اهتمت الصحف العربية الصادرة ، اليوم الجمعة، بحجب الأجهزة الأمنية المصرية 21 موقعا إلكترونيا داعما للإرهاب، والانتخابات الرئاسية في إيران، وردود الفعل إزاء اتهام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حركة (حماس) بالإرهاب، وتداعيات عملية القرصنة التي تعرض لها الموقع الإلكتروني الرسمي لوكالة الأنباء القطرية، والعمليات الأمنية في البحرين ،والهجوم الإرهابي في بريطانيا. ففي مصر ، كتبت جريدة (الجمهورية) في مقال بعنوان "المواقع المحجوبة" أنه أخيرا اضطرت الأجهزة الأمنية لحجب 21 موقعا إلكترونيا متخصصا في دعم الإرهاب ونشر أفكار التطرف وترويج الأكاذيب والشائعات المثيرة للفتنة مادامت أجهزة الإعلام في معظمها تعجز عن القيام بدورها في الرد علي هذه المواقع المرصودة وصد حملاتها التي لا تقل خطورة عن الجرائم التي يرتكبها الإرهابيون ما بين قتل وتفجير وتدمير وحرق تواجهها القوات المسلحة والشرطة بكل الحسم واليقظة. وأشارت ، في هذا الصدد، إلى غياب الرؤية الإعلامية الوطنية الصحيحة لكيفية مواجهة هذه الحملات التي تبث سمومها داخل المجتمع للتحريض على العنف وتفرقة صفوف الشعب والتشكيك في سلامة ونجاح النط المصري للتنمية والبناء والمستقبل مهما كانت التضحيات، وهو ما يدعو إلى حث أجهزة الإعلام الوطنية إلي مزيد من المشاركة في معركة مصر ضد الإرهاب وبذل جهود أكبر بتوقيت أسرع لكشف بؤر الإرهاب الفكري وترقية الخطاب الإعلامي داخل المجتمع ليكون دافعا للعمل خاصة في ظل الانجازات التي تتحقق يوميا ولا تستطيع إنكارها مراصد الإرهاب المحجوبة أو التي مازالت في انتظار دورها. أما جريدة (الأهرام) فكتبت بعنوان " الرئيس روحاني وتعديل الخطاب السياسى" أن إعادة انتخاب الرئيس حسن روحاني لمدة رئاسة ثانية كانت تأكيدا من أغلبية الجماهير على ارتياحها لخطابه السياسي، وهو ما وضع أمام قيادة النظام إشكالية إمكان تعديل الخطاب السياسس الإيراني في اتجاه الاعتدال، بعد أن فشل الأصوليون فى الوصول بمرشحهم المتشدد إبراهيم رئيس إلى مقعد الرئاسة، رغم ما أشيع عن دعم الزعيم خامنئس له. وذكرت أن روحاني أكد في خطابه أن حكومته ستظل تتعاون مع السلطة التشريعية، وسيتعامل بالقانون مع كل المؤسسات العامة والخاصة والمذهبية، حتى تلك التي لا تدفع الضرائب ، مشيرة إلى أنه من هذه القراءة في الخطاب السياسي للرئيس روحاني يمكن القول إنه إذا كانت حركة الإصلاح تهدف إلى إصلاح مفاهيم وبنى وقواعد الحياة في إيران الإسلامية، فإن روحاني سوف يسعى إلى تحويل شعار الجمهورية الإسلامية إلى واقع مضىء للعقل الوطني والنظرة العالمية، وإعادة تنظيم العلاقة بين النظام الديني والمجتمع العالمي. وفي البحرين، واصلت الصحف اهتمامها بالعملية الأمنية التي جرت يوم الثلاثاء الماضي، بمنطقة الدراز شمال غرب المملكة، حيث كتبت جريدة (الوطن) أن البعض أقحم ما دار في اللقاءات الجانبية بين القادة المشاركين في قمم الرياض في هذا الملف بل واعتبره أساس ما حدث، وأن البحرين حصلت على ضوء أخضر من الولاياتالمتحدة كي تقوم بهذه العملية، مشددة على أن "الضوء الأخضر حصلت عليه الأجهزة الأمنية من الداخل وليس من الخارج". وأكدت