حضر ملف الصحراء في اللقاء المشترك الذي جمع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في العاصمة البحرينية المنامة، والذي خرج بموقف يؤيد الطرح المغربي في ملف الصحراء، ويعتبر أن مقترح الحكم الذاتي أرضية يمكن التفاوض حولها، وهو الأمر الذي أيده وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وعلى الرغم من أن اللقاء كان مخصصا للأوضاع في الشرق الأوسط، خصوصا اليمن وسوريا، وعلاقة دول الخليج بإيران بعد اتفاقها النووي مع الدول الغربية، إلا أن ذلك لم يمنع ملف الصحراء من أن يكون حاضرا بقوة في هذا الاجتماع الذي يمهد للقاء قمة بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقادة دول الخليج، نهاية الشهر الحالي. وخلال الندوة الصحافية المشتركة بين وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ونظيره الأمريكي جون كيري، قال الجبير إن دول الخليج أكدت "دعمها للمغرب في ما يتعلق بالصحراء، وأهمية الاستمرار في الاقتراح المغربي المتعلق بمسألة الحكم الذاتي، وعدم اتخاذ أي إجراءات قد تضعف هذا الموقف"، وهو ما يعد رسالة واضحة إلى من يهمه الأمر، كما أن وزير الخارجية الأمريكي عبّر، هو الآخر،عن تأييده للموقف الخليجي من قضية الصحراء ودعم الحكم الذاتي. ويأتي إعلان دول الخليج عن دعمها للموقف المغربي من قضية الصحراء وتأييد واشنطن لهذا الموقف وللحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب حلا لقضية الصحراء، في توقيت مهم، يتمثل في أن الأمين العام للأمم المتحدة سيقدم تقريره السنوي حول الصحراء إلى مجلس الأمن اليوم الجمعة، على أن يقوم المجلس بمناقشته يوم الجمعة المقبل. وسبق لوزير الخارجية السعودي أن أكد، خلال زيارته للمغرب، أن موقف بلاده الداعم للمغرب في قضية الصحراء "ثابت بدون تغيير"، إلا أن الجديد هو الخروج بموقف واحد من طرف دول مجلس التعاون الخليجي، وبحضور وزير الخارجية الأمريكي الذي أكد تأييده لمقترح الحكم الذاتي. واستقبل موقف السعودية الداعم للمغرب في قضية الصحراء بالعديد من الانتقادات من طرف الجارة الشرقية الجزائر التي باتت علاقتها مع الرياض "جد فاترة"، كما أن زيارة رجال أعمال سعوديين إلى الجنوب المغربي من أجل التعرف على فرص الاستثمار، أغضبت الجزائر ووسائل إعلامها التي هاجمت الرياض على هذا الموقف.