مع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر الوطني لحزب العدالة والتنمية، بدأت تبرز توجهات في صفوف أعضائه، بين مؤيدين لاستمرار عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب، لولاية ثالثة على رأس الأمانة العامة، وبين رافضين لذلك. ومن ضمن من أعلنوا تأييدهم لبنكيران شبيبة حزبه التي طالبت باستمراره كأمين عام للعدالة والتنمية، إذ قالت في بيان لها إنها تطلب منه "الاستمرار في ممارسة أدواره الوطنية حالا ومستقبلا باعتباره أملا لفئات واسعة من الشعب المغربي التي آمنت بمنطق الإصلاح في ظل الاستقرار". ووجهت الشبيبة ذاتها تحية لما أسمته "المواقف الصامدة لبنكيران في مواجهة إرادات التحكم بمختلف تعبيراته الحزبية والسياسية، وتشبثه بالمواقف الثابتة للحزب التي تلين بين يدي المواقع والمناصب". وفي الإطار نفسه أعلنت الشبيبة ذاتها، ضمن بلاغها، أنها "كانت دائما وأبدا حضنا للتنشئة على الوسطية والاعتدال، وكانت وستبقى دائما مدرسة نضالية في مواجهة نزعات الاستبداد والتحكم، وفي تأطير الشباب المغربي على قيم الوطنية والتسامح والديمقراطية وحقوق الإنسان". على صعيد آخر شجبت الجهة ذاتها "التدخلات الأمنية" التي قالت إن الدولة تواجه بها "الفعاليات التضامنية مع حراك الحسيمة، وآخرها التدخل العنيف في حق المحتجين السلميين بوقفة الرباط يوم السبت الماضي"، معلنة تضامنها مع كل المعنفين. وزاد البلاغ: "تواتر هذه التدخلات العنيفة مؤشر صارخ على نكسة حقوقية خطيرة محدقة بالمغرب تستهدف التضييق على الحريات وترهيب المواطنين من المطالبة السلمية بحقوقهم السياسية والاجتماعية". وذكرت شبيبة "حزب المصباح" بالحراك السلمي بالحسيمة من أجل "مطالب مشروعة"، داعية الدولة إلى تحمل مسؤوليتها في التعامل الجدي مع مطالب الشعب المغربي في الديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمجالية، ومفيدة بأن "تحكيم المقاربة الأمنية وتبريرها وتبييضها لا يزيد الأزمة إلا استفحالا، والحل الأسلم هو رفع الحصار الأمني عن إقليمالحسيمة وإطلاق سراح المعتقلين والاستجابة لمطالب الساكنة ومحاسبة المعتدين على المحتجين السلميين وممتلكات المواطنين". وطالبت الشبيبة الحزبية بالإفراج الفوري عن المعتقلين و"مراجعة هذا المسار الموغل في النزعة الأمنية"، مؤكدة كذلك على البراءة التامة لشباب "فيسبوك" المعتقلين على خلفية البلاغ المشترك الذي تم وصفه ب"الفضيحة"، ومعتبرة أن "اعتقالهم هو اعتقال سياسي محض في سياق ابتزاز حزب العدالة والتنمية ومساومته على مواقفه من البلوكاج الحكومي".