هيئة الإفتاء تُحَرِّمُ استخدام sexy.ma لحمولاتها الجنسية

أفتت الهيئة العلمية المكلفة بالإفتاء، التابعة للمجلس العلمي الأعلى، بحُرمة استخدام كلمة "sexy" ضمن تسمية موقع إلكتروني من قبيل sexy.ma، لكون مثل هذه المصطلحات مثيرة للغرائز الجنسية، خصوصا أن مجال استخدامها يرتبط برمز وطني " ma" له مكانته وحرمته المرعية، فلا ينبغي المساس به والنيل منه بما لا يليق، ولا التهاون في إحاطته بما يجب له من الاحترام والاعتبار".
واعتبرت الفتوى، التي جاءت جوابا عن سؤال ورد على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات سنة 2007، بأنه لا ينبغي استعمال هذه الكلمة ومصطلحها في موقع الانترنت الحامل للعلامة المميزة للمملكة المغربية ma، لمبررات شرعية عدة.
واستعرض علماء الهيئة أهم هذه الاعتبارات، ومنها أن الكلمة في لفظها ومدلولها اللغوي اللاتيني الأوروبي تعني "جنسي"، مثير للغريزة الجنسية"، وهي بذلك كلمة تبعث على الانسياق نحو الإخلال بالأخلاق المتأصلة، وتنافي الثقافة المغربية المتأصلة، وقيمها الدينية الراسخة، وتثير مكامن الغريزة الجنسية لدى الشباب، وتغريه بالانغماس في شهواتها ونزواتها بكيفية غير مشروعة ولا محمودة العواقب النفسية والاجتماعية".
وأفادت هيئة الإفتاء الرسمية بأن "الأخذ بعدم جواز استخدام تلك الكلمة أو المصطلح في الانترنت هو من باب سد الذريعة عند العلماء، وهو قاعدة شرعية معتبرة، ومن أصول المذهب المالكي، وتعني منع استعمال كل وسيلة مشروعة في ذاتها، ويريد مستعملها التوصل بها إلى محرم شرعا بنص القرآن الكريم أو السنة النبوية، أو إجماع أئمة الفقه وعلماء الملة".
وتطرقت الفتوى، التي تم نشرها ضمن مجموعة فتاوى مختارة في كتاب صدر حديثا عن المجلس العلمي الأعلى، إلى أن حتى التقنين المغربي فيما يخص تسمية ميادين الانترنت ذات العلامة المميزة للمملكة المغربية ma يمنع استخدام أي تسمية للميادين المرتبطة بتلك العلامة، من شأنها المس بالنظام العام أو الأمن، أو الإخلال بالآداب والأخلاق الحميدة والدين الإسلامي واللغة والثقافة المغربية" وفق مضمون نص الفتوى.
وجدير بالذكر أن الهيأة العلمية المكلفة بالإفتاء، المُحدثة سنة 2004 والتابعة للمجلس العلمي الأعلى الذي يترأسه الملك محمد السادس بصفته أميرا للمؤمنين، هي الجهة الوحيدة المخولة بإصدار الفتاوى بالمغرب، وذلك في القضايا التي تكتسي صبغة ذات علاقة بالشأن العام.