انصب اهتمام الصحف الأمريكية الصادرة، اليوم الاثنين، على وعود الولاياتالمتحدة بتزويد المعارضة السورية بالأسلحة والإكراهات المطروحة على مستوى الكونغرس، وتبرئة جورج زيمرمان، الحارس الذي قتل مراهقا من أصول إفريقية بفلوريدا خلال 2012 ، علاوة على التطورات الأخيرة لقضية إيدوار سنودين الذي كان وراء التسريبات حول موضوع برنامج المراقبة السرية للاتصالات الهاتفية والالكترونية للوكالة الأمريكية للأمن القومي. وهكذا، أبرزت صحيفة (نيويورك تايمز) أنه بعد مرور شهر على الإعلان عن وعود إدارة أوباما بتزويد قوات المعارضة السورية بالأسلحة، يبدو أن مخططات واشنطن محدودة جدا عما تم الإعلان عنه في السابق. وذكرت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين أمريكيين وغربيين وشرق أوسطيين، أن الولاياتالمتحدة تراهن على وكالة الاستخبارات الأمريكية من أجل تدريب وتزويد المعارضة السورية بالأسلحة بشكل سري، مشيرة إلى أن العديد من المسؤولين يعتقدون أن هذه المساعدة لن تعزز بشكل كاف قدرات المتمردين من أجل دفع الرئيس بشار الأسد إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وأوضحت (نيويورك تايمز) أن الاستراتيجية الأمريكية تروم تزويد المعارضة السورية بكميات قليلة ومتفرقة من الأسلحة، ملاحظة أن برنامج تدريب القوات المعارضة، الذي ينبغي أن يمتد على مدى شهور بالأردن وتركيا، لم ينطلق بعد بسبب اعتراض الكونغرس. وسجلت أن هذه المقاربة الحذرة تعكس "الانقسامات الداخلية لإدارة لها رغبة غير كافية في التدخل في سورية"، مضيفة أن الحكومة الأمريكية توجد في وضعية غير مريحة بعد أن أكدت وكالات الاستخبارات الأمريكية والأوروبية أن الحكومة السورية استعملت الأسلحة الكيماوية في الحرب الأهلية، وهو ما اعتبره أوباما "خطا أحمر" سيسفر عن تدخل عسكري أمريكي. ومن جهتها، تناولت صحيفة (واشنطن بوست) موضوع تبرئة جورج زيمرمان، الذي كان يعمل حارسا بأحد أحياء مدينة سانفورد (فلوريدا)، والذي قتل مراهقا من أصول إفريقية سنة 2012 ، مشيرة إلى أن هذا الأمر خلف موجة غضب عارمة ومظاهرات عنيفة في بعض الأحيان بمختلف أرجاء التراب الأمريكي. وأشارت اليومية إلى أن وزير العدل الأمريكي، إيريك هولدر، سيلقي خطابا يوم غد الثلاثاء في أورلاندو وفلوريدا، غير بعيد عن المحكمة التي بتت في هذه القضية، التي قسمت أمريكا بين من يدعمون هذا الحكم وبين من يعتبرون أن زيمرمان ارتكب جريمته على خلفية الكراهية العنصرية. وذكرت بأن وزارة العدل أكدت في بلاغ لها أمس الأحد أنه تم فتح تحقيق في هذه القضية منذ السنة الماضية، وأن قضاة فيدراليين محنكين "سيحددون ما إذا كانت الدلائل التي تم الاستناد إليها تخرق القوانين الفيدرالية الجنائية حول الحقوق المدنية". وتعرض ترايفون مارتان (17 سنة) في فبراير 2012 للقتل من قبل جورج زيمرمان (29 سنة)، قبل أن تتم تبرئته من قبل هيئة قضائية مكونة من ست قاضيات بسانفورد. وكان دفاع المتهم قد أكد أن موكله ارتكب هذا العمل دفاعا عن النفس بعد أن شعر أن حياته مهددة بالخطر. وذكرت (واشنطن بوست) بأن الرئيس باراك أوباما قال أسبوعين عقب مقتل هذا الشاب أنه "إذا كان لدي ابن، كان سيشبه ترايفون"، مضيفة أن الرئيس الأمريكي كان يريد تهدئة الوضع، لا سيما عندما أكد في بلاغ له "إننا في بلد الحقوق، وأن هيئة قضائية قالت كلمتها". ومن جهة أخرى، اهتمت صحيفة (لوس أنجلس تايمز) بقضية إيدوارد سنودين الذي كان وراء التسريبات حول البرنامج السري للاتصالات الهاتفية والالكترونية للوكالة الأمريكية للأمن القومي، مؤكدة أن هذا الأخير لم يقدم بعد أي طلب للجوء السياسي لدى السلطات الروسية. ونقلت الصحيفة عن رئيس الدبلوماسية الروسية، سيرجي لافروف، قوله "ليست لنا أي اتصالات مع سنودين"، مشيرا إلى أن القانون الروسي يقضي بأن مسطرة اللجوء السياسي تبدأ من خلال وضع طلب لدى السلطات الروسية المكلفة بالهجرة.