قال عبد الرحمان بن عمرو، الكاتب الوطني لحزب الطليعة، إن الدستور المغربي، وإن كان ينص على حرية الرأي والتعبير، فإنه يضع لها في الوقت نفسه عراقيل على مستوى قنوات تصريف هذه الحرية. بن عمرو الذي كان يتحدث في ندوة "الحريات العامة بالمغرب بين الخطاب والممارسة"، في الذكرى الثانية لرحيل الدكتور محمد فوزي المنظمة من طرف حزب الاشتراكي الموحد بغرفة التجارة والصّناعة بأكادير،أثار ما سماه "المصطلحات الفضفاضة والقابلة للتأويل من طرف القضاة، والتي تستعمل لإبطال الجمعيات وعدم الترخيص للأحزاب".. وزاد بأن هناك العديد من العبارات غير الواضحة في القوانين المغربية والتي تُجرّم أفعالا غير محددة بنصوص واضحة، وأعطى أمثلة بغموض " النظام العام، الإساءة للدين الاسلامي، الإساءة للنظام الملكي، وللوحدة الترابية". بن عمرو وصف القضاء المغربي ب"غير المستقل"، وقال: "نحن في دولة غير ديموقراطية، لأن الحريات العامة محدودة وضمانة التمتع بها محدودة، والبرلمان عاجز كما الدولة عن حماية القوانين". من جهتها قالت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، في مداخلتها بمدرج غرفة التجارة والصناعة بأكادير إنه "لايمكن أن تجد شعبا يقبل أن يُقمع، وأن يُسْتبدّ به، إلا إذا كان ذلك الشعب قد أُعدّ سلفا لأجل ذلك عبر التربية والثقافة والإعلام". وزادت منيب: "كي ينتقل الشعب من وضع رعية مُستغَل إلى وضع مواطن كامل المواطنة لابد أن يعي حقوقه وحرياته، ويدافع عنها ويناضل من أجلها.. إذ رغم مرور 3 سنوات على دستور 2011 الممنوح ما زالت النصوص حبرا على ورق، وأغلبها جاء ليس ليُطَبّقَ ولكن فقط لتلطيف الأجواء والالتفاف على المطالب، رغم أنه كان ممن الممكن أن نحقق قفزة نوعية في الحريات لولا المؤامرة التي شارك فيها الحكومة، والأحزاب التي شاركت معها في 2011 ضد الشعب المغربي". مُنيب انتقدت أنظمة التقاعد بأن اعتبت أنّه "من العيب أن جنديا يفتح صدره لرصاص البوليساريو يتلقَّى معاشا من 1000 درهم،، ويدفعون لأرملته 300 درهم إذا توفي، بينما يمنح النظام تقاعدا مريحا للبرلمانين وأغلبهم شفَّار بن شفَّار.. فالبرلمان عَامْر ببُوشّكَارَة، وعَامْر بالانتهازيين وبأشخاص يريدون أن يبقى تقاعدهم". ودعت الأمين العامّة للPSU المثقفين إلى القيام بأدوارهم الحقيقيّة، مذكرة أن "الشعراء في ثورات الدول التي تقدمت كانوا يكتبون الشعر على الحيطان لتوعية الشعوب".. كما تطرقت إلى "الفساد الاقتصادي والسياسي الذي يقف عثرة أمام تقدم البلد"، وذكرت أن "المغرب وقع 55 اتفاقية للتبادل الحر، كلها ليست في صالحه، سوى تلك التي وقعها مع الأردن، لأنه ليس لدينا ما نبيعه لهم وليس لديهم ما يبيعونه لنا" وفق تعبير منيب التي ذكّرت ب"اعتصام إميضر بتنغير واستنزاف الماء الذي يتعرض له محيط هذا المنجم"، كما تطرقت لما يعانيه النقابيون بورزازات وبمنجم بووازار، مطالبة الشعب المغربي ب"تحمل مسؤوليته وألاّ يخاف، لأنّ مُوت وَاحدة لِّي كَاينة" وفق كلامها.