نعيمة بن يحيى تترأس المجلس الإقليمي لحزب الاستقلال بالعرائش    فضيحة تدفع مسؤولا بالأمن القومي في السويد للاستقالة بعد ساعات من تعيينه    "كان الشباب".. الناخب الوطني: طموح أشبال الأطلس "الذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة"    نفق إسبانيا – المغرب يعود للواجهة: مدريد ترصد ميزانية جديدة لدراسة الجدوى    هذه هي حقيقة توقف مجازر الدار البيضاء في عيد الأضحى    الجيش الملكي يتأهل لعصبة الأبطال الإفريقية    حماس ستفرج عن الرهينة الإسرائيلي-الأميركي الإثنين بعد اتصالات مع واشنطن    توقعات احوال الطقس اليوم الاثنين    كيوسك الاثنين | 86 ألف تاجر متجول استفادوا من برنامج إدماج التجارة الجائلة    شركة الدار البيضاء للخدمات: المجازر الحضرية ستواصل عملها بشكل عادي خلال عيد الأضحى    مصرع سائق دراجة من امزورن في حادثة سير بجماعة تروكوت    بلجيكا.. 12 سنة سجنا لمغربي هرب 3 أطنان من الكوكايين عبر ميناء أنتويربن    بطولة فرنسا.. ديمبيليه يفوز بجائزة أفضل لاعب في الدوري    أشرف حكيمي يفوز بجائزة أفضل لاعب أفريقي بالدوري الفرنسي    الآلاف يتظاهرون في باريس للتنديد بتصاعد الإسلاموفوبيا في البلاد    آلاف المتظاهرين في طنجة يطالبون بوقف حصار غزة وفتح المعابر للمساعدات الإنسانية    المتسلقون يتوافدون على "إيفرست" قبل الزيادة في الرسوم    الهند تعلن عن ليلة هادئة في كشمير    مجلس وزاري يحول مساءلة أخنوش إلى مساءلة كتاب الدولة    حزب العمال الكردستاني يلقي السلاح    تكوين جمعيات في مجال تعزيز قدرات الفاعلين المدنيين في للترافع حول قضايا الشباب    ندوة علمية بالحسيمة تسلط الضوء على التراث الثقافي بإبقوين ورهانات التنمية السياحية    "ريمالد" تنشر لعثماني عن الحكومة    المغرب والصين: تعاون استراتيجي يثمر في التصنيع والطاقة الخضراء    واشنطن تشير إلى إحراز "تقدم جوهري" في المحادثات التجارية مع الصين    بهذا السيناريو ودعت المغرب التطواني البطولة الاحترافية بعد هزيمة قاسية أمام شباب السوالم … !    (ملخص).. برشلونة يقترب من لقب الدوري الإسباني بتغلبه على ريال مدريد في الكلاسيكو    رسمياً.. المغرب التطواني إلى القسم الوطني الثاني    اختتام فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للفيلم بالحسيمة(فيديو)    الدرك يُطيح بمروجَين للمخدرات الصلبة بضواحي العرائش    بوصوف: رؤية الملك محمد السادس للسياسة الإفريقية تنشد التكامل والتنمية    "منتخب U20" يجهز للقاء سيراليون    موانئ المغرب تحظى بإشادة إسبانية    تاراغونا- كتالونيا مهرجان المغرب جسر لتعزيز الروابط الثقافية بين المملكتين بحضور السفيرة السيدة كريمة بنيعيش    الوكالة الفرنسية للتنمية تعتزم تمويل استثمارات بقيمة 150 مليون أورو في الأقاليم الجنوبية    الوساطة السعودية تنجح في وقف التصعيد الباكستاني الهندي    خطأ غامض يُفعّل زلاجات طائرة لارام.. وتكلفة إعادتها لوضعها الطبيعي قد تتجاوز 30 مليون سنتيم    مراكش تحتضن أول مؤتمر وطني للحوامض بالمغرب من 13 إلى 15 ماي 2025    نجم هوليوود غاري دوردان يقع في حب المغرب خلال تصوير فيلمه الجديد    شراكات استراتيجية مغربية صينية لتعزيز التعاون الصناعي والمالي    سعر الدرهم يرتفع أمام الأورو والدولار.. واحتياطيات المغرب تقفز إلى أزيد من 400 مليار درهم    الصحراء المغربية تلهم مصممي "أسبوع القفطان 