"احتفالات الشعالة" تبثّ الرعب بين الأحياء الشعبية في الدار البيضاء

عاشت العاصمة الاقتصادية، ليل أمس الذي تزامن مع مناسبة "عاشوراء"، مشاهد مرعبة في مجموعة من الشوارع والأحياء، بفعل الطقوس الاحتفالية للأطفال والشبان "البيضاويين"، متحدين بذلك حالة الاستنفار التي تشهدها المدينة في عزّ انتشار جائحة "كوفيد-19".
فقد بدأت الاحتفالات ب "عاشوراء" منذ أيام في مجموعة من الأحياء الشعبية، لكنها بلغت الذروة عشية يوم السبت، عندما أقدم الأطفال على حرق العجلات المطاطية التي تم تخزينها، رغم الحملات الأمنية المكثفة التي قادتها السلطات المحلية في عمالات الدار البيضاء.
وعمّت حالة من الذعر في أحياء عدة بالعاصمة الاقتصادية ليلة تخليد ذكرى عاشوراء؛ إذ ملأت المفرقعات النارية مختلف المناطق الشعبية، فأفسدت فرحة الناس بهذه المناسبة وبثت الهلع في نفوسهم بسبب الطقوس الاحتفالية التي دامت إلى ساعة متأخرة من أمس.
وانتشرت ظاهرة "الشعالة" في مناطق سكنية متعددة بالدار البيضاء، في مقدمتها "سيدي معروف" و"الحي المحمدي" و"التشارك" و"سباتة" و"الولفة" و"الإدريسية" و"يعقوب المنصور" و"المدينة القديمة" و"بوركون"، وغيرها من الأحياء الشعبية.
وفي سياق متصل، شنّت السلطات المحلية دوريات ليلية موسعة من أجل إحباط تلك الطقوس الاحتفالية، لا سيما ما يتعلق ب "الشعالة"، حيث أسفرت التدخلات الأمنية عن محاصرة التجمعات العمومية وتفريق الأطفال المحتفلين ب "عاشوراء".
كما أقدم أعوان السلطة على إخماد الحرائق التي شبّت في العجلات المطاطية التي جرى تخزينها من لدن "البيضاويين"، والتي أثارت استياء الأسر التي ظلت منزعجة من حالة الفوضى العارمة التي عرفتها شوارع وأحياء العاصمة الاقتصادية.
وعلاقة بذلك، سبق أن استنفرت وزارة الداخلية أعوانها المحليين من أجل منع جميع احتفالات وطقوس عاشوراء في بعض المدن، أياما قليلة قبل حلول مناسبة "عاشوراء"، وذلك في إطار التدابير الاحترازية الرامية إلى الحد من تفشي فيروس "كورونا" المستجد.
وقد تمكنت السلطات المحلية من حجز آلاف العجلات المطاطية المستعملة التي كانت مخزّنة من قبل الأطفال الصغار قصد استعمالها في احتفالات ليلة "الشعالة"، بعدما تزايدت شكايات الأسر التي تقطن في الأحياء الشعبية بخصوص خطورة الظاهرة على الأمن العام.
وتحل عاشوراء هذه السنة في ظروف صحية استثنائية نتيجة القفزة الوبائية التي تعرفها بعض الحواضر الكبرى للمملكة؛ الأمر الذي أجبر السلطات المحلية على إلغاء هذه الطقوس التي من شأنها نشر الوباء في الأحياء السكنية.