تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة "فيسبوك"، صورة لشخص على سرير سيارة إسعاف أمام "مصحة النهار"، التابعة للمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير، يبدو في وضعية صحية حرجة. وأرفقت الصورة بتعليق يوضح أن الشخص يعاني من مرض ألزمه الفراش، وأنه كان على موعد مع طبيب بمصحة النهار. وبعدما قدم في الوقت المحدد، اضطر إلى قضاء يومه على سرير الإسعاف أمام باب المصحة تحت أشعة الشمس دون أن يحظى بأي فحص طبي. وأوردت مصادر هسبريس أن الشخص المعني قدم من منطقة ماسة، إقليم اشتوكة آيت باها، على متن سيارة إسعاف خاصة، لأنه كان على موعد مع طبيب بالمصحة المذكورة. وتعليقا على الصورة، قال الفاعل الجمعوي عبد السلام موماد: "الصورة تمس كرامة الإنسان، وتسائل واقع الصحة بالمنطقة، فمن غير المقبول إطلاقا أن نرى مريضا على سريره الطبي وهو يقاسي ألم المرض ويتجرع مرارة الانتظار تحت أشعة الشمس الحارقة، وفي الأخير لا ينال مراده في الفحص والعلاج". وربط المتحدث الواقعة بواقع المستشفى الإقليمي المختار السوسي ببيوكرى، في اشتوكة آيت باها، موردا: "لو تم تجهيز المستشفى وتعزيزه بالموارد البشرية اللازمة، لما اضطرت مثل هذه الحالات إلى تجرع ويلات التنقل الممزوجة بأوجاع المرض صوب المدن المجاورة". وتابع قائلا: "عوض ذلك، نرى إفراغ المستشفى الإقليمي من الأطر الطبية والتمريضية دون تعويضها، ونقف على نقص كبير في التجهيزات الطبية وشبه الطبية وفي التخصصات، وكل ذلك أمام الكثافة السكانية المرتفعة، على اعتبار أن الإقليم يستقبل يدا عاملة في المجال الفلاحي من مختلف جهات المغرب". وأعرب موماد عن أمله في أن تولي الحكومة المقبلة العناية اللازمة لهذا القطاع الاجتماعي الحيوي. وذهب كثير من المعلقين على الصورة بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى اعتبارها "تسائل ضمير الإنسانية، ووصمة عار على جبين مسؤولي قطاع الصحة". وفي معرض رده على الواقعة، قال الدكتور جامع العظم، مدير المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، إنه "مباشرة بعد تداول صورة المريض على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تم الشروع في فتح تحقيق في هذه النازلة، حيث تأكد حضور كافة الأطباء خلال ذلك اليوم، واستفاد جميع المرتفقين من الفحوصات اللازمة". وأضاف المسؤول ذاته: "لم نتلق أي شكاية من طرف المعني بالأمر، إلى درجة أننا لا نعرف حتى اسمه أو هويته حتى يسهل علينا إتمام التحقيق المفتوح، وتحديد ظروف وملابسات عدم استفادته من الفحوصات الطبية، وفق ما ادعاه المنشور الفيسبوكي".