تعليقاً على الأحكام القاسية الصادرة في حق ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، ورفاقه، قال الأنثروبولوجي المغربي عبد الله حمودي إن "هذه الأحكام رسالة مُضمرة إلى باقي الشباب المغربي الطَّامح إلى التغيير والانعتاق، والذين يقدّمون اليوم نوعاً جديداً من النضال الديمقراطي ومن الزعامات المُؤطَّرة"، مشيرا إلى أن "هذه الأحكام أحدثت صدمة جمعية". وأورد الباحث الأنثروبولوجي المعروف، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "لم يكُن يتوقَّع أن يتم سجن رفاق الزفزافي، وأن تتمَّ محاكمتهم في مدينة الدارالبيضاء بعيداً عن مُحيطهم الاجتماعي"؛ وزاد: "ولم أتوقع صدور هذه الأحكام الصارمة للغاية، ولا أعرف مغزى هاته الأحكام، ما أعرفه هو أن هناك أوساطا داخل الدولة تفكر بأن هيبة الدولة قد مُسَّت من طرف نشطاء الريف وبعض المحتجين في مناطق متفرقة من المغرب، وتحاول هذه الأوساط بكل الوسائل أن تعيد بناء وتشكيل هذه الهيبة داخل مِخيال الرعايا". واعتبر الأستاذ الجامعي في جامعة برنستون بالولايات المتحدةالأمريكية أن "هذه الأحكام، بقساوتها، تمثل ردة خطيرة على مستوى الحقوق والحريات. كما ستمسُّ المكتسبات القليلة التي حققها الشعب المغربي فيما يخص الهامش الديمقراطي"، موردا: "إننا نعود بسرعة فائقة إلى ما قبل حلم 20 فبراير". وزاد حمودي أن "المتابعين ليسوا انفصاليين، ولا يحلمون بتأسيس الجمهورية؛ بل إنهم وطنيون يحملون علم الريف الذي يمثل رمزية لنضالهم ضد المستعمر الإسباني"، وأضاف أن "نضالهم ضد الاستعمار لم يكن في صالح الريفيين فقط؛ بل كان في صالح المغاربة قاطبة". وكانت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء وضعت نهاية لملف معتقلي "حراك الريف"، ليل الثلاثاء، بعد عام من سير المحاكمة، إذ وزعت أحكاماً تراوحت بين 20 سنة و10 سنوات سجناً نافذة. وقضت الغرفة المذكورة بالحرمان من الحرية طيلة 20 عاما على كل من ناصر الزفزافي ونبيل أحمجيق وسمير اغيد والبوستاتي، وبعقوبة سجنية مدتها 15 عاما على من كل من الحاكي وأدهشور بوهنوش. أما محمد جلول، الذي سبقت إدانته بخمس سنوات سجنا في احتجاجات خلال سنة 2011، فقد تمت مؤاخذته بجميع التهم الموجهة إليه واعتبار الأفعال المنسوبة إليه تشكل مؤامرة للمس بالسلامة الداخلية للدولة، وأدين بعشر سنوات سجنا نافذة، رفقة آخرين. جدير بالذكر أن باقي الأحكام، التي جرى الكشف عنها في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، وزعت على باقي المعتقلين بما يزيد عن ثلاث سنوات لأغلبهم، مع غرامات مالية، دون أن تتم تبرئة أي واحد؛ فقد أدين كل من محمد مجاوي وشاكر مخروط وربيع الأبلق وإلياس حاجي وسليمان فحيلي ومحمد الاصريحي والحنودي وأبقوي بخمس سنوات سجنا نافذة، وغرامة مالية قيمتها 2000 درهم. كما حكم ب3 سنوات حبسا نافذة و2000 درهم غرامة على كل من إبراهيم بوزيان وعثمان بوزيان ويوسف الحمديوي ومحمد النعيمي ومحمد الهادي. أما المعتقلون رشيد اعماروش وعبد اللطيف الموساوي ويوسف فاضل وعبد المحسن الأثري وجمال مونة وعبد العزيز خالي والصابري بولحجول والحاكيمي، فقد صدر في حق كل واحد منهم حكم ابتدائي بسنتين حبسا نافذتين، وغرامة 2000 درهم؛ فيما أدين زكرياء قدوري بسنة و2000 درهم غرامة.