ركزت الصحف العربية ، الصادرة اليوم الخميس، اهتمامها على المباحثات المصرية الأردنية حول الوضع في الأراضي الفلسطينية ومستجدات الأزمة السورية عقب التدخل العسكري التركي ، والأوضاع في العراق واليمن ، فضلا عن الوضع السياسي في لبنان. ففي مصر كتبت جريدة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان (مصر والأردن وعملية السلام" أنه على الرغم من كون دول منطقة الشرق الأوسط تمر بتحولات وتغييرات كبري، من شأنها أن تعيد رسم خريطة تلك المنطقة الأكثر التهابا في العالم من جديد، فإن القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في أن يكون له دولته، تظل هي "أم" القضايا في المنطقة ومفتاح السلام والاستقرار بها. وأضافت أن قادة دول المنطقة والأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط، تدرك أنه دون حل القضية الفلسطينية وتحقيق اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، سوف يستمر التوتر وعدم الاستقرار. وتابعت الصحيفة، أن لقاء القمة الذي عقد أمس بين الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعاهل الأردن الملك عبد الله بن الحسين في القاهرة، جاء في هذا الإطار حيث تدرك القيادتان والدولتان اللتان تعدان أطرافا أصيلة في عملية السلام، بحكم الوضع الجيوسياسي، أهمية وضع حد لمعاناة الفلسطينيين وضرورة حل القضية بما يتفق مع قرارات الأممالمتحدة، من منطلق رؤيتهما المشتركة أنه لا سلام ولا استقرار في المنطقة دون التوصل إلى حل لقضية الفلسطينيين وحقهم فى دولتهم المستقلة، إلى جوار دولة إسرائيل. أما جريدة (الجمهورية) فكتبت في مقال لها تحت عنوان " سوريا إلى أين .. تصعيد أم انفراج؟" أن الحرب أو الأزمة السورية شهدت في الأيام الماضية تطورات عدة متسارعة بل ومفاجئة منها ما يقلب تحالفات قائمة ومنها ما يغير توازنات ومنها ما يغير تحالفات كان الظن أنها ثابتة. وأضافت أن تسارع الأحداث طرح عدة تساؤلات وجدد التساؤل الأساسي والذي طرح مرارا عبر السنوات الخمس الماضية وهو "سوريا إلى أين؟" هل تتجه إلى مزيد من التصعيد أو أن هذه التغييرات تفتح الباب لانفراج قريب وأن ما قد يجري أو يجري فعلا من تصعيد هو من باب تحسين المواقع استعدادا لجولة أو جولات تفاوض جديد بين أطراف الأزمة والحرب خاصة الأطراف التي تشارك في الحرب استنادا إلى من يقف وراءها من قوى إقليمية ودولية أسهمت جميعها بقدر أو آخر في إطالة حرب بربرية لتدمير سوريا في ظل صمت وتواطؤ ودور عربي مريب. وبالأردن، كتبت صحيفة (الرأي)، في افتتاحيتها، أن زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس لمصر والمباحثات التي أجراها مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، "سجلت نجاحا واضحا وأضاءت على الدور المحوري والأساسي الذي تلعبه عمانوالقاهرة في قضايا المنطقة وملفاتها وما يمكن لجهود البلدين المشتركة القيام به في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة التي تمر بها وبخاصة في مكافحة التطرف والارهاب والتصدي لعصاباته. وأضافت الصحيفة أن ما أسفرت عنه القمة الأردنية المصرية قد استقطب اهتمام الدوائر السياسية والدبلوماسية والإعلامية الاقليمية، وخاصة في تأكيد الملك عبد الله الثاني والرئيس السيسي على تكثيف التنسيق والتشاور بين البلدين على مختلف المستويات السياسية والأمنية، لا سيما في ضوء المواقف المتشابهة بين الجانبين تجاه الأزمات الإقليمية وتشديدهما على أهمية تعزيز دور المؤسسات العربية، كمدخل رئيس لمعالجة الأزمات في المنطقة. من جهتها، ذكرت صحيفة (الدستور)، في مقال، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى إلى إظهار الدور التركي في سورية الذي تراجع