2025" في نسخته الفضية    "سكرات" تتوّج بالجائزة الكبرى في المهرجان الوطني لجائزة محمد الجم لمسرح الشباب    مزور: الكفاءات المغربية عماد السيادة الصناعية ومستقبل واعد للصناعة الوطنية    الصحراء المغربية.. الوكالة الفرنسية للتنمية تعتزم تمويل استثمارات بقيمة 150 مليون أورو    سلا تحتضن الدورة الأولى من مهرجان فن الشارع " حيطان"    في بهاء الوطن… الأمن يزهر    موريتانيا ترغب في الاستفادة من تجربة المغرب في التكوين المهني (وزير)    البيضاء تحدد مواعيد استثنائية للمجازر الكبرى بالتزامن مع عيد الأضحى    إنذار صحي في الأندلس بسبب بوحمرون.. وحالات واردة من المغرب تثير القلق    عامل إقليم الدريوش يترأس حفل توديع حجاج وحاجات الإقليم الميامين    لقاح ثوري للأنفلونزا من علماء الصين: حماية شاملة بدون إبر    الصين توقف استيراد الدواجن من المغرب بعد رصد تفشي مرض نيوكاسل    لهذا السبب .. الأقراص الفوّارة غير مناسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم    إرشادات طبية تقدمها الممرضة عربية بن الصغير في حفل توديع حجاج الناظور    كلمة وزير الصحة في حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حل أزمة المغرب بالهروب من الإسلام السياسي والاشتراكية والمخزنية
نشر في هسبريس يوم 14 - 10 - 2018

إن أقوى سبب لتكلس المغرب وجموده وغرقه في الاستبداد هو أن المعارضة (الإسلامية واليسارية) أسوء من المخزن. فمشروع المعارضة أسوء وأكفس من مشروع المخزن، علما أن مشروع المخزن كارثي ومكفّس أصلا لأنه في جوهره قمعي واستبدادي يقوم على الدولة التي تحشر أنفها في كل شيء.
وعلى منوال المخزن الحقيقي فقد تشكلت أبرز تنظيمات وأحزاب الموالاة والمعارضة على حد سواء في شكل "مخزنات صغيرات" Mini-mexzen أو مملكات أو ممالك صغيرة لكل واحدة منها ملكها أو زعيمها الخالد وأمراءها ونظامها الريعي والقبلي والعشائري والعائلي الخاص بها.
وتم تصميم "قانون الأحزاب" المغربي من طرف المخزن خصيصا لعرقلة وتصعيب تأسيس أحزاب شعبية طازجة جديدة وذلك من أجل تجميد وتيبيس وتجفيف الحياة السياسية ومنع صعود حركات سياسية شعبية أو شعبوية طازجة وجديدة وقوية من القاع أو من الهوامش والمناطق المطحونة. ف"قانون الأحزاب" المغربي يشترط شروطا تعجيزية على كل من يريد تأسيس حزب جديد مثل: أن يؤسسه 300 مواطن على الأقل، أن يحضر مؤتمره التأسيسي 1000 مواطن على الأقل، أن يكونوا من ثلثي جهات المغرب على الأقل، أن يتم تزويد وزارة الداخلية بأسمائهم جميعا وبأرقام بطائق هوياتهم وبمحضر مكتوب حول الشادة والفادة مما قيل في المؤتمر التأسيسي لهذا الحزب الجديد... إلخ إلخ إلخ من الشروط التعجيزية والبوليسية والمخابراتية.
المخزن جفف السياسة تجفيفا ثم يأتي المتحزبون يتساءلون حول عزوف الشعب وجفاف السياسة بالمغرب!
هناك ثلاثة أطراف متضادة تتصارع على الحكم في المغرب:
- الدولة المخزنية (بالأمازيغية: Awanak Amexzani).
- الحركات الإسلامية (بالأمازيغية: Imussuten Islamanen).
- الحركات اليسارية (بالأمازيغية: Imussuten iẓelmaḍen).
أما اليمين المستقل (سواء اليمين العلماني الليبرتاري Libertarian أو اليمين المحافظ) فهو غائب في المغرب. وكل الأحزاب اليمينية المغربية المعروفة هي في جيب الدولة المخزنية وتابعة للمخزن تعتاش على إنعاماته ومناصبه وأموال الدعم الحزبي التي يغدقها عليها كثمن لولائها التام.
