قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير اليوم الأحد، إن إيران "هي أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، وتسعى لتدمير السعودية". جاء ذلك في كلمة له بختام المؤتمر ال53 للأمن في ميونخ الألمانية. ولفت إلى أن بلاده "لا تدعو إلى محاربة إيران، وإنما تدعو لتغيير سلوكها"، معتبرا أن "إيران هي التحدي الأبرز في منطقة الشرق الأوسط وأن" جزءً من دستورها يدعو لتصدير الثورة، وهي لا تؤمن بمبدأ المواطنة، وتؤمن بأن الشيعة في جميع أنحاء العالم يجب أن يكونوا تابعين لها وليس لدولهم، وهذا غير مقبول" بتعبير الجبير. وجدد اتهاماته لإيران ب"زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وعدم الإيمان بمبدأ حسن الجوار، والتدخل بشؤون دول المنطقة (...) وهذا تجلى بالتدخل في سوريا واليمن والبحرين والعراق وباكستان وأفغانستان". ولفت الجبير إلى أن إيران "هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم يهاجمها تنظيم داعش أو القاعدة، التي يفترض أنها تنظيمات سنية حتى النخاع (...) وهذا يثير التساءل: هل يمكن أن نفكر أن هناك صفقة بين داعش وإيران ؟ هذا سؤال نطرحه على أنفسنا". وأضاف أن "إيران تتحدث دائماً عن بدء صفحة جديدة، ولكننا لا نستطيع تجاهل الحاضر (...) كيف يمكن أن نتعامل مع دولة تسعى إلى تدميرنا"، مردفا أنه "ما لم تغير إيران سلوكها ونظرتها المستقبلية ومبادئها التي تقوم عليها، فمن الصعوبة التعامل معها". وفي رده على سؤال ما إذا كان هناك أمل في التعاون مع إيران لحل أزمات المنطقة، خاصة بعد زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني للكويت الأربعاء الماضي، قال الجبير "نريد أفعالاً وليس أقوالاً.. هم يرسلون السلاح والصواريخ الباليستية للحوثيين، ويرسلون ميلشيات شيعية لدعم بشار الأسد في سوريا، هذه أفعال، والأفعال صداها أكبر من الأقوال". وتابع "أرسلوا قوات الحرس الثوري ليدعموا بشار الأسد، وأتوا بحزب الله من لبنان وحشدوا الشيعة من أفغانستان وباكستان والعراق لكي يقاتلوا في سوريا"، مشددا أنه "لا يجب أن تفلت إيران من العقاب على أفعالها". وفي رده على سؤال حول الدور الذي يمكن أن تقوم به طهران لحل الأزمتين السورية واليمنية، قال الجبير إن "إيران جزء من المشكلة وليست هي الحل، ولذلك عليها أن توقف إرسال الأسلحة والميلشيات الشيعية والحرس الثوري". وفي رده على سؤال عن رؤيته لاحتواء إيران، قال "يمكن أن يكون احتواءً افتراضياً، نضع عقوبات تجارية وحظر سفر وتقييد للمعاملات المالية، وهناك إجراءات يمكن اتخاذها من قبل الأسرة الدولية"، معربا عن يقينه أن "إيران تريد أن تكون جزء من العالم، ولا تريد أن تكون منبوذة فيه (...) ولكن عليها أن تغير سلوكها". وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت السعودية تقبل المشاركة في تحالف يضم دولاً عربية وإسرائيل لمواجهة إيران قال الجبير "لا أدري، كان هناك حديث عن كثير من التحالفات، الأمر غير مرتبط بقتال إيران مادياً، ولكن يحدونا الأمل أن تغير إيران سلوكها".