كثيرا منذ الثلاثين من شتنبر المنصرم، عندما ألقت روسيا بثقل آلتها الحربية خلف النظام وحلفائه. واليوم، تضيف الصحيفة، وبعد أن بدأت شرارات الحرب في سوريا وعليها، بإشعال الحرائق في الداخل التركي، تقلص هامش المناورة أمام "السلطان"، ولم يبق أمامه سوى أن يلقي بكل ثقله السياسي والأمني والعسكري في المعركة لحفظ أمن تركيا واستقرارها، بل وحفظ وحدتها وسلامة أراضيها، مشيرة إلى أن أردوغان يعود اليوم ليضع مصالح تركيا وهواجسها، على مائدة التفاهمات الروسية - الأمريكية، واللقاء المنتظر يوم غد بين لافروف وكيري. واعتبرت أنه في حمأة القتال والمعارك المحتدمة على جبهات الشمال السوري على نحو خاص، يبدو أن الخاسر الأكبر سيكون "داعش" الذي يطوي آخر صفحاته في سورياوالعراق على حد سواء، وإلى جانبه في قائمة الخاسرين تأتي الحركة الاستقلالية لأكراد سورية. أما صحيفة (الغد)، فتناولت موضوع التعديلات التي أجرتها وزارة التربية والتعليم على كتب التربية الوطنية للمراحل المدرسية، مشيرة، في مقال، إلى أن تطوير التعليم لا يجوز أن ينفصل عن التفكير في بناء شخصية الطالب نفسيا وفكريا وبدنيا. لذلك، تضيف الصحيفة، من الضروري إعادة الاعتبار بقوة للأنشطة الرياضية والفنية والثقافية (...)، وهي الأنشطة التي تطور الطلبة بصورة حقيقية، وتنمي قدرتهم على مقاومة التطرف والعنف، وتعزز العيش المشترك، وتخلق جيلا قادرا على التعامل مع الآخرين، بصورة بنيوية وإيجابية، وليست كلمة فارغة أو صورا لا تقدم ولا تؤخر، تضاف إلى بعض الكتب المدرسية لنصف ذلك بأنه "إصلاح جوهري". وبالإمارات، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، عن معاناة العراقيين مع اللجوء والنزوح، مشيرة إلى احتمال نزوح أكثر من مليون عراقي، من مدينة الموصل، خلال الفترة المقبلة، جراء احتلال (داعش) للمدينة، واقتراب معركة تطهير المدينة من هؤلاء الإرهابيين الذين يفرون دوما، تاركين المدنيين وحدهم يدفعون ثمن تواجدهم بينهم. وأبرزت الصحيفة أن التنظيم الإرهابي تسبب بلجوء ونزوح عشرات ملايين العرب في العراقوسوريا واليمن وليبيا، في صورة مخزية يندى لها الجبين، فالتنظيم يحتل مناطق المدنيين، ويحولهم إلى سواتر لحمايته، ويضطهد مكوناتهم تحت عناوين مختلفة، ويسطو على أموالهم، ويعرضهم إلى عمليات عسكرية جراء الاشتباكات التي تحصل مع تنظيمات أخرى، أو مع القوى العسكرية الرسمية التي تسعى لتحرير مناطق المدنيين. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها إلى تغريد المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، مرة أخرى، خارج سرب الأحداث والتطورات التي يشهدها العالم، إذ يحاول إنقاذ حملته الانتخابية للوصول إلى البيت الأبيض بالحديث عن سعيه في حال فوزه في هذه الانتخابات الماراثونية، للقضاء على التطرف من خلال التعاون مع ما يسميه "الإسلام المعتدل". وأوضحت الافتتاحية أن ترامب يريد بذلك أن يزيد من نسق الهجوم على الإسلام عبر تجزئته وتكريس الانطباع لدى العالم بأنه يتوزع بين "متطرفين" و"معتدلين" و"«سيئين" "«جيدين"، وهو أمر قد يبدو تراجعا عن تصريحات سابقة اتهم فيها الإسلام بشكل عام بأنه يعمل على تصدير الإرهاب، إلا أن الأمر لا يعدو عن كونه محاولة لتحسين صورته التي اهتزت كثيرا بعد الجدل الذي أثارته تصريحات أدلى بها قبل أسابيع حول الإسلام والمسلمين، بمن فيهم من قاتل في العراق ودول أخرى. واعتبرت الصحيفة أن تصريحات ترامب تأتي في إطار محاولة لتدارك صحوة متأخرة لإنقاذ حملته الانتخابية التي ظهر وأنها تتعرض لانتكاسة وسط تقدم لمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، التي تظهر استطلاعات الرأي تفوقها عليه بفارق مريح. وشددت (الخليج) على