منقسمة الآراء طوال اليومين الماضيين بخصوص خرجتي الممثل رفيق بوبكر وأستاذة تدرس مادة الفلسفة بضواحي زاكورة، لا تزال حرب الاصطفافات مشتعلة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد الصدام الحاد الذي طبع تقييم التصريحات وربطها بالاعتقال. وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة للتبرئة أو الإدانة، بعد انتشار فيديو للممثل رفيق بوبكر وهو في حالة انتشاء يتحدث فيه عن الوضوء والمحراب والفقيه، فيما كتبت الأستاذة المذكورة تدوينة قيل إنها تسيء إلى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام. ويطالب طيف من المعلقين بضرورة تحرك القانون في مثل هذه الحالات، معتبرين إياها تجاوزا لحرية التعبير وسخرية من الناس ومعتقداتهم؛ لكن في المقابل يدافع معلقون آخرون على ضرورة التخلي عن فكرة الزج بالناس في السجون كل مرة. وكتب العديدون على صفحاتهم أن اعتذار الممثل رفيق بوبكر كاف لسد الملف، خصوصا أنه كان في حالة انتشاء ولم يبث أقواله للعموم؛ بل تعلق الأمر بتسريب للمقطع، الذي وضع الممثل المغربي تحت تدابير الحراسة النظرية قبل متابعته في حالة سراح مع كفالة مالية. ولا يرى مغاربة كثيرون في هذه الخرجات تصريحات عادية، فالأمر بالنسبة إليهم تجاوز حدود اللياقة، مؤكدين أنهم يتقبلون النقاش في مسائل دينية لكن وفق المنهجية العلمية والدلائل التاريخية، بعيدا عن التهكم الذي يغذي الصراعات داخل المجتمع الواحد. وفي المقابل، لا يتحمس كثيرون لهذا الرأي، ضاربين المثال بالدول الأوروبية التي تتسامح مع مواضيع "السخرية الدينية" من جميع المعتقدات، كما يستحضرون العديد من النكت المغربية التي تكتنز سخرية من الفقهاء ورجال الدين. وفي السياق ذاته، يشدد آخرون على ضرورة حصر التدخل في مثل هذه الأمور والقضايا على القانون عوض نصب المشانق الشعبية للناس، خصوصا أن الممثل المغربي أقر بالخطأ واعتذر عن الفيديو، مؤكدين أن رفض القانون 22.20 وإدانة رفيق بوبكر لا ينسجمان.