لماذا مشروع المعارضة (الإسلامية واليسارية الاشتراكية) أسوء وأكفس من مشروع المخزن؟
- المعارضة الإسلامية بالمغرب تريد إقامة الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية. وهذه وصفة للاستبداد والخراب طبعا. أما الاقتصاد فلا يهم الإسلاميين ولن تجد لديهم أية نظرية اقتصادية. فالإسلامي سيستخرج لك من نصوص الإسلام كل ما يبغيه خاطرك ويشتهيه قلبك: "الاشتراكية الإسلامية"، "الرأسمالية الإسلامية"، "التكافل الإسلامي"، "الميركانتيلية الإسلامية"، "البنك الإسلامي"، "الخيرية الإسلامية"، "الدينار الإسلامي"، "الغنائم الإسلامية"، "التجارة الإسلامية"، "إعادة توزيع الثروة الإسلامية"...إلخ. المطلوب منك هو فقط القبول بالدولة الإسلامية والشريعة الإسلامية والخضوع لخليفة المسلمين ثم التوكل على الله. ولكن الشيء المؤكد تأكيدا تاما هو أن الدولة الإسلامية دولة استبدادية طغيانية لأنها قائمة على الطاعة العمياء للخليفة ما دام يقيم الصلاة، ولأن هدف الدولة الإسلامية هو نشر الإسلام ودحر الأديان الأخرى ومنع كل فكرة أو كلمة أو سلوك أو كتاب أو فيلم يتعارض مع الإسلام. الدولة الإسلامية (من أجل حماية ونشر الإسلام) تتحكم في عقل المواطن وسمعه وبصره وتصرفاته وكلامه ولباسه ووقت أكله وشربه وما يأكله وما يشربه وما يسمعه وما يراه وما يقرأه. فهذا نظام استبدادي كامل.
- المعارضة اليسارية الاشتراكية بالمغرب ما زالت تحلم بالاشتراكية (الفاشلة في العالم كله) وتريد إقامة دولة "تضمن الشغل والحياة الكريمة للمواطن" عبر تحكم الدولة في الاقتصاد والإنتاج والأسعار بواسطة جهاز بيروقراطي مركزي يخطط كل شيء ويتحكم بكل شيء، أيْ بواسطة نوع من "البوليس الاقتصادي" Economic police (بالأمازيغية: Pulisiya tadamsant).
وما زال اليساريون الاشتراكيون المغاربة يرددون كاسيطة "يجب على الدولة ضمان الشغل والعيش الكريم والتوزيع العادل للثروة" بلا كلل ولا ملل. تريد هذه المعارضة اليسارية الاشتراكية إقامة دولة تتدخل في الاقتصاد وفي شؤون المواطن أكثر من تدخلات الدولة الحالية، بينما نحن نعلم أن تدخل وتحكم الدولة في الاقتصاد هو أكبر معطل للاقتصاد وأكبر سبب للفساد. وتدخل الدولة في شؤون المواطنين هو أكبر سبب ومسوغ للاستبداد. والدولة التي تتحكم في الاقتصاد ستتحول لا محالة إلى دولة تتحكم في كل شيء، أي: دولة استبدادية. من يتحكم في الخبز والمال يتحكم في كل شيء بما فيه السياسة والحكم. وخلافا لما يتوهمه اليساريون الاشتراكيون والشيوعيون، فإنه يستحيل أن تكون الدولة ضخمة وعادلة في نفس الوقت أو استبدادية وعادلة في نفس الوقت، وذلك لأن الإنسان بطبيعته أناني محب للسلطة، وحين تكون الدولة جهازا ضخما ديناصوريا من البيروقراطيين الأنانيين السلطويين فذلك الجهاز البيروقراطي الضخم سيجعل أولويته هي الحفاظ على سلطته وريعه الذي يحصل عليه من عرق جبين المواطن الكادح. وسيقول لك الجهاز البيروقراطي الديناصوري: "نحن هنا لضمان الشغل والعيش الكريم والتوزيع العادل للثروة بين أفراد الشعب"، وهذه الكذبة (التي تنطلي على الفقراء والشباب المحبَط) هي التي يبرر بها الموظفون والبيروقراطيون وجودهم وجلوسهم بل جثومهم الأبدي على الكراسي وامتصاصهم أموال الشعب.
