وجهت امرأة عجوز في عقدها الثامن بخريبكة، رسالة استغاثة ورحمة إلى ابنتها وجميع السلطات والجمعيات الاجتماعية والإنسانية، من أجل التكفل بها وتوفير حضن جماعي والاهتمام بها، وهي في آخر سنوات حياتها، بعد تخلي ابنتها بالتبني عنها ورميها بمدينة أبي الجعد- اقليمخريبكة. وتكلفت دموع وحركات اليد في الإنابة عن توجيه رسالة استغاثة، من العجوز الى ابنتها التي تدعوها الى زيارتها ونقلها إلى دفء منزلها والاهتمام بها في آخر سنوات عمرها. كما اختارت مجموعة من النساء «الصباح»، لمخاطبة المسؤولين عن تدبير الشأن العام والمحلي بمدينة خريبكة، لزيارة المرأة المتخلى عنها وايجاد مرفق عمومي لاحتضانها والاهتمام بحاجياتها. وترقد المرأة المسنة منذ حوالي ستة أشهر بمصلحة الطب العام بالمستشفى الإقليمي للمدينة. وأكدت تصريحات مصادر طبية مشرفة على علاجها، أنها فاقدة حاسة البصر والسمع معا، مضيفة أن وضعها الصحي مستقر وتعاني الوحدة وعدم الاستقرار النفسي بالمستشفى. واعتبر متحدث إلى»الصباح» أن نقل المرأة المسنة إلى إحدى دور العجزة، سيخلق نوعا من الاستقرار النفسي لها وسيساهم الاهتمام المعنوي والاجتماعي في تحسن وضعها الصحي. وحسب إفادات مسؤول بالمستشفى الاقليمي للمدينة، فقد تم استقدامها من طرف السلطات المحلية لمدينة أبي الجعد إلى المستشفى للعلاج، خلال شهر يوليوز الماضي بعد العثور عليها معزولة بأحد الدواوير النائية المحيطة بمدينة أبي الجعد. وأكد طبيب مشرف على المريضة، أنه بعد القيام بالفحوصات الطبية اللازمة واستكمال مراحل العلاج، التي كللت بتحسن وضعها الصحي، ظلت المرأة المسنة ترقد بجناح الطب العام، تحت رعاية إحدى جمعيات المجتمع المدني والمحسنين، في غياب تام لأي اهتمام من طرف عائلتها. وأشارت تصريحات بعض النساء اللواتي يتابعن العلاج بالمصلحة ذاتها، إلى احتمال أن المرأة العجوز كانت تعيش رفقة إحدى بناتها بمدينة أبي الجعد، وبررن ذلك أنها ظلت تردد بحروف واضحة أثناء الأيام الأولى للعلاج اسم "نجمة" ابنتها بالتبني. واضطرت مجموعة من الجمعيات والنساء والأطر الطبية بخريبكة، الى ضرورة التنبيه الى الوضع المأساوي الذي تعيشه المرأة العجوز المتخلى عنها، والذي يستدعي العناية المستمرة والمتواصلة، لأنها مسنة، إلى جانب أنها مقعدة وفاقدة حاسة البصر والسمع معا، ما يدعو المسؤولين عن تدبير الشأن العام والمحلي بمدينة خريبكة، الى التدخل من أجل إنقادها من الضياع النفسي والمعنوي الذي يهددها بالموت البطيء، علما أن العديد من جمعيات المجتمع المدني محليا وبعض المحسنين وأطر ووممرضات المستشفى الاقليمي ظلوا ينعمون عليها بالعناية والاهتمام خلال كل المناسبات الدينية والأعياد.