أخنوش: تعميم تغطية التراب الوطني بشبكات الاتصالات حاجة ملحة لا تقبل التأجيل أو الانتظار            كيوسك السبت | افتتاح مكتب "الفيفا" بالرباط وسط أجواء نهائي كأس إفريقيا للسيدات    مصرع سائق دراجة نارية في حادثة سير ضواحي بركان            مقتل 8 أشخاص في هجوم بإيران    ""التوحيد والإصلاح" تستنكر قرار ضم الضفة الغربية وغور الأردن وتعتبره جريمة سياسية وأخلاقية    تخصيص 150 مليون درهم لإنشاء أكبر محطة طرقية للحافلات جنوب المغرب    الأخوان الشبلي يرفضان زيارة ممثلين عن مجلس حقوق الإنسان بالسجن ويتهمانه بالتواطؤ    رصد أصغر نوع من الأفاعي في العالم من جديد في بربادوس    استوديو إباحي داخل شقة بالمغرب... والمقاطع تُباع لمواقع عالمية    لقجع: تحديد ملاعب مونديال 2030 يخضع للتفاوض بين "الفيفا" والدول الثلاث    صور مزيفة بالذكاء الاصطناعي تجمع ترامب وإبستين تحصد ملايين المشاهدات    وفاة الموسيقار اللبناني زياد الرحباني    صحة: اكتشاف "نظام عصبي" يربط الصحة النفسية بميكروبات الأمعاء لدى الإنسان    الملك محمد السادس يعزي في وفاة الفنان التشكيلي عفيف بناني    إيقاف ميسي وألبا لعدم مشاركتهما في مباراة كل النجوم (رابطة الدوري الأميركي)    بنك المغرب.. الودائع البنكية تبلغ 1275 مليار درهم في 2024    تركيا.. حرائق الغابات تهدد المدينة الأثرية "بيرغي" جنوب البلاد    أخنوش: تعميم تغطية التراب الوطني بشبكات المواصلات حاجة ملحة لا تقبل التأجيل أو الانتظار    عصيد: النخبة المثقفة تركت الساحة فارغة أمام "المؤثرين وصناع المحتوى"    التجمع الوطني للأحرار يشيد بالحكومة ويجدد دعمه للوحدة الترابية ويدين العدوان على غزة    سجلماسة: مدينة وسيطية بتافيلالت تكشف عن 10 قرون من التاريخ    الكلية المتعددة التخصصات بالعرائش على مزاعم بيع النقط وتسجيلات مسلك الماستر    أخنوش: تعميم التغطية بشبكات المواصلات حاجة ملحة ولا تقبل التأجيل أو الانتظار    أمل تيزنيت ضمن الأندية التي لم تسوّ وضعيتها المالية لدى عصبة كرة القدم    الملك يعزي أسرة الفنان الراحل عفيف بناني    غانا تخطف برونزية كأس إفريقيا للسيدات    للجمعة ال86… المغاربة يهبون لمساندة غزة ضد سياسة التجويع والإبادة    أي دور لجمعيات المتقاعدين؟!    غزة تموت جوعا.. وفاة 9 فلسطينيين بسوء التغذية خلال 24 ساعة    ولد الرشيد يلتقي رئيس الجمعية الفيتنامية    تقرير رسمي يفضح أرباح شركات المحروقات في المغرب    العقوبات البديلة بالمغرب .. إرادة واعية تنشد عدالة إصلاحية    بعوض النمر ينتشر في مليلية ومخاوف من تسلله إلى الناظور    بورصة الدار البيضاء تعزز أرباحها عند الإغلاق    2298 شكاية من زبناء مؤسسات الائتمان خلال سنة 2024    زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جنوب المحيط الهادئ    بلال ولد الشيخ: اللعب في بلدي كان حلما.. وسعيد بالانضمام لعائلة الرجاء        إكتشاف أقدم مسجد في سجلماسة يؤرخ لبدايات الإسلام بالمغرب        الذكاء الاصطناعي يفك ألغاز النقوش الرومانية ويساعد المؤرخين في إعادة تركيب التاريخ    الوصول إلى مطار المدينة المنورة‮:‬‮ على متن طائر عملاق مثل منام ابن بطوطة!    إعادة تعيين السفير محمد بلعيش ممثلا خاصا لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي    انعقاد الجمعية العامة للغرفة الفلاحية لجهة طنجة    اكتشافات أثرية غير مسبوقة بسجلماسة تكشف عن 10 قرون من تاريخ المغرب    "باكاسو بانكا" يلتحق بمكونات الوداد    قمر اصطناعي إيراني للاتصال يصل إلى الفضاء    تقرير: شركات المحروقات حققت في الربع الأول من 2025 هوامش متوسطة للربح بلغت مستويات تصاعدية بين يناير وفبراير    المشي 7000 خطوة يوميا مفيد جدا صحيا بحسب دراسة    ما المعروف بخصوص "إبهام الهاتف الجوال"؟        الحج ‬إلى ‬أقاليم ‬الله ‬المباركة‮! .. منعطف المشاعر    زمن النص القرآني والخطاب النبوي    "مدارات" يسلّط الضوء على سيرة المؤرخ أبو القاسم الزياني هذا المساء على الإذاعة الوطنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"دُعَاةُ الاِنْقِلَابِ" لِإِسْقَاطِ حُكُومَةِ ابْنِ كِيرَانَ
