تجددت، مرة أخرى، الاحتفالات الشعبية العارمة بمدينة فاس، ليلة السبت، بإنجازات المنتخب المغربي لكرة القدم، وهذه المرة بتحقيق حلم التأهل إلى نصف نهائي المونديال المقام حاليا في قطر عقب التغلب على منتخب البرتغال. وما إن أطلق الحكم صفارة نهاية المباراة حتى استعرت مظاهر الاحتفالات في كل أرجاء المدينة للتعبير عن الفرحة الغامرة بالإنجاز التاريخي ل"أسود الأطلس" في كأس العالم، والذي سيبقى موشوما في ذاكرة الرياضة المغربية. وخرجت ساكنة فاس عن بكرة أبيها، من مختلف الأعمار، ومن الجنسين، للاحتفال في الشوارع والأزقة والساحات العمومية، وهي تتدثر بالأعلام الوطنية وترتدي أقمصة المنتخب الوطني، رافعة الشعارات المعبرة عن نشوة الانتصار، والفخر والاعتزاز بالمنتخب الوطني. وتدفقت الجماهير بكثافة من مختلف أحياء فاس نحو شارعي الحسن الثاني وعلال بنعبد الله، اللذين يتوسطان المدينة، حيث تواصلت على طولهما الاحتفالات طويلا، عبر إطلاق الألعاب النارية والهتافات والصيحات، فيما كانت منبهات السيارات والدراجات النارية ترتفع هنا وهناك تعبيرا عن الفرح الغامر بنتائج المنتخب. وأثنى المحتفلون بالعاصمة العلمية كثيرا على ابن مدينتهم اللاعب يوسف النصيري، الذي بدأ مسيرته الكروية في فريق المغرب الفاسي، بعد تمكنه من تسجيل هدف المنتخب المغربي ضد نظيره البرتغالي، واعتبروه فخرا وشرفا لمدينتهم. وكان لهدف النصيري، من ضربة رأسية إثر عملية ارتقاء رائعة، الفضل في تأهل المنتخب المغربي إلى نصف نهائي المونديال، ليكون المغرب بذلك أول دولة عربية وإفريقية تصل إلى هذه المحطة في كأس العالم عبر التاريخ.