الصحيفة أن الربط بين أحد اللقاءات وما نقل إنه صرح به خلال اللقاء وبين قيام الأجهزة الأمنية بفض ذاك التجمع والقول إنه جاء بعد يومين من اللقاء هو من صميم عمل المحلل السياسي، "لكنه تحليل خاطئ خائب، فالحكومة لم تفضه بهذه الطريقة من قبل لأنها ظلت حريصة على عدم إراقة الدماء وأملا في توصل المشاركين فيه إلى قناعة بأن ما يقومون به خطأ ومخالف للقانون ويؤذي الناس ويربك حياتهم، والحكومة قررت أن تفضه بعدما فاض الكيل ونفد الصبر ووصلت إلى قناعة بأن هذا العمل ليس إلا حلقة من حلقات يمسك بسلسلتها (الخارج)، وتحديدا إيران ومن يقف معها". وفي مقال بعنوان: "تحية لحماة الوطن"، قالت صحيفة (الأيام) إن الأوضاع في قرية الدراز المنكوبة استمرت باحتلال ثلة من الإرهابيين، وظلت حتى يوم العملية الأمنية خارج السياق الطبيعي الذي تألفه مدن المملكة وقراها، معتبرة أن المطلوب من الأهالي وخصوصا الشباب منهم، "النأي بأنفسهم عمن يلاحقه عار خيانة وطنه من أجل إرضاء أصحاب الأجندة الإيرانية.". وكتبت الصحيفة أنه بعد أن نفذت وزارة الداخلية انتشارها الأمني الواسع بالقرية لوقف "مهزلة العبث بالأمن هناك عبثا يؤثر في السلم الأهلي، فإنه من المتوقع أن ترتفع في الغد أصوات المذهبيين والراديكاليين الإيديولوجيين بمختلف انتماءاتهم الحزبية ممن يمارسون السياسة في أبشع صور انتهازيتها ليتحدثوا من فوق منصات الإعلام المختلفة عن (انتهاكات) حقوقية، واستخدام (غير متوازن) و(مفرط) للقوة، حتى ليبدو لك أنهم قد أتوا للتو من كوكب آخر، ولم يكونوا يعيشون معنا على أرض الواقع، أي لم يروا ولم يسمعوا عن الممارسات غير الإنسانية للجماعات الإرهابية الفارة من وجه العدالة". وفي مقال بعنوان: "عملية الدراز وهيبة الدولة البحرينية"، أوضحت صحيفة (البلاد) أن عملية الدراز الأمنية الناجحة كانت أمرا لابد منه في هذا التوقيت، لأن بقاء هذه المنطقة على الوضع الذي كانت عليه قبل تنفيذ هذه العملية كان أمرا شاذا ويشجع على الخروج على القانون، مبرزة أنه "لا يجوز التهاون مع كل ما يمس هيبة الدولة ويعطل مصالحها، والسكوت الطويل عن منطقة كهذه كان سيحول الأوضاع إلى أمر واقع ويجعلها دولة داخل الدولة". وحيت الصحيفة رجال الأمن على هذه العملية الحاسمة التي "أعطت رسالة شديدة الوضوح للذين يسعون إلى إنشاء بؤر مزعجة أمنيا داخل البحرين لإرهاق الأجهزة الأمنية وإشغالها طوال الوقت ونشر اليأس بين الناس، وكذلك المغرر بهم الذين ينفذون أوامر وتعليمات غيرهم"، مردفة أنه لابد أن يفهم كل من تسول له نفسه العبث بأمن البحرين أن تكلفة هذا العبث ستكون باهظة، وأنه لا جدوى من هذه المحاولات، وأن الدفع بالشباب المغرر به في الخطر لن يحقق لهم أية نتيجة. ومن جانبها، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إنه في كل مرة تمارس الدولة حقها وسيادتها وقانونها ضد الإرهاب والخارجين عن القانون، "تطل علينا ذات الشخصيات والجمعيات والأقلام والمنابر والبيانات والتصريحات لدعم الإرهابيين وتبرير جرائمهم تحت عبارة (السلمية)"، معتبرة أنه "لو توقف الإرهاب لما وجدوا قضية يقتاتون منها، ويخدعون الناس بها، ويسوقون لأنفسهم