أبدى شباب متدينون، يقدمون أنفسهم على أنهم "سلفيو" المنهج والعقيدة، "ارتياحهم" بعد انتقال الشيخ عبد السلام ياسين مرشد جماعة العدل والإحسان إلى عفو الله فجر أمس الخميس، حيث لم يتورعوا في التعبير عن "سرورهم" و"غبطتهم" باختفاء رجل كان أشهر من ابتدع في دين الله بالمغرب" وفق تصريحات أحد هؤلاء الشباب لهسبريس. وقال هذا الشاب المُلتحي، وهو في بداية عقده الثالث ويعمل بائعا متجولا، إن "أخذ الله لياسين هو إغلاق لأحد أكبر مصادر البدع التي استفحلت في عقول آلاف بل ملايين الشباب في البلاد"، مشيرا إلى أن "الرجل ابتدع قيد حياته أمورا مُنكرة لا تمت إلى الدين الإسلامي والسنة النبوية الصحيحة بصلة" بحسب تعبير المتحدث. ووقفت هسبريس عند شاب آخر يرتدي قميصا وسروالا قصيرين، حيث قال إنه "سلفي" المنهج وبالتالي لا يمكنه أن يحزن لذهاب رجل كان يطعن في السنة ويتفوه بتخاريف ما أنزل الله بها من سلطان"، مستدلا بحديث ياسين الموثَّق في إحدى الصحف قبل سنوات خلت عن كلام والدته أي والدة الشيخ ياسين من قبرها، وأيضا عن ادعاء إطلاعه على اللوح المحفوظ، واعتقادات أعضاء جماعته الراسخة بمسألة الرؤى حتى جعلوها ركيزة لتصوراتهم في الحياة والدين" يقول الشاب بانفعال بدى واضحا على محياه المنير. شاب ثالث، يبدو من سمته الظاهر على أنه "متدين"، قال في تصريح لهسبريس إن "الشيخ ياسين لم يكن رجل معصية بل كان رجل بدعة، لأنه أحدث في الدين من غير دليل، ويكفي أنه صوفي الأصل والفكر"، يورد هذا الشباب "السلفي" الذي زاد بأن "صاحب المعصية يرتكب معصيته ويقر في داخله بمخالفته لحكم الله ورسوله الكريم، بينما صاحب المعصية فهو يرى نفسه على حق وبأنه مُعظّم لدينه، وهذا ما وقع لياسين الذي كان مبتدعا وناشرا للفتنة العقدية طيلة سنوات" يختم هذا الشاب كلامه قبل أن يختفي في زحام المدينة القديمة بالعاصمة الرباط. أبو عبد الرحمان هو اللقب الذي اختاره أحد هؤلاء "الفرحين" بوفاة الشيخ ياسين، حيث اعتبر أنه بموت الرجل "سقط طاغوت من طواغيت هذا الزمان ووثن من أوثانه"، مشيرا إلى درجة تقديس أنصاره ومريديه له جراء استحكام الهوى والضلال في عقول الكثيرين منهم"، قبل أن يؤكد بأن "هذا الحدث يستحق سجود الشكر من الموحدين لربهم". هسبريس أطلعت الداعية الإسلامي الشيخ أبا حفص على أحد هذه الآراء التي عبّر عنها شباب يظهرون بسمات وملامح "التدين"، فقال إنه "كاد أن يصاب بالغثيان والقيء، وهو يطلع على مثل تلك التعليقات المقرفة التي تدل على عمى في البصيرة، وتيه في الفكر". وأبرز أبو حفص بأن "مثل هذا الكلام في مثل هذا الموقف لا يصدر إلا من قليل الدين والخلق، وسيء التربية والأدب، فالشيخ عبد السلام ياسين مساحة اتفاقنا معه أكثر من مساحة الاختلاف، وهو قامة إسلامية عظيمة، ورجل مبدع مفكر، ومرب ناجح، وموته رزء وبلية، وليس فتحا ونصرا كما يقول هؤلاء السفهاء"، وفق تعبير أبي حفص.