جلالة الملك يهنئ رئيسة جمهورية البيرو بمناسبة العيد الوطني لبلادها    المنتظم ‬الدولي ‬مطالب ‬بالتدخل ‬الحازم ‬لوقف ‬خطر ‬نظام ‬الجزائر ‬على ‬جواره ‬المباشر‮ ‬:‬    السيدة البرلمانية سلوى الدمناتي تهنئ صاحب الجلالة بالذكرى السادسة والعشرون لاعتلائه عرش المملكة المغربية    في حوار حصري مع الدار.. السفير الصيني لي شانغلين يغادر المغرب مطمئنًا: العلاقات الصينية المغربية أقوى من أي وقت مضى    المغرب ‬في ‬ظل ‬نمو ‬متصاعد ‬بوتيرة ‬متسارعة ‬و ‬بدينامية ‬دافعة    القوات المسلحة الملكية تحقق في أسباب وفاة ضابطين برتبة رائد ونقيب تحطمت بهما طائرة تدريب في مطار فاس-سايس (صور)    المدن التي ستحتضن مباريات نهائيات كأس العالم 2030، كما ورد في الملف الرسمي المعتمد لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)    بعثة المنتخب المحلي تصل إلى كينيا تمهيدا للمشاركة في بطولة إفريقيا    "الكوديم" يؤجل جمعه العام والانتخابي إلى موعد لاحق    مصرع ضابطين بالقوات الجوية في تحطم طائرة عسكرية بمحيط مطار فاس-سايس    احتفال بنهاية الموسم الدراسي بنكهة إفريقيا على شاطئ كابونيكر بمدينة المضيق.    بالزغاريد والأغاني والدموع.. اللبنانيون يشيّعون زياد الرحباني إلى مثواه الأخير    تايلاند وكمبوديا تتفقان على وقف غير مشروط لإطلاق النار    الفيفا يحدد مواعيد مواجهة أسود الأطلس لمنتخبي زامبيا والنيجر    الجيش الملكي يواصل تحضيراته بمباريات ودية استعدادا للموسم الجديد    رياض محرز: "المغرب بلد جار يتوفر على ملاعب وظروف جيدة.. وهذه أمور ستجعلنا في وضع جيد في الكان"    الأمم المتحدة: واحد من كل ثلاثة فلسطينيين بغزة لم يأكل منذ أيام    "الفاو": إنتاج المغرب من الحبوب دون المتوسط.. ويحتاج إلى استيراد 11 مليون طن    بورصة البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الانخفاض    انطلاق فعاليات الدورة ال13 لمهرجان "صيف الأوداية" بسهرات جماهيرية وإشادة بتجربة حياة الإدريسي    فيروز تلقي النظرة الأخيرة على نجلها زياد الرحباني    قاض إسباني سابق يدق ناقوس الخطر: "مدريد يجب أن تراجع علاقتها بالمغرب.. لقد أصبح قوة إقليمية    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الاثنين    توقعات أحوال الطقس لليوم الاثنين        بمشاركة المغرب .. انطلاق أشغال التقييم الثاني لحصيلة قمة الأمم المتحدة حول الأنظمة الغذائية        انخفاض سعر الذهب إلى أدنى مستوى في نحو أسبوعين    حقيقة احتراق غرفة كريستيانو في النمسا    فاس.. التأكيد على أهمية اعتماد استراتيجيات ومقاربات مبتكرة للاستفادة من الكفاءات المغربية والعربية المقيمة بالخارج (ندوة)    الإبادة مستمرة… إسرائيل تقتل 38 فلسطينيا في أنحاء غزة منذ فجر الاثنين    "الاتحاد الاشتراكي" ينادي بتعديل دستوري ومراجعة المنظومة الانتخابية    قتلى وجرحى في حادثة سير ضواحي ميدلت    سليم كرافاطة يكشف عن أغنيته الجديدة"مادار فيا"        هل الكاف تستهدف المغرب؟ زعامة كروية تُقلق صُنّاع القرار في القارة السمراء    الملحقة الإدارية الجديدة ''البركاوي'' تفتتح حملاتها بشاطىء''الجديدة''    جريمة قتل تهز حي بنديبان بطنجة إثر خلاف بين شابين    ترامب: لا توجد مجاعة في غزة.. ربما هم لا يتغدون جيدا    أنفوغرافيك | بخصوص تكاليف المعيشة.. ماذا نعرف عن أغلى المدن المغربية؟    