(راجع مقالي السابق: "هل المغرب سائر إلى الانفجار؟")
الرأسمالية (بالأمازيغية: Tayetliẓri أو Asihri) والسوق الحرة (بالأمازيغية: Agadaz ilelli) هي النظام الاقتصادي الوحيد الناجح على الكوكب. وكل الأنظمة الاقتصادية الأخرى التي تم تجريبها فشلت.
الرأسمالية والسوق الحرة ليست نظاما مركزيا وليس لها كهنة ولا ملوك ولا مجلس ولا كتاب مقدس. الرأسمالية والسوق الحرة هي مجرد فلسفة بسيطة أو بروتوكول بسيط، وهي تقوم على التبادل الحر السلمي الطوعي للبضائع والخدمات بين المنتجين والتجار والمستهلكين. من إيجابيات الرأسمالية والسوق الحرة أنها متوافقة مع الطبيعة الأنانية والاستقلالية للإنسان فتحفزه على التجارة والإبداع والإنتاج والتبادل فينتج عن ذلك تحسن معيشته ومعيشة شركائه في التجارة ومعيشة المحيطين به.
ومن سلبيات الرأسمالية والسوق الحرة أنها تخلف دائما رابحين وخاسرين وأغنياء وفقراء (وتخلف أيضا طبقة متوسطة بين الغنى والفقر). ولكن بالمقارنة مع الاشتراكية والشيوعية فالرأسمالية والسوق الحرة أرحم مليون مرة لأن الرأسمالية والسوق الحرة تتيح المجال للفقراء من أجل تحسين أوضاعهم عبر المشاركة في التجارة والإنتاج والكسب وتجريب حظهم. أما الاشتراكية والشيوعية فتسجن الفقراء تحت سلطة وقوانين الدولة ولا تسمح لهم بتحسين أوضاعهم وتجريب حظهم إلا في إطار تعليمات الدولة وبيروقراطييها السلطويين. ولا غرابة في نجاح الدول الرأسمالية في أوروبا الغربية وأمريكا وكندا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وأستراليا وفشل كل الدول الاشتراكية والشيوعية بلا استثناء، أكرر: بلا استثناء.
الرأسمالية جد متوافقة مع الديمقراطية لأن الرأسمالية مبنية على السوق الحرة، وكذلك الديمقراطية مبنية على المجتمع الحر والشعب الحر.
لاحظ:
- الرأسمالية = الديمقراطية.
- السوق الحرة = المجتمع الحر.
- حرية اختيار المنتوج = حرية اختيار الفكرة أو الديانة أو المشروع السياسي.
- حرية الإنتاج والبيع = حرية إنتاج ونشر الأفكار والأديان والمشاريع السياسية.
- المنتوج الجيد ينتصر في السوق الحرة = المشروع الجيد ينتصر في الانتخابات الحرة.
- المستهلك يصوت باختيار المنتوج = المواطن يصوت باختيار المرشح أو المشروع.
حينما أتحدث عن "الرأسمالية" فأنا أقصد الرأسمالية الحقيقية المبنية على السوق الحرة والمنافسة الحرة، ولا أقصد الرأسمالية المافيوزية الاحتكارية المبنية على العائلات الإقطاعية الاحتكارية أو المبنية على الدولة الفاشية المافيوزية، فهنا لا توجد سوق حرة وإنما توجد منطقة قطاع طرق ومافيا.
الرأسمالية مبنية على سوق حرة يشتري ويبيع وينتج الناس فيها ما يشاءون من بضائع وخدمات في إطار التعامل الحر والطوعي.
وكذلك الديمقراطية مبنية على مجتمع حر يقوم فيه الناس باعتناق وترويج وإنتاج ما يشاءون من أفكار وآراء سياسية وأديان في إطار التعامل الحر والطوعي.
هذا ليس كلاما إنشائيا بل هو نموذج ناجح تم تطبيقه بنجاح ونراه اليوم في أوروبا الغربية وأمريكا وكندا واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلاندا وتايوان وسنغافورة.
