تعيش مناطق مغربية على وقع عواصف رعدية تزرع الرعب في نفوس الساكنة، آخرها سجلت فجر الجمعة بالرباط وسلا والنواحي، مصحوبة بأمطار قوية، استطاعت انتزاع النوم من جفون البعض، خاصة الأطفال الذين استفاقوا على وقع أصواتها المدوية. عاصفة فجر الجمعة ليست هي أولى العواصف في هذه الفترة الانتقالية من فصل الشتاء إلى فصل الربيع؛ ذلك أن عاصفة رعدية قوية جدا ضربت على حين بغتة سماء الرباط وسلا منتصف مارس الجاري، وخلقت رعبا حقيقيا في نفوس السكان، واضطرت عددا كبيرا منهم إلى اللجوء إلى الشارع من هول صوتها المدوي. الأطفال الصغار كانوا أكثر المتضررين من ومضات البرق الخاطفة وأصوات الرعد القوية التي دفعتهم إلى الصراخ والاحتماء بأحضان آبائهم خوفا من أن يلحقهم أذى، كما سبَّبت الصدمة لبعضهم فقدانا مؤقتا للنطق، خاصة في أعقاب عاصفة منتصف مارس التي دوَّت بصوت عال مُتسبِّبة في ارتِجاج النوافذ واهتزاز الجدران وإطلاق السيارات الرابضة لصافراتها. هذه العواصف الرعدية القوية تجد تفسيرا لها في عودة الكتل الهوائية الباردة جدا إلى الأجواء العليا، والتي تؤثر بدورها على الأجواء السفلى، وفق رئيس مصلحة التواصل بالمديرية الجوية للأرصاد الجوية الحسين يوعابد، ما يؤدي إلى تصاعد الكتل الساخنة نسبيا من السفلى إلى العليا، ويعمل على شحن السحب بالأيونات الموجبة، لتستقر الأيونات السالبة على الأرض أو العكس، ما يُؤذِن بإطلاق شحنات كهربائية ما بين السحب والأرض. وأوضح رئيس مصلحة التواصل بالمديرية الجوية للأرصاد الجوية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن يومي الخميس والجمعة تميزا بكتل هوائية باردة، خاصة على مستوى المناطق الشمالية للمملكة؛ ما تسبَّب في عواصف رعدية قوية، موضحا أن الفترة الحالية تتميز بكتل هوائية باردة تؤدي إلى عدم الاستقرار. وأوصى يوعابد المواطنين باللجوء إلى البنايات أثناء العواصف الرعدية، واقتناء مطريات من البلاستيك أو الخشب، موضحا أن التيار الكهربائي يبحث عن أقرب نقطة لتفريغ الطاقة التي يحملها، ولافتا إلى أن اللجوء إلى الأشجار يعد خطوة غير آمنة، على حد قوله.