فيها..". وأبرزت الصحيفة أن "مملكة البحرين دولة مؤسسات وقانون، وحكمة قيادتها الرشيدة ووقفة الشعب المخلص معها، وتضامن الدول الشقيقة والصديقة، أثبتت صواب قراراتها وإجراءاتها، وأن لا أحد بإمكانه أن يفرض على الدولة أجندته ومخططاته"، مشيرة إلى أن "البحرين تجاوزت تحديات أكثر وأكبر، ومحاولة إشغالها عن مسيرة التنمية والإصلاح لن تفلح، فهي دولة قانون ودولة عمل وإنجاز معا.. وسيناريو (الفزعة) لو تكرر مليون مرة فلن يوقف قطار الإصلاح والتنمية وسيادة القانون". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحية بعنوان "أمن البحرين خط أحمر"، أن التطورات التي شهدتها مملكة البحرين خلال الأيام الأخيرة، خاصة في منطقة الدراز، غربي العاصمة المنامة، وأدت إلى مقتل وإصابة عدد من مواطني المملكة، بينهم خارجون على النظام والقانون، دلت على تزايد المخاطر على أمن المملكة، و"أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن هناك أطرافا إقليمية ترغب في إشعال الحرائق في البيت الخليجي، عبر تزويد المخربين بالإمكانات اللازمة لإحداث أعمال شغب واسعة في مناطق المملكة تحت ذرائع وأعذار شتى" . وأضافت الافتتاحية أن أحداث الأيام الماضية كشفت عن توجه خطر للمخربين الذين يهدفون من ممارساتهم إلى إيجاد مناخ موات لإدخال مملكة البحرين، ومعها بقية دول مجلس التعاون في أتون مواجهات لن يستفيد منها إلا المتربصون بأمن هذه المنطقة واستقرارها . واعتبرت (الخليج)، أن دولة الإمارات ومعها دول مجلس التعاون الخليجي بادرت ، إزاء هذا الوضع، إلى إبداء موقفها المؤيد والمساند لكل الخطوات التي اتخذتها وتتخذها مملكة البحرين في سبيل حماية أبنائها والحفاظ على النسيج الاجتماعي داخل المملكة، التي تحاول بعض القوى المدعومة من الخارج، الإضرار به بمختلف الوسائل وتحت ذرائع شتى. وأوضحت أنه "موقف نابع من إيمان دول المجلس من أن أمن البحرين من أمن دول الخليج كافة، والمساس بأمن المملكة يعد مساسا بأمن كل دولة خليجية . " ومن جهتها، أكدت صحيفة (البيان)، في افتتاحية بعنوان "تداعيات الارهاب"، أن الجريمة الإرهابية التي وقعت في بريطانيا تركت أثرا سلبيا في المسلمين في العالم، خصوصا في بريطانيا وأوروبا وبقية الدول الغربية ، مبرزة أن الإرهاب يتورط بشكل واضح في إيذاء المسلمين في كل مكان، وبعد أن كان هؤلاء محط قبول وترحاب، بات يتم النظر إليهم بشك كبير، خصوصا أن كل الجرائم التي تقع يتم تقديمها على خلفيات دينية . ولاحظت الافتتاحية أن عشرات ملايين المسلمين الذين يعيشون في أوروبا وأميركا وكندا وأستراليا، ويتمتعون بكل حقوقها وبالحياة الكريمة فيها، يتعرضون اليوم إلى نظرة سلبية ، رغم كل محاولات التبرير التي يتم اللجوء إليها، من أجل إثبات أن هؤلاء المجرمين لا يمثلون الإسلام، ومن أجل تقديم الأدلة على أن المسلمين يعانون قبل غيرهم من هذه الجماعات . وفي قطر، واصلت (الوطن) و(الراية) و(الشرق) و(العرب)، في افتتاحياتها، متابعة وتحليل عملية القرصنة التي تعرض لها الموقع الإلكتروني الرسمي لوكالة الأنباء القطرية وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي وكذا موقعها على