تيكاد-9 .. إبراز رؤية ومبادرات جلالة الملك في إفريقيا    ثورة الملك والشعب وعيد الشباب.. ذاكرة وطن تصنع المستقبل    بنك المغرب يصدر قطعة نقدية تذكارية بمناسبة الذكرى ال62 لميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس                            الملك محمد السادس يصدر عفوا على 591 شخصا بمناسبة عيد الشباب    المغرب يفتتح "مولاي عبد الله" بالنيجر    المغرب يرسخ مكانته كأكبر مركز لصناعة السيارات في إفريقيا    12 شهرا مهلة انتقالية .. تعليق حملة مراقبة الدراجات النارية في المغرب    ترويج المخدرات يوقف شخصين بمكناس    عائلة شيخ الطريقة البودشيشية تلتمس من الملك دعم خلافة نجله منير القادري    هل تهدد مسطرة جديدة أكثر من مليون مغربي؟.. جدل برلماني بشأن مراقبة الدراجات النارية    وفاة القاضي الرحيم عن 88 عاما.. صوت العدالة الذي أنصف المهاجرين    سفارة المملكة بإسبانيا ترفض منح سلطات كانتابريا بيانات قاصرين غير مصحوبين    يوسف الحمداوي يرفض تمثيل بلجيكا    الوداد يعلن موعد تسليم بطائق الاشتراك لجماهيره    الدوري التركي يترقب عودة حكيم زياش    تدهور الحالة الصحية لوالد ناصر الزفزافي ونقله لقسم الانعاش    تفاصيل اجتماعات أمريكية–أممية لإعادة النظر في مستقبل بعثة "المينورسو"    انطلاق فعاليات مهرجان الرمى والطلبة والخيالة بمركز صخور الرحامنة مبادرات راائدة في التضامن الترابي (صور)    بورنموث يضم عدلي ب29 مليون يورو    ابتكار جهاز من الماس يرصد انتشار السرطان دون مواد مشعة    حرقة المعدة .. هذه علامات تستوجب زيارة الطبيب فورًا    المغرب يمد يد العون لإسبانيا والبرتغال في مواجهة الحرائق    مندوبية التخطيط تسجل انخفاضا طفيفا للرقم الاستدلالي للأثمان عند الاستهلاك        الداخلية تأمر بصرف التعويض عن الأخطار للممرضين وتقنيي الصحة بالجماعات الترابية    العفو الدولية تتهم واشنطن بتوظيف الذكاء الاصطناعي لمراقبة المهاجرين والطلاب المؤيدين للفلسطينيين    توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس    الحارس البرازيلي فابيو هو الأكثر خوضا للمباريات الرسمية    بدء توزيع المساعدات المغربية على سكان غزة    القبلية.. سرطان يفتك بالوطن    الصين تطلق أولمبياد الروبوتات الشبيهة بالبشر بمشاركة دولية واسعة    الصين: مدينة شنزن في الصدارة من حيث التجارة الخارجية    بلجيكا.. هجوم إلكتروني يستهدف بيانات 850 ألف زبون لشركة "أورانج"        سنة أولى بعد رحيل الدكتور عبد الفتاح فهدي    تقرير: المغرب يعتبر ثاني أكبر مصدر للهجرة اليهودية العالمية نحو فلسطين المحتلة    إسبانيا: زوجة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز متورطة في قضية جنائية جديدة    عفو ملكي على 591 شخصا بمناسبة "عيد الشباب"    الرابور مورو يحيي حفل ضخم بالبيضاء بشبابيك مغلقة    سامويل ولُولي... حين قادهم الطريق إلى بيت الجار    حجز عجول بميناء طنجة .. ومستوردون يوقفون الاستيراد بسبب الرسوم    أوروبا تسجل رقماً قياسياً في إصابات الأمراض المنقولة عن طريق البعوض            إطلاق فيديو كليب "رمشا الكحولي" بتوقيع المخرج علي رشاد    اختتام فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للفن المعاصر بمدينة ميدلت    المركز الفرنسي للسينما يكرّم المخرجة المغربية جنيني ضمن سلسلة "الرائدات"    "بعيونهم.. نفهم الظلم"    بطاقة «نسك» لمطاردة الحجاج غير الشرعيين وتنظيم الزيارات .. طريق الله الإلكترونية    هنا جبل أحد.. لولا هؤلاء المدفونون هنا في مقبرة مغبرة، لما كان هذا الدين    الملك محمد السادس... حين تُختَتم الخُطب بآياتٍ تصفع الخونة وتُحيي الضمائر    المغاربة والمدينة المنورة في التاريخ وفي الحاضر… ولهم حيهم فيها كما في القدس ..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"عندما تعطس الصين.. يمرض العالم"
نشر في هسبريس يوم 26 - 02 - 2020

لعل المثل الدارج "لما تعطس أمريكا، يصاب العالم بالحمى"، لم يعد مقتصرا على أمريكا وحدها، فتداعيات فيروس كورونا المستجد، الذي ظهر لأول مرة في الصين، تعبر عن عكس ذلك. فمن كان يعتقد في أواخر شهر دجنبر من العام الماضي، عند ظهور أول حالة لفيروس كورونا في الصين، أن تأثيره سيتجاوز الحياة الاجتماعية والاقتصادية في مدينة ووهان إلى الأسواق المالية والعالمية.
ففي الأيام الأولى، وفي غياب معلومات واضحة حول الفيروس وتأثيراته، لم يعبر المستثمرون عن أية ردود فعل مؤثرة على تداولاتهم اليومية. لكن بمجرد الإبلاغ عن الحالات الأولى للفيروس خارج الصين، وبالخصوص في كوريا الجنوبية، تراجعت البورصات الأسيوية وبدت كل المؤشرات حمراء في نهاية كل حصة تداول.
