عرفت المساحة المغروسة بأشجار التفاح بجماعتي تلمي وأمسمرير، الواقعتين بجبال إقليم تنغير، خلال السنوات الخمس الماضية، حسب إفادة المجموعة ذات النفع الاقتصادي واحة التفاح امسمرير وتلمي، ارتفاعا بحوالي 40 في المائة، خصوصا بعد الاهتمام الذي أصبح يوليه مخطط "المغرب الأخضر" لغرس الأشجار المثمرة، ودعم المؤسسات العمومية لهذا القطاع. وحسب حسن تابو، رئيس المجموعة ذات النفع الاقتصادي بالمنطقة ذاتها، فإن قطاع التفاح بالجماعتين، الذي يمتد على مساحة 800 هكتار، بمعدل 600 ألف شجرة، ويصل إنتاجه إلى 12 ألف طن، يتيح العديد من الفرص الاستثمارية، خصوصا إمكانية تكثيف المساحة المغروسة من أجل محاربة انجراف التربة والاستغلال العقلاني للأراضي الزراعية، واستبدال زراعة الحبوب بالأشجار المثمرة. وأضاف المسؤول ذاته، في تصريح لهسبريس، أن شجرة التفاح بالمنطقة أصبحت مصدر رزق أزيد من 20 ألف نسمة، وتعتبر بديلا اقتصاديا وفلاحيا بالمنطقة، التي تتلاءم تربتها وجوها مع هذه الزراعة، مبرزا أن المنطقة تتوفر على مؤهلات كبيرة لتطوير غرس الأشجار المثمرة عموما، وشجرة التفاح على وجه الخصوص، تفسح المجال لبرمجة عدد من المشاريع في إطار مخطط "المغرب الأخضر". الإكراهات واستحضر المتحدث الإكراهات التي تواجه هذا المنتج، موضحا أن من بينها "شيخوخة الأشجار، وانتشار الأمراض الفطرية والحشرات المضرة، بالإضافة إلى انتشار عامل التلوث جراء مساحيق الغسيل المسربة إلى السواقي والوديان، وعدم انتظام التساقطات المطرية، والمتغيرات المناخية، وعدم وجود يد عاملة مؤهلة في مجال الأشجار المثمرة". المتحدث ذاته لفت إلى أن "ضعف الوعي بالتدبير المعقلن للمياه في زراعة أشجار التفاح واستعمال المبيدات بشكل عشوائي" من أهم الإكراهات التي تواجه أيضا المنتج المذكور، مضيفا أن "إشكالية التسويق وكثرة الوسطاء يؤثران أيضا على دخل الفلاحين الصغار"، وكذا "غياب آلية دعائية للمنتج في ظل غياب معرض محلي يمكنه التعريف به"، مختتما بأن "العنصر النسوي لم يتم إشراكه بشكل فعلي في تنمية سلسلة التفاح". تنمية سلسلة التفاح من جهته أكد عبد الله محاش، رئيس تعاونية ازرف الفلاحية، أن المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بورزازات، التي تقع منطقتا تلمي وأمسمرير بمجاله الترابي، قام بمجهود كبير في تنمية سلسلة التفاح، موضحا أن من بين المجهودات "التهيئة الهيدروفلاحية في مختلف دواوير الجماعتين، عبر بناء السواقي وبعض السدود التلية"، و"القيام بدورات تكوينية وأسفار تبادل الخبرات لفائدة منتجي التفاح"، بالإضافة إلى "بناء وحدة لتخزين وتبريد التفاح بسعة تفوق ألف طن، إلى جانب وحدة لتثمين التفاح وإنتاج خل وعصير التفاح، هي في طور الإنجاز". وأبرز الجمعوي ذاته أن المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بورزازات قام ويقوم بتوزيع أشجار التفاح وأشجار أخرى مثمرة على فلاحي المنطقة، وتقليم الأشجار؛ وذلك في إطار مشروع تنمية سلسلة التفاح بالمنطقتين المذكورتين، وفق تعبيره. التنظيم والحلول المقترحة حسن تابو أكد أن وحدة التبريد التي تم تدشينها قبل سنة من طرف عزيز أخنوش، وزير الفلاحة، بمنطقة أمسرير، يتم تسييرها من طرف المجموعة ذات النفع الاقتصادي "واحة امسمير وتلمي"، المكونة من أربع تعاونيات متخصصة في زراعة التفاح، مبرزا أن الوحدة تستقبل تفاح المنطقة قصد التبريد والتخزين. المتحدث، في تصريحه لهسبريس، اقترح حلولا من أجل الرفع من الإنتاج، مبرزا ضرورة "بذل مجهودات إضافية من طرف جميع الفاعلين في المجال"، و"تحسيس الفلاحين بمخاطر الأدوية وكثرة الأسمدة، وبطرق المعالجة الصحيحة". كما اقترح "بناء أماكن لغسل الأثاث والملابس بعيدا عن السواقي والأدوية"، و"إنهاء بناء السواقي"، و"بناء السدود التلية لحماية الأراضي الفلاحية من الفيضانات"، و"بناء حواجز لحماية الأراضي الفلاحية"، و"مواكبة الفلاحين في تثمين وتسويق المنتج"، و"تنظيم معرض محلي للترويج والتعريف بالمنتج"؛ بالإضافة إلى "إشراك المرأة بشكل فعلي في تنمية سلسلة التفاح والتنظيمات المهنية".