أما الاشتراكية فهي نموذج فاشل وكارثي لأنها تمنع الناس من حرية التجارة والتملك والإنتاج وتفرض عليهم لائحة من القوانين والقيود والضرائب وتفرض عليهم حتى أسعار ما ينتجونه. وهكذا يضعف حافز الأفراد على الإنتاج والإبداع ويتم إحباط الاقتصاد وتفقير المجتمع. والنتائج الكارثية للنظام الاشتراكي معروفة للجميع، في الاتحاد السوفياتي وكوريا الشمالية (قارنها مع كوريا الجنوبية!) وكوبا وفينزويلا.
وأما الإسلام السياسي فهو أيضا نموذج فاشل وكارثي لأنه يقيد حرية الفكر وحرية التعبير وحرية اختيار طريقة العيش فيموت كل شيء آخر بجانب ذلك بما فيه الإنتاج الاقتصادي والعمران والحضارة. وقد رأينا نتائج الإسلام السياسي الكارثية بوضوح تام في السعودية وإيران وداعش وطالبان أفغانستان والسودان.
الذي أقترحه على المغاربة خصوصا (وعامة الأمازيغ في العالم الأمازيغي) هو أن يهربوا من أيديولوجية الإسلام السياسي وأيديولوجية اليسار الاشتراكي لأنهما بضاعتان فاسدتان كاسدتان لا تطبّقان في بلد إلا وتنزل عليه المصائب والمجاعات والحروب الأهلية والاستبدادات ومستنقعات التخلف.
الذي أقترحه على المغاربة خصوصا (وعامة الأمازيغ في العالم الأمازيغي) هو الهروب من الحركة الإسلامية والحركة اليسارية الاشتراكية/الشيوعية وتجنب التصويت عليهما وتجنب دعمهما. يجب تأسيس أحزاب جديدة ومشاريع جديدة على أساس مبادئ السوق الحرة والمجتمع الحر وتقييد سلطات الدولة.
لقد تم وضع المغرب والمغاربة أمام خيار زائف False choice (بالأمازيغية: Afran urjin) مفاده: من لا يريد المخزنَ فأمامه إما الإسلام السياسي وإما اليسار الاشتراكي!
من لا يريد المخزنَ فأمامه إما داعش وإما كوريا الشمالية!
إما الدولة المخزنية وإما الدولة الإسلامية وإما الدولة الاشتراكية!
من لا يريد حزب المخزن فأمامه التصويت على الحزب الإسلامي أو على الحزب الاشتراكي!
هذا خيار زائف. لأن المعارضة اليسارية والإسلامية أسوء من المخزن. والمشروعان اليساري والإسلامي أسوء وأكفس من مشروع المخزن السيء المكفّس أصلا.
الحل ليس هو الدولة المخزنية ولا الدولة اليسارية الاشتراكية ولا الدولة الإسلامية. وإنما الحل دولة مغربية قزمية السلطات وقائمة على الحريات ولها وظائف جد محدودة مثل ضمان الأمن الجسدي للمواطنين وحراسة الحدود ومساعدة الفقراء والمعاقين والتدخل للإغاثة خلال الفيضانات والزلازل، وربما بعض مشاريع الطرق والسكك الحديدية ونحو ذلك (وحتى الطرق والسكك تبنيها شركات القطاع الخاص).
(استخدمت عبارة "الأمن الجسدي" لأن المخزن والإسلاميين يروجون عبارات استبدادية مثل "الأمن الروحي" و"الأمن اللغوي" لتبرير تقييد الحريات الدينية والعقائدية واللغوية للمغاربة).
أما التقدم الاقتصادي والتحسن المعيشي فلا تصنعه الدولة وإنما تصنعه سوق حرة للأفكار والمشاريع السياسية وسوق حرة للبضائع والخدمات، بدون تدخلات الدولة وضرائبها وقوانينها وقيودها.
والشيء الثالث الذي يجب على المغاربة رفضه هو: "الدولتية" Statism أو "المخزنية" أو "البيروقراطية" (كلها شيء واحد). يجب رفض تحكم الدولة في كل شيء بذريعة أن تضمن لك العيش الكريم. العيش الكريم لن تضمنه لك الدولة (إلا إذا كنت عضوا في "حزب الطفيليات الريعية والتنمية البيروقراطية).
