في عددها الصادر يوم الثلاثاء الماضي نشرت جريدة "كيهان " ، إحدى كبريات الصحف الإيرانية المحافظة والمقربة من النظام ، خريطة تضم خمس دول عربية قالت إنها موضوع لمشروع أمريكي يمس بسيادتها ويدعو إلى قوقزتها . هذه الخريطة السرية التي حصلت عليها بدورها صحيفة التايمز الأمريكية ، تدور حول تقسيم ليبيا إلى أربع مناطق بأساليب حكم مختلفة تتنوع بين المشيخة والملكية والجمهورية، من بينها المناطق الإمارات المشكلة للملكة الليبية تاريخيا ( طرابلس، فزان وطبرقة) بالإضافة إلى مدينةٍ- دولة في مصراتة المعروفة بولائها لقبيلة القذاذفة المنحدر منها قائد الجماهيرية المقبورة . من المعروف أن آل السنوسي كانوا محط إجماع على توليهم مقاليد حكم المملكة الليبية الفدرالية مطلع العشرية الخامسة من القرن الماضي حيث عُرفت بضمها صوريا ( وليس رسميا ) لثلاث عواصم إدارية دون تمييز رغم أن دستورها كان ينص على أن طرابلس الغرب هي مقر ومركز إدارة شؤون البلاد والعباد . فهل ستقوقز دول المغرب بدورها خاصة أن تنوعها اللغوي والعرقي والديني ينذر بذلك خاصة في جارتنا الشرقية؟ من المؤكد أنها ستقسم هي كذلك بدورها إلى ثلاث مناطق متباينة تُظم كل واحدة بدورها ثقافيا و تاريخيا إلى دول المحيط (الغرب للمغرب، والشرق لتونس، والهگار كدولة مستلقة للطوارق الذين يعانون التهميش في كل جوانب الحياة اليومية بالرغم من احتوائها على 80 في المائة أو يزيد من احتياطي النفط و الغاز الجزائري . رَبِح المغرب رهانهُ مرفوع الرأس غانماً سالماً من أزمة الأزواد المالية ، وذلك بأن أكد على وحدة التراب المالي وسيادته على مجموع ولاياته بما فيها المناطق التي كانت ترزح تحت حكم أنصار الدين، الجماعة المدعومة من طرف جنرالات جيش قصر المرادية . نظن جازمين أن بلقنة أو قوقزة دول شمال إفريقيا إنما ينذر بزوال ريحها ومآلها لمصير ملوك طوائف الأندلس البائدة، فالحل يكمن في اللامركزية بل في جهوية متقدمة تقترب أكثر من الحكم الذاتي تحت سيادة وهيبة الدولة المركزية . "