أن المرشح ترامب لا يستطيع إنكار أن للولايات المتحدةالأمريكية ودول الغرب في العموم مصلحة في بقاء، بل وتشجيع التطرف في العالم العربي والإسلامي، لأن ذلك يعني بقاء الأوضاع مشتعلة وتبقى"الدولة المدللة" في مأمن عن هذا الحريق المشتعل في الشرق الأوسط كله، مضيفة أنه عندما يتحدث ترامب عن محاربة التطرف والتعاون مع دول حلف شمال الأطلسي للقضاء عليه، فإنه يدرك جيدا أن ذلك يصب في نهاية المطاف في مصلحة إسرائيل. أما صحيفة (الوطن)، فأكدت في افتتاحيتها، أن الشعب اليمني يواصل الصمود بدعم الأشقاء في دول التحالف العربي، ويمضي لإنجاز التحرير الكامل لليمن وبسط السلطة الشرعية على كامل البلاد، وإلحاق الهزيمة التامة بالطغمة الانقلابية التي أرادت الاستحواذ على قرار اليمن لصالح أجندة إيران الظلامية والتي تقوم على الشر وتنتهج التدخلات والوحشية ودعم المليشيات لتحقيق أطماعها وأجندتها في المنطقة. وشددت على أنه قد كان للموقف الأصيل الذي أبداه الشعب اليمني وإصراره على البقاء ضمن محيطه الخليجي والعربي ودعم دول التحالف أبلغ الأثر في إفشال المخطط الانقلابي، ورد المتمردين على أعقابهم يجرون ذيول الخيبة ويعتمدون محاولات يائسة لإطالة أمد النزاع وتأجيل إنجاز الحل التام الذي لا يمكن أن يرى النور إلا وفق القرار 2216 الصادر عن مجلس الأمن. وبلبنان، اهتمت الصحف بمجلس الوزراء الذي سيعقد اليوم مع مقاطعة مكونات حزبية، إذ أكدت (الأخبار) أن جلسة مجلس الوزراء اليوم "ستعقد بغياب" وزراء التيار الوطني الحر الذي يتزعمه ميشال عون، ووزراء حزب (الطاشناق)، "لكن من دون مقاطعة (حزب الله). وأبرزت الصحيفة أن هذه الجلسة التي لن تتخذ قرارات ذات قيمة مهمة، ولن تنتج سوى المزيد من التعقيد في المشهد السياسي العام، تطال شظاياه طاولة الحوار الوطني المزمع عقدها مطلع شتنبر المقبل. ونقلت الصحيفة عن مصادر من (التيار الوطني الحر)، الذي قاطع الجلسة احتجاجا على التمديد للقيادات العسكرية، تأكيدها أن "أي قرار يتخذ في الجلسة، كبيرا أو صغيرا (...) سيكون غير ميثاقي وعرضة للطعن القضائي والشعبي". أما (الجمهورية) فأشارت الى أن الاهتمام الداخلي تصدرته جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم في ظل ترقب المساعي الأخيرة، وما ستحمله الساعات الفاصلة عن موعد هذه الجلسة من تطورات، لاسيما مع إصرار رئيس الحكومة تمام سلام على المضي في عقد الجلسة في موعدها "بلا قرارات مهمة"، على رغم دخول (حزب الله) على خط المعالجة متمنيا على سلام تأجيلها "لإفساح المجال أمام الاتصالات بين مختلف مكونات الحكومة". وإقليميا، اهتمت الصحيفة بعملية "درع الفرات" التركية العسكرية التي انطلقت، أمس، لاستعادة مدينة جرابلس السورية الحدودية من سيطرة التنظيم الإرهابي (داعش)، ووقف تهديداته للمدن الحدودية داخل أراضي تركيا، بغطاء اميركي ووسط تنديد سوري، وتزامنا مع حراك اميركي روسي مشترك في السعودية لفرض حل للأزمة اليمنية، حيث تشهد جدة لهذه الغاية اجتماعات لوزير الخارجية الاميركي جون كيري والموفد الخاص للرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف مع وزراء دول مجلس التعاون الخليجي والموفد الاممي الى اليمن احمد ولد الشيخ. وفي ذات السياق، قالت (المستقبل) إن "درع الفرات" هو الاسم الذي اختارته أنقرة لعمليتها العسكرية داخل الأراضي السورية، للمرة الأولى، ضد (داعش) وحزب (الاتحاد الديموقراطي) الكردي ومكنت فيها، بعد غارات جوية وقصف مدفعي وبحماية دبابات، قوات المعارضة السورية من انتزاع مدينة جرابلس الحدودية من التنظيم الإرهابي (داعش)، وذلك في "تطور ميداني لافت سيترك بالتأكيد انعكاسات مباشرة على الحسابات السياسية للحل السوري المحتمل".