وبعدها بأسابيع، تراجعت البورصات الأوروبية والأمريكية بشكل ملحوظ، حيث تهاوى كل من مؤشري الكاك 40 الفرنسي والداو جونز الأمريكي ب 4 بالمائة و3,6 بالمائة على التوالي، بعد التفشي السريع لفيروس كورونا في إيطاليا، التي أعلنت الحجر الصحي على عشر بلدات قرب مدينة ميلانو، وتأكيد وجود أكثر من 200 إصابة بفيروس كورونا إلى لحظة كتابة هذا المقال، بعد فقط أربعة أيام من ظهور أول حالة جديدة، ليصعد بإيطاليا نحو ثالث أكبر دولة من حيث عدد حالات الفيروس بعد كل من الصين وكوريا الجنوبية، في زمن قياسي.
أي تأثير لفيروس كورونا على الاقتصاد العالمي؟
سنة 2003، وفي دراسة قام بها الباحثان جون-ها لي وفارويك ماكبين، قدرت خسائر الاقتصاد العالمي بعد تفشي فيروس المتلازمة التنفسية الحادة والوخيمة (المعروف اختصارا بسارس، وهو من فصيلة فيروس كورونا نفسها) في الصين بأكثر من 40 مليار دولار، علما أن انتشاره كان محدودا مقارنة بهذا الأخير، إضافة إلى أن الاقتصاد الصيني حينها لم يكن بقدر الانفتاح والتحرر الذي عليه الآن.
فالصين حاليا تعتبر ثاني أكبر اقتصاد على الصعيد العالمي بعد الولايات المتحدة الأمريكية بناتج داخلي خام يتراوح بين 12 و13 ترليون دولار، أي ما يعادل أربعة أضعاف الاقتصاد الفرنسي وثلاثة أضعاف الاقتصاد الألماني. إضافة إلى أنها أكبر مستورد للنفط في العالم، الشيء الذي أثر سلبا على أسعار النفط في بورصة المواد الأولية، حيث تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من عام ونصف.
وتعتبر الصين كذلك من أكبر مستوردي المعادن وأكبر سوق للسيارات، وتحتوي على أكثر من مليار ونصف مليار نسمة، مما يجعلها أكبر سوق استهلاكية على الصعيد العالمي. كل هذه الأشياء، تجعل تأثر الصين واقتصادها بسبب فيروس كورونا يعود سلبا كذلك على الاقتصادين الأوروبي والأمريكي، وكذا على الاقتصاد العالمي، نظرا إلى حجم المبادلات التجارية للصين مع باقي دول العالم التي تتجاوز حاجز 4,6 ترليون دولار.
أما فيما يخص تداعيات فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي، فمن المبكر الجزم بمدى تأثيره في ظل غياب أي دراسات علمية حول الموضوع. لكن على سبيل المقارنة، ففي بحث قام به الباحثون الاقتصاديون فيكتوريا فان ودين جاميسون ولورنس سامرس، نشر سنة 2017، ظهر أن الخسائر السنوية جراء انتشار وباء الأنفلونزا تبلغ 500 مليار دولار، أي ما يعادل 0,6 بالمائة من الناتج العالمي الخام، وذلك بالأخذ بعين الاعتبار الخسائر الاقتصادية وتكلفة معدل الوفيات المرتفع.
أهمية معدل الوفيات؟
إلى جانب العامل الاقتصادي، يعتبر معدل الوفيات أحد أهم العوامل التي يعتمد عليها لقياس حجم تضرر الاقتصاد جراء انتشار وباء معين: "الشيء الذي أفزع الناس بعد انتشار فيروس سارس هو معدل الوفيات... ما جعلهم يتجنبون وسائل النقل العامة وعدم الذهاب إلى العمل والمطاعم والسينما والمحاضرات وغيرها من الأماكن العامة. تأثير الفيروس كان هائلا على الاقتصاد، ولكن تقريبا بطريقة غير مباشرة، بسبب التصرف الاحترازي من المواطنين"، يقول الاقتصادي روبرت كارنل.
إلى حد اللحظة، مازال المتخصصون يرون أن معدل الوفيات جراء فيروس كورونا لا يدعو إلى التخوف، حيث لا يتجاوز 2 بالمائة. لكن سرعة وقدرة انتشاره يرفعان من تخوفات المراقبين والمستثمرين، وهو ما يؤثر سلبا على الأسواق المالية العالمية.
وفي الأخير، يجب أن نتساءل حول دينامية الاقتصاد العالمي بعد فيروس كورونا؛ هل ستعود وتيرة النمو الطبيعية رغم أنها كانت متباطئة في السنتين الأخيرتين؟ وهل سيعود الاقتصاد الصيني أكثر قوة رغم كل النكبات التي يعيشها، بدءا بالحرب التجارية مع أمريكا وتباطؤ النمو وصولا إلى انتشار فيروس كورونا، كما كان عليه الأمر بعد فيروس سارس سنة 2003 لما فاقت نسبة نمو الاقتصاد الصيني 10 بالمائة ما بين 2003 و2007 (فترة ما قبل الأزمة المالية العالمية)، أم إن هذه الأزمات أضعفت وأنهكت اقتصادها وستحتاج إلى سنوات طويلة لتعويضها والقفز مجددا إلى مقدمة الدول الكبرى؟
*باحث في الاقتصاد المالي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.