أكد أنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، أن الكفاءات المغربية بالخارج حاضرة بقوة، مشددا على أن تنوعها يعتبر خاصية تميزها، مسجلا في الآن ذاته أن ارتباط تلك الكفاءات ببلدها يجعلها تعرب عن رغبتها في خدمة مصالحه التنمويّة. وقال بيرو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن الوزارة والحكومة والدولة المغربية لديها قطاعات تحتاج فيها للكفاءات المغربية، وتساءل: "كيف يمكن خلق التقاء بين رغبة وإرادة وحاجيات الدولة، من جهة، ورغبة وكفاءات الجانب الآخر؟". وأورد الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة أن لقاء عقد في وقت سابق جمع كفاءات مغربية من عدة دول، تشتغل في عدة مجالات، بهدف تطوير مقاربة الاشتغال والعمل على الوصول إلى الأهداف دون ضياع وقت الكفاءات، والعمل معهم حول أفكار مشاريع. وأكد المسؤول الحكومي أنه جرى العمل على تطوير شبكة الكفاءات المغربية بالخارج إما جغرافيا أو موضوعاتيا، وفي هذا السياق، أضاف بيرو: "مؤخرا، أنشأنا شبكة للمحامين المغاربة، والتي ننتظر منها الكثير، من حيث معرفة مشاكل المغاربة وكيفية معالجتها، كما جمعنا أيضا كفاءات في مجال التنمية المستدامة والمحافظة على البيئة، ونظمنا لقاء "التحولات المناخية والهجرة". وكشف بيرو أن "العمل الذي نشتغل عليه يرتكز أساسا على كيفية خلق ترابط بين الشبكات، وكيف يمكن أن تخلق تواصل وعمل مشترك مع نظيرتها بالمغرب، وكيف يمكنها أن تشتغل على المواضيع التي لها أولوية بالنسبة للمغرب، كالطاقات المتجددة والاستثمار الصناعي والمغرب الأخضر وغير ذلك". وشدد الوزير على أن مستوى معرفة الكفاءات المغربية الموجودة بالخارج ارتفع سنة 2015 ب91%، معتبرا أن ذلك يعتبر في حد ذاته هدفا إيجابيا تم تحقيقه، مبرزا أن هناك عملا متواصل في هذا الباب. وأورد أنيس بيرو أن كفاءات مغربية عدة لم يتم التعرف عليها إلى حد الساعة، موردا أنه تم اختيار 50 جامعة ومعهدا على الصعيد العالمي والأكثر إشعاعا، حيث "أصبحنا نبحث فيها على المغاربة، لأننا نؤمن أن الكفاءة يجب أن تذهب إليها وتبحث عنها، لكي تتمكن من أن تشتغل معه وتستثمر معارفه وطاقاته، وهم مستعدون للمساهمة في تنمية البلد". مروان برادة، رئيس مصلحة تعبئة الكفاءات بالوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، اعتبر أن برنامج تعبئة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج يهدف إلى إشراكها في جميع المشاريع التنموية التي تعرفها المملكة، بشكل دائم أو مؤقت. وشدد برادة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن البرنامج يسهم في جعل الكفاءة المغربية تستثمر تجربتها في مشاريع داخل الوطن؛ إما عن طريق تكوينات محدودة في الزمن، أو انطلاقا من العودة النهائية إلى أرض الوطن. واعتبر المسؤول بالوزارة ذاتها أن المقاربة المعتمدة هي تحديد العرض الموجود من الكفاءات وأماكن وجودها وقطاعات اشتغالها، وبعدها ملاءمة حاجيات المغرب مع ما هو متوفر. كما ذكر مروان برادة، ضمن التصريح نفسه، أن الوزارة تعمل على مواكبة وتشجيع خلق الكفاءات، مبرزا أن عددا منها جرى خلقها بكل من فرنسا وكندا وألمانيا والولايات المتحدةالأمريكية. وأكد رئيس مصلحة تعبئة الكفاءات بالوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة أن هناك دراسة قيد الإنجاز لتحديد الطلب المغربي على الكفاءات ومحاولة ملاءمة ذلك مع العرض. وأضاف مروان: "هناك برنامج نحن شركاء فيه مع المركز الوطني للبحث العلمي والتقني الذي يهدف إلى تعبئة الكفاءات والباحثين المغاربة عن طريق برنامج "فنكوم"، وهناك عمل على إشراك الكفاءات في أنشطة تهدف إلى تحسيس الشباب المغربي على القضايا المرتبطة بالاستثمار والمقاولات الناشئة".