أربعة شبّان مغاربة كانوا يهمّون بالوصولِ إلى إيطاليا أو ألمانيا. قطعوا آلاف الكيلومترات وتعرّضوا لحصص تعذيب رهيبة في اليونان وكرواتيا. وعند وصولهم إلى آخر المنافي بالضّاحية الصّربية، أحد أخطر محطات اللّجوء، تلاعبت بهم "مافيات" التّهريب ورمتهم طعماً سهلاً لقدَرِهم المحتوم. تمّ العثور على أربع جثث لمغاربة من أصل سبع جثث كانت في درجة متقدّمة من التّحلل داخل حاوية للأسمدة في دولة الباراغواي. كيف وصلَ هؤلاء إلى أسونسيون؟ تشير التّحقيقات إلى أنّ المهاجرين اختبؤوا بدون علم أصحاب الشّاحنة داخل الحاوية. ربّما كانوا يعتقدون أنها ستسلك طرقات أوروبا. وحسب ما كشفته التّحقيقات، فإن الأمر يتعلّق بأربعة شبان مغاربة هم "أحمد بلميلودي" و"محمد هدّون" و"رشيد صنهاجي" و"سعيد رشير". وإلى جانب المغاربة، تم العثور على "زوقر حمزة" و"أحمد أوهير" (من الجزائر) و"يسا أيمن" (من مصر)، غادروا بحثًا عن مستقبل أفضل في أوروبا لكن انتهى بهم الأمر جثثا متحلّلة. وكانت صربيا آخر مكان تمّ فيه ضبط هؤلاء المهاجرين، وقد تمّ العثور عليهم بعد ثلاثة أشهر من اختفائهم. وأوضحت وسائل الإعلام بالباراغواي هذا الأسبوع أن القضية غريبة من الناحية العملية ويصعب تحليلها. ويعتقد أنه يمكن أن يتورّط فيها تجار البشر. ووفق الرّوايات الأمنية، يُعتقد أن هؤلاء كانوا في البداية يريدون اللحاق بقطار متجه إلى إيطاليا. لم يصلوا قط. لم تنته الرحلة إلى الدّولة الأوروبية، بل إلى أمريكا الجنوبية بدءًا من ميناء رييكا في كرواتيا، مروراً بمحطات عديدة لم يتم تحديدها بعد. وأوضح رئيس مفوض وحدة مكافحة الاختطاف بشرطة باراغواي الوطنية أن التفاصيل الرئيسية ما تزال غير معروفة، رغم أنه أعلن في صربيا عن اعتقال شخصين، أحدهما مغربي والآخر جزائري. ولا يستبعد هذا المفوض أن يكون المعتقلان في صربيا "وسطاء". "مكينش ويفي، راه هاد ناس لي راحنا معاهم صعاب وخطيرين. دعيو معايا. راحنا في صربيا. راسي غادي ينفجر"، كانت هذه بعض الكلمات التي خطّها أحد الضّحايا لعائلته قبل أن يبدأ رحلة "الموت". ووفقاً لما نقلته صحيفة "ألفارو"، فقد التقى هؤلاء المهاجرون السبعة قبل ستة أشهر في صربيا، حيث كانوا يحاولون البحث عن عمل، في أفق الدخول إلى منطقة الاتحاد الأوروبي، مثل العديد من المهاجرين الآخرين من إفريقيا وآسيا في هذه النقطة الساخنة، على طريق البلقان إلى أوروبا الغربية. الآلاف من الناس ينتظرون في هذه المنطقة "العراء" التي تملؤها المخيمات على أمل عبور الحدود. في سيد، المدينة الصربية التي يبلغ عدد سكانها 15000 نسمة حيث استقلوا القطار، معبر حدودي يؤدّي إلى كرواتيا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي. وفي سياق ذي صلة، ألقت الشرطة الصربية القبض على شخصين لعلاقتهما بالعثور على سبع جثث عثر عليها في حاوية شحن في باراغواي. واكتشف العمال الرفات البشري الأسبوع الماضي في شارع بأسونسيون. وقال المدعون إن الحاوية التي تحتوي على الأسمدة غادرت صربيا في يونيو الماضي ووصلت إلى ميناء تيربورت دي فيليتا في باراغواي في أكتوبر. وتم اعتقال أجنبيين من المغرب والجزائر للاشتباه في قيامهما بتنظيم عبور حدودي غير قانوني للمهاجرين. وقالت وزارة الداخلية الصربية: "تم اتهامهم بوضع المهاجرين في حاوية لنقل البضائع في عربات القطار لتجنب الضوابط الحدودية، بالاتفاق مع أشخاص مجهولين آخرين". واحتجزت الشرطة الصربية المشتبه فيهما وسيمثلان أمام مكتب المدعي العام الأعلى في سريمسكا ميتروفيتشا. وأجرى التحقيق أعضاء في وزارة الداخلية الصربية ومكتب المدعي العام للجريمة المنظمة.