نشر في هسبريس يوم 31 - 01 - 2013

إن المتتبع لما يعتمل في الساحتيْن السياسية والنقابية من حراك غير مسبوق، ومن دعوات صريحة وأخرى مبطنة لإسقاط الحكومة ، والانقلاب على حكم الإسلاميين، من قبل سياسيين ونقابيين ظاهر دعواتهم الحق والمصلحة، وباطنها الرغبة الجامحة في العودة إلى الكراسي "المُسِتَلَبة" من قبل "الخوانجية" وتيار "الظلام" والإرهاب ( !!) الذين عملوا طيلة سنوات توليهم للشأن العمومي، على محاربتهم، وإشغالهم بالمعارك الهامشية المفرملة لمشروعهم المجتمعي المؤسس على التخليق للحياة المجتمعية؛ بنشر ثقافة الميوعة، والاستلاب، ومحاربة الدين، والاستهزاء بالمتدينين. وبالنيل من شعبيتهم؛ عبر الإشاعة، والتضليل، والتخويف، والتخوين، والاتهام،...
قلت: إن المتتبع لهذا "الحراك الانقلابي" الذي يقوده زمرة من النقابيين والسياسيين، وبقايا الهيئات والمنظمات المجتمعية الراديكالية، وبقايا الأحزاب الميكروسكوبية، من الخصوم التاريخيين للتيار الإسلامي؛ لا يسعه إلا أن يضع يده على قلبه خوفا من المصير القاتم الذي ينتظر الشعب المغربي إن وقع ونزل أن عاد هؤلاء إلى تدبير شأنه العام، وقيادة سفينته الموشكة على الغرق بسبب الثقوب التي أحدثوها فيها زمن اضطلاعهم بمسؤولية قيادتها.
لن يكون أمام المغاربة إذا فشلت -لا قدر الله- هذه التجربة غير المسبوقة في تدبير الشأن العمومي ، والتي علق عليها المغاربة الآمال العراض، وانسحبوا- من أجلها- من مواقع السخط والاحتجاج، إلى "صالة انتظار" يتربصون بزوغ فجر جديد ينتشلهم من ضيم الفساد والحاجة والاستبداد و"الحكرة"، إلى رحاب الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.. قلت: لن يكون أمام المغاربة آنئذ إلا "المجهول" !!.
يصعب على العقلاء من مختلف الحساسيات السياسية والثقافية والفكرية والإيديولوجية والدينية في هذا البلد الحبيب أن يفهموا سر تململ هذه "المعارضة" الغريبة والعجيبة، بمختلف تلويناتها وأطيافها، نحو إسقاط هذه التجربة التي لا زالت في بداياتها الأولى، إن لم يكن مقصودها الرغبة في العودة إلى كراسي الحكم، ومنازعتها الحكام الجدد. كما يصعب على هؤلاء العقلاء أن يقتنعوا بأن هذه الطوائف الشاردة، تبغي المصلحة لهذا البلد، وتسعى لخدمة المواطنين والمواطنات، وتغار على حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية،ووو.... !!.. يصعب على هؤلاء العقلاء أن يفهموا خلفيات هذا "الحراك الانقلابي"، إن لم تكن هذه مراميه التي يتأسس عليها، وأهدافه التي يبني عليها مرافعاته المثيرة، وفرقعاته المستفزة.
فهل من المعارضة أن نتتبع عورات الناس، ونحاسب علاقاتهم الأسرية، والشعبية، وطريقة كلامهم، ونتتبع أنفاسهم نُحصيها عليهم، ونُؤوِّل حركاتهم وسكنتاهم، ونتهم قناعاتهم، ونستدعيَ ماضيهم نحاكمهم به،... ؟ !.
وهل من المعارضة أن نعارض من أجل المعارضة، ونعارض من أجل أن نلفت الانتباه إلينا، بعد أن فقدنا الشعبية والشعب معا، بفسادنا وسرقاتنا وضحكنا على الشعب المغربي الأبي؟!.
وهل من المعارضة أن ننأى عن مناقشة الأفكار والبرامج، وتقديم البدائل؛ ونشتغل بإثارة الأحقاد الإيديولوجية، والإشاعات الخلافية، والأخطاء البشرية التي ما نجا منها إنس من الناس، ونعرضها كفضائح يهتز لها "عرش الشعب"، كما يفعل بعض "الإخوان" من التيار التقدمي الراديكالي، الذين لم يتلوثوا بَعْدُ- لحسن الحظ أو لسوئه؛ لا فرق !! - بتدبير الشأن العمومي، ممن فارقت بينهم وبين الإسلاميين الرؤى والتصورات الإيديولوجية طيلة العقود السالفة، وقدموها كفوارق مِفصلية بين من يبغي بناء مجتمع المشاع الفكري، والمعيشي، والجنسي، ومن يسعى لهدمه بالانكفاء إلى عقلية السلف "المتخلفة"، في الحكم على الناس لا حكمهم؛ زعموا !!؟؟.
