لم تكن زيارة وزير الخارجية السعودية عادل الجبير إلى الرباط، بحر هذا الأسبوع، لتمر دون أن تثير حنق انفصاليي "البوليساريو" ومعهم الجارة الجزائر، خاصة وأن رئيس دبلوماسية الرياض أعلن أمام وسائل الإعلام الوطنية والدولية أن موقف السعودية من قضية الصحراء "ثابت" وأنها "تدعم مقترح الحكم الذاتي لمنطقة الصحراء تحت سيادة المغرب". وحاولت جبهة البوليساريو اللعب على وتر الدين والقوانين الدولية، وهي ترد على تصريحات الجبير، حيث قال مسؤول شؤونها الخارجية، محمد سالم ولد السالك، إن "أحكام الشريعة الإسلامية ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة كافية بأن تفند وتدين تصريحات وزير الخارجية السعودي التي تؤيد الظلم وتسيء لسمعة بلاده ولا تساهم في إحلال السلام على أساس العدل والحق والقانون"، على حد تعبيره. وسائل إعلام رسمية للجبهة الانفصالية نقلت عن ولد السالك وصفه لتصريحات الوزير الجبير بكونها "تتناقض مع قرارات الشرعية الدولية، بدء من الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية سنة 1975 والذي أكد عدم وجود أية روابط سيادة بين الصحراء الغربية والمملكة المغربية"، وفق زعمه، مضيفا أن "الوزير السعودي حضر شخصيا إلى جانب الجمهورية الصحراوية في القمة الأخيرة للاتحاد الإفريقي، ولاحظ أن المملكة المغربية هي الدولة الإفريقية الوحيدة التي توجد خارج الاتحاد". وخصصت وسائل إعلام جزائرية رسمية حيزا هامّاً لاعتماد العربية السعودية لسفير جديد لدى الجزائر، سامي بن عبد الله الصالح، وهو الموعد الذي خصص له الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة استقبالا بث على قنوات التلفزيون، وظهر فيه جالسا على كرسي خشبي دون أن يقوى على الحركة أو الكلام، حيث أظهرت اللقطات تصريحا للسفير الجديد ومكلف بعرض مشروع بناء مسجد سعودي، فيما اكتفى بوتفليقة بالتفاعل عبر الإشارات. مقابل ذلك، لم تفوت منابر إعلامية جزائرية التعليق على زيارة وزير الخارجية السعودي إلى الرباط وإبداء موقف بلاه الثابت من الصحراء، بأن استضافت إحداها ناشطا سياسيا يدعى عارف مشاكرة، الذي قال إن السعودية "أعلنت الحرب على الجزائر بمنع كل الاستثمارات الخليجية على البلاد"، مضيفا أن الاستثمارات السعودية والخليجية "تذهب كلها إلى المغرب". وتابع الناشط الجزائري ذاته أن دول الخليج، ومعها السعودية، تساهم في تسليح المغرب، وفق تعبيره، فيما أورد أن هذا التوجه "تعلمه الحكومة الجزائرية" وأنها "لا تريد قول كل الحقائق حتى لا تصدم الجزائريين"، إلى أن اتهم الرياض بتسليح وتمويل ما أسماها "خلايا من الجزائريين" بغرض "أن تعلب بعقولهم".