اليوتوب لمقاطع الصور. فتحت عنوان "القرصنة ضد (الكيان الخليجي)"، كتبت صحيفة (الوطن) أن " الكيان الخليجي، كيان واحد. مصيري لكافة دول الخليج العربية" وأن "قطر، وحتى في خضم أعظم المؤامرات التي تحاك بليل وخبث ضد هذا الكيان، مثلها مثل بقية دول الكيان الخمس، حفيظة عليه" لأنه "باختصار (..) الضمانة الكبرى لأمنها واستقرارها وإنجازاتها، تماما مثلما يمثل ذات الضمانة لبقية الدول الشقيقة". وأضاف كاتب افتتاحية الصحيفة أن هذا "الكيان المصيري، يتعرض باستمرار لمؤامرات خسيسة وشيطانية، تهدف في الأساس ضرب وحدته، توطئة للاستفراد بكل دولة على حدة، لضرب منجزاتها الكبرى"، مشيرا الى أنه "لم يغب على أي عاقل، حصيف وحكيم، أبعاد مؤامرة قرصنة وكالة الأنباء القطرية". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (الراية)، تحت عنوان " قطر قادرة على التصدي للحملات الجائرة"، ان دولة قطر "تتعرض لحملات إعلامية جائرة منظمة ومضللة تستهدفها"، في ما يشكل "سابقة خطيرة"، واستحضرت ما جاء على لسان وزير الخارجية القطري في الندوة الصحفية التي عقدها أمس الخميس، من قدرة قطر على التصدي لهذه الحملات التي "لم تتوقف على حملات إعلامية من دول خليجية وعربية بل شملت حملات إعلامية أمريكية ومن بينها 13 مقالا مضللا عن قطر لكتاب مختلفين في الولاياتالمتحدة خلال الخمسة أسابيع الماضية، كما عقد مؤتمر عن قطر في أمريكا دون دعوة قطر إليه"، مشيرة الى أن في ذلك ما "يؤكد وجود تنسيق مسبق خاصة وأن هذه الحملات تزامنت مع الهجوم الإلكتروني على موقع وكالة الأنباء القطرية". وأضافت الصحيفة، نقلا وزير الخارجية القطري، أن قطر "حافظت على الدوام على علاقات قوية وأخوية مع الأشقاء في دول مجلس التعاون، لأنها تؤمن بأن دول المجلس كيان واحد وأنها ترى أن ما يجري اليوم ليس له علاقة ب (سوء التفاهم) الذي حدث بين قطر وبعض دول مجلس التعاون في عام 2014، خاصة أن قطر كانت لها مشاركة مثمرة في القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض وأن العلاقات متميزة ومثمرة، وإن كان هناك شيء مختلف ولا نعلمه فهذا أمر آخر"، معربة عن الأسف لتواصل هذه "الحملة الإعلامية الجائرة" وفي سياقها "اتهام قطر بدعم الإرهاب ولذلك فمن المهم أن يدرك الجميع أن قطر تعلن دائما وأبدا وبوضوح، أنها لا تعنى بالأحزاب السياسية، وأنها تتعامل مع الحكومات". وتحت عنوان "الزبد يذهب جفاء"، كتبت صحيفة (الشرق) أن "الحملة الإعلامية المغرضة ضد قطر تبددت وبقيت الحقيقة ساطعة كالشمس، فمواقف قطر ثابتة ومبدئية، لا ينكرها إلا من في عينيه رمد، أو في قلبه مرض"، وأن "القرصنة التي تعرض لها موقع وكالة الأنباء القطرية جريمة دنيئة تكشف سوء القصد"، وفعل "إجرامي يفضح من يقف وراءه، وهو فعل يضر أولا فاعله، ويضرب مصداقيته، ويكشف زيف مواقفه تجاه وحدة العمل المشترك". وأضافت أن "من يقفون مع الحق" أبدوا "تضامنا كاملا مع قطر في مواجهة هذه الجريمة النكراء، فضلا عن الاستعداد للتعاون الكامل في عملية التحقيق (..)