إذن هذه بعض الإجراءات الضرورية لإخراج المغرب من أزمته الخانقة السياسية الاقتصادية الاجتماعية:
- تخفيض أو إلغاء أكبر قدر ممكن من الضرائب على الأفراد والدكاكين والشركات.
- تخفيض قوي في الضريبة على القيمة المضافة TVA لتخفيف الأسعار على المواطن المغربي.
- تخفيض أجور الوزراء والبرلمانيين والجنرالات والموظفين الكبار والمتوسطين.
- تخفيض ميزانيات الجيش والقصور والوزارات والبوليس والاقتصار على النفقات الضرورية.
- إلغاء وزارات الثقافة والرياضة والأوقاف وميزانياتها الهائلة وتصفية أملاكها وخوصصة ما يمكن خوصصته منها وتوزيع عقاراتها وأراضيها كقطع أرضية على الشباب المعطل الذي يقفز حاليا في البحار.
- خوصصة الرياضة والترفيه الثقافي والفني لتحرير الشعب من أعبائهما المالية الهائلة التي لا فائدة منها.
- خوصصة الملاعب والمسارح والمركز السينمائي وبقية المجالس الريعية والثقوب السوداء التي تمتص وتبذر ملايير الدراهم المغربية التي ينتجها الشعب الكادح.
- إلغاء تبذير أموال الشعب على كرة القدم والأفلام والمهرجانات وترك ذلك كله للقطاع الخاص.
- تحرير وخوصصة التعليم، وحصر مجانية التعليم في الفقراء وضعيفي الدخل.
- تحرير وخوصصة قطاع الصحة، وجعل المجانية مقصورة على الفقراء وضعيفي الدخل.
- تحرير العقار من القيود البيروقراطية والتحفيظية والضريبية لتنشيط البناء والعمران.
- تسهيل التوسع الحضري بتوزيع القطع الأرضية على الشباب المعطل لتخفيف المعاناة في المدن المكتظة.
- إلغاء الإجراءات البيروقراطية التي تضيع وقت وأموال المواطنين يوميا مثل الشهادات الإدارية والمتاهات القضائية وبقية الهبل والجنون البيروقراطي.
- بدل توظيف الشباب المعطل في الوظائف الإدارية البيروقراطية التي تهدر أموال الشعب يجب إقراضهم قروضا صغيرة بدون فائدة لتأسيس مقاولات مثل الدكاكين والعيادات والمكاتب والمزارع والورشات الصناعية.
- طرد المهاجرين غير الشرعيين من المغرب وإعادتهم إلى بلدانهم لإيقاف تحول المغرب إلى "كوري ديال لبهايم" يدخله بلا إذن كل من هب ودب ويحول مدنه إلى فوضى عارمة تضاعف بؤس المواطن المغربي.
- إلغاء القوانين التي تعتدي على حريات الأكل والشرب والتعبير والعقيدة مثل القانون المشين الذي يمنع المضغ العلني في رمضان قبل غروب الشمس، والقوانين المشينة التي تحاصر حرية العقيدة والتعبير. يجب ضمان حرية المضغ وحرية تحريك الشفتين واللسان وحرية فتح الفم للمواطن المغربي بلا قيود.
- إلغاء تعيين العمال والولاة من طرف الملك وجعلُهم يُنتخَبون من طرف سكان الأقاليم والجهات.
- إلغاء "قانون الأحزاب" الذي يعرقل ويصعب تأسيس الأحزاب الجديدة.
- الاعتراف بحرية تأسيس الأحزاب السياسية بلا قيود ولا شروط ولا رخصة من عند الداخلية والمخابرات، بما فيها حرية تأسيس الأحزاب الجهوية، وأن يستطيع مواطن واحد أن يؤسس حزبا سياسيا بمفرده.
- إلغاء الدعم المالي الريعي الهائل الذي يتم إغداقه على الأحزاب السياسية الريعية المهترئة التي انتهت صلاحيتها ومصداقيتها منذ زمن بعيد.
لا يحق للدولة أن تقدم درهما واحدا لأي حزب سياسي. فهذا تبذير شنيع لأموال شعب مزلوط مهلوك.
الدرهم المغربي يجب أن يبقى في مكانه الطبيعي الذي هو جيب المواطن المغربي الكادح المنتج.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.