حماس: مفاوضات وقف إطلاق النار لا معنى لها مع استمرار الحصار والتجويع    سخرية إيطالية من تبون: قرار تحت "تأثير الكأس" يعيد الحراكة إلى الجزائر    الناظور.. قطع زجاج في حلوى عرس تُرسل 16 مدعوًا إلى المستشفى            على ‬بعد ‬أمتار ‬من ‬المسجد ‬النبوي‮…‬ خيال ‬يشتغل ‬على ‬المدينة ‬الأولى‮!‬    الدكتور سعيد عفيف ل «الاتحاد الاشتراكي»: اليوم العالمي يجب أن يكون مناسبة للتحسيس وتعزيز الوقاية    اليماني: مجلس المنافسة تحاشى الحديث عن مدى استمرار شركات المحروقات في مخالفاتها    بين ابن رشد وابن عربي .. المصباحي يحدد "أفق التأويل" في الفكر الإسلامي    بيدرو باسكال .. من لاجئ مغمور إلى ممثل يعكس قلق العالم في هوليوود    صحة: اكتشاف "نظام عصبي" يربط الصحة النفسية بميكروبات الأمعاء لدى الإنسان    بعوض النمر ينتشر في مليلية ومخاوف من تسلله إلى الناظور    الوصول إلى مطار المدينة المنورة‮:‬‮ على متن طائر عملاق مثل منام ابن بطوطة!    اكتشافات أثرية غير مسبوقة بسجلماسة تكشف عن 10 قرون من تاريخ المغرب    المشي 7000 خطوة يوميا مفيد جدا صحيا بحسب دراسة        الحج ‬إلى ‬أقاليم ‬الله ‬المباركة‮! .. منعطف المشاعر    زمن النص القرآني والخطاب النبوي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ يحيى المدغري اقترف كبيرة وكسر الطابو.. حين ربط بين الذنوب وعقاب الله
نشر في هوية بريس يوم 01 - 02 - 2016


المشاهدات: 5٬153
هوية بريس – نبيل غزال
الإثنين 01 فبراير 2016
في أقل من 48 ساعة تناسلت المقالات، وتقاطرت التعليقات المنددة بما قاله خطيب جمعة مسجد حمزة بن عبد المطلب بحي سيدي موسى بمدينة سلا.
فقد جابت صورة الشيخ يحيى المدغري جل الجرائد الورقية والمنابر الإلكترونية، وبات موضوع خطبته قطب رحى نقاش مواقع التواصل الاجتماعي.
نعم هناك دفاعٌ كبير على طَرحِ الشيخ من فئات عريضة من المجتمع؛ لكن بالمقابل هناك استنكار أيضا من فئة قليلة العدد كبيرة العتاد، يمثلها سياسيون وحقوقيون وإعلاميون؛ خرجوا لينددوا بما قاله الشيخ الوقور ذو اللحية البيضاء.
فماذا قال يا ترى هذا الشيخ؟
وعلى من تجرأ حتى تقوم هذه القيامة؟
أقولها وأنا أعي جيدا ما أقول؛ فإن الشيخ يحيى قد اقتحم العقبة؛ واقترف منكرا عظيما، حين ربط بين وقوع الزلزال والذنوب والمعاصي، وقال إن بيع المخدرات التي تسمم أبناءنا لها صلة بما حدث من ظواهر جيولوجية طبيعية، وأن هذا الزلزال يرسله الله عقابا للبعض وفتنة وتمحيصا للبعض الآخر.
ففي المرجعية اليسارية والعلمانية عموما يعد هذا الربط من أكبر الكبائر، بل هو الفتنة، كما عبرت عن ذلك يومية إلياس العماري "آخر ساعة" على صفحتها الرئيسة اليوم بعنوان: "زلزال الفتنة.. يثير غضب الريف" (عدد الاثنين 01/02/2016).
فحتى إذا كان هذا الربط محسوما من الناحية الشرعية ومنتهيا؛ والآيات فيه كثيرة وواضحة، وأن الله تعالى أخبرنا في القرآن الكريم أنه عمَّ أقواما بعذاب كالريح، والإغراق في الماء، والظّلل (سحاب العذاب)، والخسف، وأرسل على آخرين الجراد والضفادع والقمل -التي ربما نعتبرها حشرات عادية تكثر عند الإخلال بشروط النظافة- عقابا بسبب اقتراف الذنوب والمعاصي والخروج عن حدود الله…
فحتى إذا كان هذا الأمر محسوما من الناحية الشرعية كما قلت؛ إلا أن إثارة هذا الموضوع لازال يعد من أكبر الطابوهات التي يرفض العلمانيون فتح النقاش حولها؛ ويصرون على ممارسة الإقصاء ضد كل من يثير هذا النقاش، ويرمونه بتهم معلبة جاهزة، حتى يكمموا فمه ويصادروا حريته.
