات الميدانية والدبلوماسية، بعد تحقيق المغرب لمكاسب وانتصارات استراتيجية عديدة، بدءا من التأمين الكامل للمعبر الحدودي الكركارات، وانسيابية حركة نقل الأفراد والبضائع عبر المعبر بين المغرب وجارته الجنوبيةموريتانيا، وانحسار تحركات عناصر البوليساريو داخل المنطقة العازلة، مرورا بتواصل مسلسل فتح القنصليات والتمثيليات الديبلوماسية بالأقاليم الجنوبية، وانتهاء باعتراف العديد من القوى الإقليمية والدولية، بمغربية الصحراء وبوجاهة مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي تقدم بها المغرب لحل النزاع حول الصحراء.