وسط اتساع رقعة الاحتجاجات الرّافضة لبعض قرارات وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، خرجت عشرات الأطر التعليمية في وقفة احتجاجية، صباح اليوم الأربعاء، مطالبة الوزارة بضرورة الاستجابة لمطالبها الفئوية. البداية كانت مع مربيات ومربي التعليم الأولي العمومي، الذين نظموا وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التربية الوطنية، ردا على ما وصفوه ب"التضليل والمماطلة" في صرف الأجور المجمدة منذ الموسم الدراسي الماضي وإلى الآن. وحملت الأطر التعليمية الغاضبة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الرباطسلاالقنيطرة المسؤولية الكاملة عما ستؤول إليه أوضاع أقسام التعليم الأولي، من تهديد لاستقرار تمدرس المتعلمين والمتعلمات. وطالب المحتجون بالصرف الفوري للأجور المجمدة بدون وجه حق، وإنهاء الوضع المتأزم للمربيات والمربين، وخلق الشروط لأداء رسالتهم التربوية النبيلة. عبد الإله الجابري، عضو اللجنة الإدارية للجامعة الوطنية للتعليم، أكد أن "الوقفة تأتي بعد إغلاق باب الحوار على المستوى الجهوي والإقليمي في ما يخص أجور المربيات"، مبرزا أنه "يتم تجويعهن، إذ إن غالبيتهن لم يتلقّين أجورهنّ لما يقارب 10 أشهر". وشدّد المسؤول النقابي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن "المربية تعيش الاستعباد والجوع والقهر، ما يخالف الخطاب الرسمي لوزارة التعليم"، داعيا الوزارة الوصية إلى "الالتفاف حول هذه الفئة المحرومة من أجورها والحماية الاجتماعية والتصريح لدى صندوق الضمان الاجتماعي". وأورد المتحدث ذاته أن "جمعيات ريعية تستغل المربيات دون أن تتدخل الوزارة للحد من هذا الوضع"، مبرزا أن "واقع المربيات مزر وغير مقبول". من جانبها، قالت عائشة، وهي مجازة في تخصص اللغة العربية تشتغل في التعليم الأولي لما يقارب 15 سنة: "نحتج لأننا لم نحصل على الأجرة منذ ما يقارب 10 أشهر"، داعية السلطات إلى الاستجابة لمطالبهم، وهي: "الصفة القانونية والإدماج وتحسين الأجور". عبد المجيد الحريشي، نائب الكاتب الجهوي للجامعة الوطنية للتعليم، أكد أن "هناك تراتبية في الأولويات، إذ إن السلك ما قبل الابتدائي يجب أن يكون ضمن أولويات الوزارة، نظرا لخصوصية المتمدرسين"، مشددا على أن "المربين يعيشون وضعا مزريا وقهرا اجتماعيا لا مثيل له". وفي السياق التّصعيدي نفسه، نظمت الأطر الإدارية المتدربة داخل وزارة التربية الوطنية والتعليم وقفة احتجاجية أمام مقر الوزارة، داعية إلى إصدار المرسوم المؤطر للمسلك. عبد المجيد ماجي، إطار إداري متدرب بالرباط، قال بدوره: "نجسد اليوم هذه الوقفة من أجل المطالبة بإصدار مرسوم مؤطر للأطر الإدارية، يحفظ كرامة هذه الفئة"، مشددا على أن "الوزارة مطالبة بإحداث وتنظيم المراكز الجهوية لمهن التربية والتعليم". ودعا ماجي إلى حل مشكلة الأطر الإدارية المتدربة المرسبة، والسماح لها بالمرور إلى السنة الثانية من التكوين، مستنكرا ما وصفه ب"التدبير العشوائي للمراكز الجهوية للتربية والتكوين".