مازالت فضائح تجسس الولاياتالمتحدةالأمريكية على دول العالم مستمرة، فبعد أن ثبت تورط واشنطن في عمليات تجسس على قادة وزعماء دول العالم من خلال التنصت على هواتفهم، كشفت وثائق سرية جديدة للوكالة الوطنية للمراقبة NSA وهي جهاز مخابراتي أمريكي على أن هذا الجهاز قام باختراق 70 في المائة من شبكات الهواتف في العالم بما فيها شبكات الهاتف المحمول في المغرب. وأظهرت هذه الوثائق الجديدة على أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تجسست على ثلثي شبكات الهاتف المحمول عبر العالم بم فيها شبكة الهاتف المحمول للمغرب وذلك خلال الفترة الممتدة بين 2010 و2012، وقد مكنت هذه العملية واشنطن من تجميع معلومات لجميع الهواتف التابعة لأكثر من 701 شبكة محمول عبر العالم، بل أكثر من ذلك فإن الوثائق الأمريكية بينت على أن المخابرات الأمريكية نجحت في اختراق أكثر من 1200 بريد إلكتروني تابع لأهم الفاعلين في مجال الاتصالات في العالم، وتمكنت من التجسس على جميع المراسلات التي يجريها العاملون في هذه الشركات العالمية للإتصالات. عملية اختراق شركات الاتصالات مكنت المخابرات الأمريكية من الوصول إلى الرسائل الإلكترونية التي يتداولها المغاربة تمر عبر المخابرات الأمريكية، غير أن وثائق المخابرات الأمريكية التي نشرها موقع "THE Intercept"، لم تبين هل توقفت عملية التجسس هذه سنة 2012 أم أنها مازالت مستمرة. عملية التجسس هذه استغلتها واشنطن أيضا إبان انطلاق الصراع المسلح في ليبيا من أجل إسقاط العقيد معمر القذافي، فحسب هذه الوثائق قامت الولاياتالمتحدةالأمريكية باختراق شبكة الهاتف المحمول في ليبيا من أجل رصد جميع اتصالات الموالين للعقيد، وذلك قبل أسبوع فقط من تدخل الجوي الأجنبي لقصف القوات الموالية للعقيد، على أن هذه العملية ليست الوحيدة التي تدخلت فيها المخابرات الأمريكية بل قامت بنفس الأمر في العراق حيث تجسست على هواتف الملايين من العراقيين. وأكد الموقع الأمريكي الذي نشر الوثائق على أن الجهاز الوطني للمراقبة الأمريكية قام بالتجسس على ملايين الأشخاص عبر العالم بما فيهم المغاربة وذلك عبر نظام إلكرتوني يدعى "أوروا كولد"، هذا النظام الذي يمكن أن يضع بلدا بأكمله تحت التنصت حسب الموقع الأمريكي.
