جدد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، تأكيده على تماسك الأغلبية الحكومية، واصفا إياها ب"التجربة المثالية"، وموردا أنها "تشتغل بجدية وفي إطار أجندة واضحة". وقال أخنوش، خلال "لقاء خاص" على القناتين الأولى والثانية مساء أمس الأربعاء، إن "هذه تجربة لم نر مثلها في الماضي"، داعيا إلى "ضرورة التمييز بين أجندتين حكومية وحزبية: واحدة تتعلق بالعمل الحكومي الذي يطبعه الالتزام والتماسك بين أحزاب الأغلبية، والثانية تتعلق بالمجال الحزبي الذي يحضر فيه "هامش أكبر من الحرية في التواصل مع المناضلين والمواطنين، وأمر عادي أن تصدر داخله أفكار مختلفة". كما تفاعَل رئيس الحكومة خلال مروره التلفزي مع "وضعية الأغلبية الحكومية"، تزامناً مع قرب الانتخابات التشريعية القادمة سنة 2026، شدد رئيس الحكومة على أن الرهان الأساسي يتمثل في عدم هدر الزمن الحكومي، والاشتغال إلى آخر دقيقة في عمر هذه الولاية، مثمنا حصيلة عمل فريقه الحكومي خلال السنوات الماضية، كما أبرز أن أولوياته خلال الدخول السياسي الجديد هي استكمال تنزيل الأوراش الكبرى للدولة الاجتماعية. "إيجابية إشراف الداخلية على الانتخابات" ارتباطا بالاستحقاقات الانتخابية المقبلة لم يُخفِ أخنوش سروره بعدم تكليفه بالإشراف على تنظيمها، موردا أن تكليف وزير الداخلية بالإشراف عليها "أمر إيجابي"، ولافتا إلى أن مختلف الأحزاب السياسية، ومن ضمنها حزب التجمع الوطني للأحرار، باشرت عملية تقديم مذكراتها إلى وزارة الداخلية بشأن المنظومة المؤطرة للانتخابات التشريعية المقبلة لمجلس النواب؛ كما قال إن هذا التوجه سيضمن إطارا عاما منصفا وشفافا يؤطر العملية الانتخابية القادمة، وإن وزير الداخلية عضو في الحكومة التي يشتغل جميع أعضائها بجدية، كما أن الملك محمدا السادس كان واضحا في ما يخص موضوع هذه الانتخابات، إذ توجه إلى وزارة الداخلية في خطابه الأخير لتحمل المسؤولية الكاملة في النقاش والحوار مع الأحزاب السياسية للتحضير والإشراف عليها. واسترسل المتحدث ذاته: "عشتُ تجربة سابقة كان فيها رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني هو مَن تولّى قيادة النقاش، لكن الاجتماع لم يسفر عن أي نتيجة". "الأجندة التنموية للمغرب" وفي أول خروج إعلامي له برسم الدخول السياسي الجديد، أكد أخنوش للرأي العام الوطني أن "حكومته ماضية في عملها حتى آخر لحظة من عمرها، وأنها ستكمل الأوراش المفتوحة في قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية، ومشاريع كبرى في قطاعات الماء والفلاحة والاستثمارات، وذلك حتى تستطيع توفير الإمكانيات اللازمة لخلق نمو اقتصادي يستجيب لتطلعات المواطنين". وقال رئيس الحكومة إن تجربة الحكومة الحالية التي يقودها "مثالية" وغير مسبوقة في الحكومات المتعاقبة، وزاد موضحاً: "حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يرأسه، على غرار باقي الأحزاب السياسية، يسعى إلى تصدر التشريعيات المقبلة وقيادة "حكومة التنمية" وليس "المونديال"، الذي هو جزء من الأجندة التنموية لبلادنا". بشائر موسم فلاحي "جيد" وخلال استعراضه الحصيلة الحكومية ذكّر أخنوش بتأسيس حكومته حوارا اجتماعيا جادا سِمتُه "معقول"، أفرز مكاسب ملموسة شملت الموظفين والأجراء والمتقاعدين، كما أورد أن الموسم الفلاحي الحالي سيتميز بانخفاض أسعار زيت الزيتون وإحداث 200 ألف منصب شغل إضافي. وشدد رئيس السلطة التنفيذية على أن ورش العدالة المجالية الذي دعا إليه الملك في خطاب العرش الأخير يأتي في صلب أولويات الحكومة خلال المرحلة المقبلة، مستدلا بالأرقام على نجاح حكومته في "ضبط التوازنات المالية للدولة، كاشفا أن الموارد العادية للدولة مرت من 229 مليار درهم سنة 2020، ومن المرتقب أن تبلغ 427.4 مليار درهم خلال السنة المقبلة". الماء والدخول المدرسي "الإرث الحكومي كان ثقيلا في مجال الماء"، أورد أخنوش مضيفا أن "حكومته عندما تحملت المسؤولية وجدت البلاد على حافة العطش، وأنّ 3 أو 4 أشهر فقط كانت تفصل الدارالبيضاءوالرباط عن فقدان مياه الشرب". واعتبر المسؤول الحكومي ذاته أن السبب في هذه الأزمة هو تأخر إنجاز محطة تحلية مياه البحر بالدارالبيضاء طيلة 10 سنوات كاملة، بينما اليوم هي في طور الإنجاز، مبرزا أن هناك أيضا محطات سترى النور في كل من تزنيتوالرباط وطنجة والناظور؛ وخلص إلى أن برامج تدبير الماء تسلك مسارها الصحيح. وعلاقة بالدخول المدرسي الحالي أفاد رئيس الحكومة بأن حوالي 3,2 مليون تلميذ استفادوا خلال هذا الموعد من الدعم الإضافي الاستثنائي لتعزيز فرص التمدرس، موضحا أن هذا الدعم تم صرفه لفائدة أولياء الأمور المسجلين في السجل الاجتماعي الموحد، وهو عبارة عن 200 درهم عن كل تلميذ في الابتدائي، و300 درهم عن كل تلميذ في الإعدادي والثانوي من أجل اقتناء اللوازم المدرسية. "تدبير مُشرّف لتبعات زلزال الحوز" في موضوع الزلزال، أبرز أن "سرعة ونجاعة الإجراءات التي اتخذتها حكومته لتدبير تبعاته ونتائجها واصفاً إياها "المشرفة"، ومذكّرا ب"إحداث وكالة تنمية الأطلس الكبير هذه السنة، والانعقاد المنتظم للجنة البين وزارية المكلفة ببرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز." كما رفض رئيس الحكومة التعليق على مبادرة تقديم ملتمس الرقابة التي فشلت فيها المعارضة، وأضاف أن "الحكومة التي يقودها لم تتدخل نهائيا في النقاش الدائر بين مكونات المعارضة بهذا الخصوص، لأن الأغلبية مرتاحة للعمل الذي تقوم به، وهي صلبة وليست هشة مثل ما هو موجود في بعض الدول". وبالتعبير عن "افتخاره بالعمل الذي قامت به الفرق الوطنية لكرة القدم"، ختم أخنوش حديثه خلال اللقاء الخاص متوجهاً بالتهنئة إلى الفريق الوطني للمحليين على توقيعه على مباريات في المستوى بفضل لاعبيه ومدربيه، ومؤكدا أن "الفضل في هذا كلّه يعود أولا إلى الملك محمد السادس".