، وذلك في إطار التعاون الدولي في مثل هذه الجرائم". ومن جانبها، تساءلت صحيفة (العرب) إن كان صدفة أن تتم عملية القرصنة بعد حدثين هامين؛ من جهة تدشين استاد خليفة الدولي يوم الجمعة الماضية وإعلان أمير البلاد "جاهزية" هذا الملعب "لاحتضان مونديال 2022، وذلك قبل 5 سنوات كاملة من استضافة قطر لهذا الحدث العالمي"، ومن جهة أخرى تأكيد "الرئيس الأمريكي دونالد ترمب خلال القمة العربية الأمريكية في الرياض، عاصمة القرار العربي"، أن "قطر شريك أساسي في مكافحة الإرهاب"، متابعة ان هذه الحملة تمثل "حلقة جديدة ضمن حملات ممنهجة دفعت فيها المليارات على مدار سنوات لتشويه وطننا الحبيب؟!". وقال كاتب افتتاحية الصحيفة إن هذا "السؤال قد يفتح المجال أمام تساؤلات متعددة، بشأن الحقد على النجاحات المستمرة التي تحققها قطر"، لافتا الانتباه الى أن "استهداف قطر هو استهداف لكيان مجلس التعاون الخليجي كله، في ظل مرحلة مصيرية يعيشها المجلس، وتعيشها المنطقة، بتدخلات خارجية تطالها من الشمال حيث العراق، إلى الجنوب حيث اليمن، مرورا بسوريا"، وأن قطر "ستمضي كعادتها في طريقها، لن تنجر إلى فرعيات تبعدها عن مشروعها الكبير، بأن تظل دولة الأمن والعدالة للجميع وبنفس ثوابتها وعطائها". وفي السعودية، قالت صحيفة (الرياض) في افتتاحيتها تحت عنوان "الوفاق العربي"، إن تجربة التوافق العربي مرت بمراحل لم تكن كلها جيدة، إذ كان الخلاف والاختلاف هما سيدا الموقف، مضيفة أنه مع ذلك "لمسنا كشعوب عربية وإسلامية في مواقف كثيرة التوافق والاتفاق العربي وفرحنا به أيما فرح، وآخر تلك المواقف تجلى في نتائج القمة العربية الإسلامية الأميركية التي عقدت في الرياض مؤخرا والتي وضعت أسسا لعمل جماعي منظم يهدف إلى أمن واستقرار الدول العربية والإسلامية". وقالت الصحيفة، "لقد شهدنا في تلك القمة رسم الخطوط العريضة لخطة متكاملة الأركان هدفها رفع مكانة الدول العربية والإسلامية إلى مرتبة الشراكة الفاعلة مع المجتمع الدولي عموما والولاياتالمتحدة على وجه الخصوص، مشددة على أن "التوافق العربي ليس من سابع المستحيلات أبدا، بل هو في متناول اليد لكنه يحتاج إلى جهد جماعي مخلص من أجل تحقيقه والمضي قدما نحوه دون عثرات ومواقف لا تخدم المصالح العليا لوطننا العربي الكبير". وتحت عنوان "تحول حقيقي في تاريخ المنطقة"، كتبت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها أن القمة السعودية الأمريكية المنعقدة السبت الماضي بالرياض تمثل "تحولا تاريخيا لتأسيسها لشراكات أبرمت بين المملكة والولاياتالمتحدة، كخطوة استراتيجية حيوية تؤكد أهمية التعاون بين البلدين"، مضيفة أن هذه القمة حذرت أيضا النظام الايراني من مغبة التدخل السافر في الشؤون الداخلية لدول المنطقة". وقالت الصحيفة إن مختلف الشواهد تؤكد على أن إيران ما زالت تمثل خطرا داهما على استقرار المنطقة وأمنها وسيادتها من خلال تلك التدخلات السافرة من جهة، ومن خلال استمرارها في دعم المنظمات الارهابية لزعزعة أمن المنطقة واستقرارها من جهة أخرى، مؤكدة أن ما تمخضت عنه تلك القمة "سوف يؤدي على المديين القصير والبعيد إلى دعم الاستقرار والأمن في المنطقة وإبعادها عن شبح الحروب والطائفية والفتن". وبدورها أوردت يومية (الجزيرة) مقالا شدد كاتبه على أن القمة العربية الإسلامية