قالت جليلة مرسلي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، إن "التعليم باللغة العربية في السلكين الإعدادي والثانوي يؤدي إلى الانفصام، ويتسبب في الهدر الجامعي بسبب الضعف اللغوي الذي يواجهه الطلبة في الجامعة، وهو ما يدفعهم إلى التوجه نحو الشعب الأدبية والهروب من الشعب العلمية بسبب اللغة". وأوضحت مرسلي، خلال مشاركتها في ندوة علمية حول "اللغات الحية في إطار المنظومة التربوية على ضوء القانون الإطار للتربية والتكوين"، أن موقف حزب التجمع الوطني للأحرار يرتكز في هذا الموضوع على مرتكزين أساسيين، هما "الفصل الخامس من الدستور، الذي ينص على تعلم اللغات الأجنبية الأكثر تداولا، وآراء المغاربة في الاستطلاع الذي قام به الحزب في الجهات أثناء إعداد مسار الثقة، إذ صوّت أغلبهم على مطلب اعتماد اختيار اللغات الأجنبية في العلوم". أما عبد الودود خربوش، برلماني وعضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين، فأشار خلال مشاركته في الندوة المنظمة، بقاعة الندوات بغرفة التجارة والصناعة والخدمات ببني ملال، إلى أن "هناك طرفا سياسيا يغلط الرأي العام في موضوع اللغات، لأن التناوب اللغوي مسألة حثت عليها الرؤية الاستراتيجية للتربية والتكوين، وخيار الدفاع في حزبنا عن اللغات الأجنبية في التعليم يستمد مشروعيته من زاويتين، الأولى تؤكّد حق كل أسرة في تدريس أبنائها بأي لغة تريد، والثانية تشير إلى ضرورة مواكبة لغات التكنولوجيا في العالم، والانفتاح مستقبلا على الإنجليزية والصينية". من جانبه، قال منير الأمني، رئيس منظمة الشبيبة التجمعية بجهة بني ملالخنيفرة، إن "الشبيبة التجمعية بالجهة نظمت هذه الندوة لتواكب النقاش السياسي الحالي، انطلاقا من إدراكها لأهمية مشاركة الشباب في السياسات العمومية المتعلقة بهم، وإيمانا من الشبيبة بأهمية الانفتاح على أهل الاختصاص والعلم قبل اتخاذ القرار السياسي"، مشيرا إلى أن "اللحظة تستدعي الهدوء والتفكير بشكل جماعي في موضوع مصيري يحدد مستقبل الأجيال الصاعدة". أما نجيب الصومعي، الخبير الاقتصادي وعضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، فأوضح أن "الاقتصاد الوطني منفتح بنسبة 80 بالمائة، وهو ما يحتم انفتاح "البروفايل الوطني" على الثقافات واللغات الأجنبية بهدف ضمان انصهار الاقتصاد المغربي في المنظومة الاقتصادية الدولية سريعة التحول"، مضيفا أن "اللغة الإنجليزية هي لغة الولوج إلى المعرفة ولغة الاقتصاد العالمي، واكتسابها إلى جانب العربية والإسبانية والصينية والفرنسية يعتبر خيارا استراتيجيا لتعزيز جاذبية الرأسمال البشري الوطني، ومن خلال ذلك تعزيز منظومة مناخ الأعمال". من جهته، تحدث بوشعيب مرناري، الرئيس السابق لجامعة السلطان مولاي سليمان، عن تجربته كأستاذ للكيمياء بالجامعة مع الهدر الجامعي وانقطاع الطلبة عن الدراسة، رابطا أغلب الحالات ب"مشكل عدم تأقلم الطلبة مع اللغة الفرنسية"، مطالبا في السياق ذاته بضرورة "الإسراع بتدريس العلوم باللغات الحية منذ الإعدادي لتفادي المشكل في أسرع وقت".