وهل من المعارضة أن نشتغل على البحث في المواقع الإليكترونية على كل ما يسيء للعلماء والدعاة وعموم الإسلاميين في مشارق الأرض ومغاربها ونعرضه كفضائح ضد الإنسانية ونغض الطرف- في المقابل- عن إنجازاتهم الباهرة في حفظ الهوية، وخدمة الشعوب، ونصرتها؟؟!.
وهل من المعارضة والإنصاف فيها، أن نعرض صورا لسلوكات بعض الحكام والمسؤولين اليسار والشيوعيين والعلمانيين الحداثيين كنماذج للتواضع والصدق والوطنية وحب الشعب، ونعد، ذات السلوكات، إن صدرت من إسلاميي الحكم؛ شعبويةً ، ومزايداتٍ انتخابويةً، وضحكا على ذقون الشعب؟ !!...وهل..وهل..وهل...؟؟؟؟؟ !!!
إن ما يحدث الآن، في بعض بلدان الربيع الشعبي من تحركات مريبة لعملاء الشرق والغرب وإسرائيل حتى، ضد إسلاميي الحكم، والتي توسل غالبيتها بالعنف كأداة لتصفية الحسابات القديمة/ الجديدة مع الحكام الجدد، بعسكرة الأطفال، والمعطلين، وأصحاب السوابق، لحرق ورجم مقرات الحزب الحاكم (الإخوان في مصر، والنهضة في تونس)، هو ذاته ما يومئ إليه بعض معارضينا "الأشاوس" حينما يتهمون جماعة ابن كيران بمحاولة "مصرنة" المغرب و"تونسته". والحقيقة أنهم هم من يسعون لذلك من خلال إشادتهم بسلوك ال"معارضة" المصرية والتونسية، ودعوتهم سلوك سبيلها، والاحتداء بطريقتها في تدبير الصراع ...
ختاما، لابد أن نسجل، للحقيقة والتاريخ، أننا لم نكن لننبري مدافعين عن هذه التجربة الفتية لو كانت لنا معارضات مواطنة وعاقلة تبغي مصلحة البلاد، وتسعى لخدمة المواطن، وتتعاون مع الحكم على تحقيق الصالح العام.
ولم نكن لندافع عن هذه التجربة لو كانت لنا معارضة قوية تقول للمحسن أحسنت وإن كان من ألذ أعدائها، وللمسيء أسأت وإن كان من أخلص مناضليها.
كما أننا لم نكن لندافع عن هذه التجربة لو لم نشعر بخطورة المكائد التي تحاك في الظلام، من قبل أطراف لا مشروع مجتمعي لها، ولا بديل قادرة على تقديمه للشعب الحائر، سوى منازعة الحكام الجدد مقاليد السلطة ولو كان ذلك على حساب أمن الناس، واستقرارهم، ومعيشهم اليومي،...
لقد كتبنا- أواخر تسعينيات القرن الماضي- ندافع عن تجربة عبد الرحمان اليوسفي في البدايات الأولى لتجربة التناوب التوافقي، حينما شعرنا بخطورة المرحلة، وحاجة المغرب للتوافق من أجل الإنقاذ. ثم انتقدناها –بعد سنوات- بشراسة، حينما اكتشفنا أنها لا تختلف عن سالفاتها في العجز عن الاستجابة لانتظارات المغاربة، ومحاربة الفساد؛ بل والتورط فيه، وتكريس حالة من القلق العام لم تُسْبَقْ؛ نظرا للآمال الكبيرة التي علقها عليها الشعب المغربي آنئذٍ.
والأمر ذاته يدفعنا اليوم لنقول للحكومة:" لا تنتظري منا ولا من أحد من الشعب المغربي المدح والتصفيق. فأنت مُطَوَّقَةٌ بوعودك التي قدمت للشعب المغربي. فإما أن تفين بها، ولك منا كل التأييد والاعتبار، وإما إلى مزبلة التاريخ تصيرين ". وللمعارضة "الكُرْسِيَّة"نقول: "كفى. فالشعب المغربي قد خبر معدنكم، وسَبَرَ حقيقتكم، واكتوى بإخلافكم للوعود سنين. فهذه التجربة جاءت بعد انذار الشعب المغربي عبر حراكه المعلوم. فهو الذي أوصلها إلى الحكم، وهو الوحيد الذي سيقرر في مصيرها. أما أنتم فلا تمثلون إلا أنفسكم. فقد انتهى زمن الوصاية على الشعب المغربي !!".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.