الأمريكي بالرياض شكلت فرصة لتفعيل نهج المملكة العربية السعودية في التصدي للإرهاب، وذلك من خلال تأسيس قوة عسكرية عربية إسلامية تتشكل في بداياتها من 34 ألف جندي يكونون جاهزين للتصدي للإرهاب أو عند تعرض أي دولة إسلامية أو عربية لتهديدات خارجية. ومواكبة لبناء القوة العسكرية من خلال إطلاق (الناتو الإسلامي)، يضيف الكاتب، أتى إنشاء المركز العالمي لمكافحة التطرف (اعتدال) الذي سينظم التعاون الدولي بين الدول العربية والإسلامية وبمشاركة أمريكية لنشر ثقافة الاعتدال والوسطية ومحاصرة الأعمال التحريفية والفكرية التي ينشرها المتطرفون والإرهابيون وملاحقة ما يقومون به من خلال تتبع أنشطتهم وعبر عشر لغات عالمية كبداية. وبالأردن، ركزت الصحف المحلية على تخليد المملكة، أمس الخميس، لذكرى عيد الإستقلال الحادي والسبعين، حيث أشارت صحيفة (الدستور)، في هذا الصدد، إلى الثورة العربية الكبرى التي حمل لواءها أحرار العرب وثوارهم من كل أقطارهم. واليوم، تقول الصحيفة، "على العقيدة العسكرية والسياسية والأمنية العربية، أن تجري حركة الإلتفاف والعودة إلى حقائق الأمة والتعرف إلى طاقتها، وأن تجري حركة الإلتفات إلى ما يهددها، وأبرزه التوسعية الإستيطانية العنصرية الصهيونية، معتبرة أنه في هذه المناورة الإستراتيجية تبرز جلية الحاجة إلى صياغة جديدة لعلاقات أمتنا البينية، وإلى بناء عقيدة أمنية جديدة تعيدنا إلى الينابيع الأولى التي وفرت لأمتنا الأمن حينا من الزمن". وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال لها، أن المواقف توزعت إزاء اتهام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حركة (حماس) بالإرهاب أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية، ووضعه هذه الحركة المقاومة في سلة واحدة مع المنظمات الإجرامية العمياء. وأضافت الصحيفة أنه حين يحشر رئيس الدولة العظمى حركة فلسطينية ذات مواقف جذرية ضد الإحتلال الإسرائيلي، ويضعها في قائمة واحدة مع "داعش" والقاعدة، وغيرهما من التنظيمات الشيعية السوداء، فإن ذلك يسيء إلى الكفاح الوطني الفلسطيني العادل والمشروع، وإلى الحق البديهي في تقرير المصير، حتى وإن ارتكبت (حماس) أخطاء قاتلة، واستهدفت مدنيين على سبيل الإنتقام، أو لترهيب احتلال عسكري غاشم وبغيض، عمره نصف قرن. وفي مقال آخر، كتبت الصحيفة أن المعركة ضد التطرف والإرهاب تتصدر الأجندات الإقليمية والدولية، لكن أحد عناصر نجاح هذه المعركة، في شقيها السياسي والفكري، وعيها بأن التطرف تفاصيل وليس معنى عائما وشعارا فضفاضا. واعتبرت الصحيفة أن ضبط معيار التطرف والإشتغال على التفاصيل الجوهرية المتعلقة به ضروري لأمرين، أولهما الوصول إلى نقد جذري غير تلفيقي لمنظومة واسعة من الأفكار والسياسات المحافظة التي تختبئ خلف حائط محاربة الإرهاب، للتهرب من مسؤوليتها عن إنشاء هذا التطرف أو تأييده ورعايته، أو غض الطرف عن مواجهته بوضوح وشفافية. وثانيهما، تضيف الصحيفة، أن الحديث عن التطرف الديني لا يكتمل من دون الحديث عن الاستبداد والتسلط السياسي والحريات العامة، مشيرة إلى "أن الإرهاب يرضع من حليب التطرف الديني والاستبداد السياسي معا".