لذلك فهم يسارعون في تبني لغة تحريضية عدائية ضد كل عالم أو خطيب يحاول إثارة مثل هاته الموضوعات، وأكثر من ذلك يلجؤون إلى الكذب الصراح لقمعه وإسكات صوته، وكمثال على ذلك المتابعة التي خصصتها يومية "الصباح" المعروفة بعدائها الكبير لكل العاملين في مجال الدعوة إلى الله، سواء من خلال المجالس العلمية أو خارجها، حيث ادعت على صفحتها الأولى أن خطبة الشيخ يحيى "خلفت استياء كبيرا في صفوف المصلين لأنه استغل الحادث ليربط عقوبة الله بالتجارة في المخدرات"، وهذا محض افتراء لأن الخطبة التي ألقاها الشيخ يحيى -كغيرها عادة- لقيت استحسانا كبيرا لدى الساكنة؛ لا استياء عارما كما ادعت الصباح التي مردت على الكذب الصراح.
هذا وقد استغلت اليومية المذكورة الفرصة لتصفية حسابها مع الخطيب المذكور، وادعت مرة أخرى أن "الخطيب السلفي المعروف بخطبه المتشددة ومهاجمته المستمرة لمهرجان "موازين" وتحريضه ضد السياسيين العلمانيين ضمنهم أحمد عصيد وهجومه اللاذع على فيلم نبيل عيوش ولبنى أبيضار" (الصباح؛ 01/02/2016).
أظن الأمر واضحا ولا يحتاج إلى كثرة كلام، فالصباح تُعلِم الرأي العام بكل صراحة أنها تغار على الفيلم الإيروتيكي "الزين اللي فيك"، والعروض الجنسية الإباحية ل"جينفر لوبيز"، وتدافع عمن يعادي الإسلام ويسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول أن رسائله إرهابية، فعادٍ جدا أن يعتبر منبر من هذا النوع وبهذه المرجعية خطيبا وسطيا متنورا مثل المدغري متشددا.
المثير فيما نشرته الصحافة اليوم حول هذا الموضوع هو ارتداء يومية "الأحداث" -التي يُغْني ذكرها عن التذكير بتاريخها ومواقفها وخطها التحريري- جبَّة عالم الدين، وتذكيرها بكل "ورع" أن الخطيب عليه "ألا يحرض الناس على الناس"، وأن من يعرفون حقيقة الدين الإسلامي "يعرفون أن رحمة الله وسعت كل شيء وأن الحق سبحانه وتعالى لا يؤاخذنا بذنوبنا ولا بذنوب السفهاء منا" (الأحداث 01/02/2016).
لو لم أتمالك نفسي لذرفت عيناي واقتنعت بوعظ "الأحداث" الإرجائي الذي يخالف النصوص الواضحة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
إن ما حدث مع الشيخ يحيى اليوم قد حرك ذاكرتي ورجع بها إلى أكثر من 11 سنة للوراء، وبالضبط إلى سنة 2005 حين كتب الأستاذ حسن السرات، رئيس التحرير السابق ليومية "التجديد" مقالته "السياحة الجنسية وزلزال تسوماني"، فقامت ثائرة الأقلية المتسلطة، وحركت آلتها الإعلامية لتصف تحليل السرات ب"عوة التهديد الظلامي"، و"الجريمة المعنوية ضد الإنسانية"، وتقوم بعدها فعاليات يسارية بوقفة استنكارية أمام مقر "التجديد".
فهذا الاستكبار العلماني والمصادرة لقناعات الآخرين ليسا قاصرين على المغرب فحسب، فهو شامل لكل دول العالم الإسلامي، وحوادث مشابهة وقعت في كل من تونس والأردن والسعودية وغيرها.
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو: لماذا يخاف العلمانيون من الربط بين الظواهر الطبيعية والذنوب والمعاصي، هل لأن هذا الربط يحيل على مرجعية غيبية يعتبرونها رجعية فقط؟!
أم لأن هذا الربط يفشل مشاريعهم التي تهدف إلى إقصاد الدين عن كافة مناحي الحياة، ويحيلنا مباشرة على سؤال ملح آخر وهو كيف نرفع غضب الله ونجلب مرضاته؟
أكيد أن التعاطي مع هذا الموضوع داخل المغرب أو خارجه يتم من خلال مرجعيتين متناقضتين، وجب علينا استحضارهما ونحن نخوض هذا النقاش، مرجعية تصدر عن القرآن الكريم وسنة سيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم-، ومرجعية أخرى تلغي المقدس والغيب والميتافيزيقا من قناعاتها وتحليلها، وتفصل عالم الغيب عن عالم الشهادة، وتعتبر الربط الذي ورد في النصوص الشرعية بين الذنوب والظواهر الكونية أساطير وخرافات.
وهي لا تجرأ طبعا على البوح بهذه المعتقدات علانية، لكنها تصرف قناعاتها في محاربة من يقوم بهذا الربط الكوني الشرعي، تماما كما يحدث اليوم مع الشيخ الوقور ذي اللحية البيضاء يحيى المدغري.
من أجل كل ذلك فهم يعدونه مخطئا وداعيا للفتنة.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.