حكومة أخنوش تقود تحولا استراتيجيا في الحكامة الترابية للصحة    المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية: المغرب بلدٌ مانح للخبرة والتضامن العلمي    استقبال الصحفي محمد البقالي في مطار الدار البيضاء بعد ترحيله من إسرائيل    توظيف مبلغ مالي مهم من فائض الخزينة    سجن تولال 1 ينفي منع زيارة نزيل ويؤكد احترام الإجراءات المعتمدة    مشروع ربط كهربائي بين المغرب والبرتغال يفتح آفاقًا جديدة للتكامل الطاقي بين ضفتي المتوسط    المغرب يهدي 2000 طن من الأسمدة لدعم الأمن الغذائي في غانا وتعزيز التعاون الزراعي بين البلدين    البيعة المتجددة.. تجسيد للوفاء والوحدة في عيد العرش المجيد 2025    في ذكرى عيد العرش: الصحراء المغربية وثلاثة ملوك    أكديطال تستحوذ على مستشفى سعودي    بورصة الدار البيضاء .. أداء إيجابي في تداولات الافتتاح    الرقم الاستدلالي للأثمان عند الإنتاج الصناعي والطاقي والمعدني خلال شهر يونيو 2025: النقاط الرئيسية الواردة في مذكرة المندوبية السامية للتخطيط    ارتفاع ‬مؤشر ‬‮«‬مازي‮»‬ ‬إلى ‬مستوى ‬قياسي ‬جديد ‬يعكس ‬ثقة ‬المستثمرين ‬ويستدعي ‬يقظة ‬لضمان ‬الاستدامة ‬    منظمتان ‬دوليتان ‬توصيان ‬المغرب ‬بتسريع ‬وتيرة ‬اعتماد ‬فلاحة ‬أكثر ‬مرونة ‬وإنتاجية    مستشار ‬ترامب ‬بالجزائر ‬بعد ‬زيارة ‬خاطفة ‬لباريس :‬    في أديس أبابا.. المغرب يدعو إلى إحداث صندوق دولي للأمن الغذائي بإفريقيا    مسلح يقتحم برجا بنيويورك ويخلف 4 قتلى بينهم شرطي    تحذيرات أممية: الجوع والموت ينتشران بسرعة مروعة في قطاع غزة    قراران ‬ينتهكان ‬القانون ‬الدولي: ‬رفض ‬الدولة ‬الفلسطينية ‬و ‬ضم ‬الضفة ‬الغربية    السيدة الأولى لجمهورية السلفادور تزور بالرباط مركز محمد السادس للبحث والابتكار    لاعب سابق للمنتخب الفرنسي يحاكم في البرازيل    فليك يتخذ قرارا حاسما بشأن شتيغن    بسبب مبابي.. ريال مدريد يخطط لبيع فينيسيوس            إسبانيا تسجل أرقام قياسية في عبور المسافرين والمركبات نحو المغرب    "قاتل الشياطين" يحطم الأرقام القياسية في اليابان    مات مرتين .. في وداع زياد الرحباني صمتت فيروز    هند زيادي تُشعل منصة كلميم وتواصل نجاحها ب"انسى"        متى ينبغي إجراء الفحوص الدورية على العينين؟    استخدام الهاتف في سن مبكرة يهدد الصحة العقلية    الجامعة تحتج لدى الكاف بشأن إلغاء ضربة جزاء في نهائي "كان" السيدات    هولندا تستدعي السفير الإسرائيلي وتفرض حظرا على دخول سموتريتش وبن غفير        مصرع 30 شخصاً وإجلاء عشرات الآلاف في بكين بسبب أمطار غزيرة    كيوسك الثلاثاء | صادرات قطاع الطيران تتضاعف ثلاث مرات في ظرف عشر سنوات        أندونيسيا: زلزال بقوة 6,3 درجة يضرب قبالة مقاطعة آتشيه    قصف روسي يقتل سجناء بأوكرانيا    توقعات طقس اليوم الثلاثاء بالمغرب    المحليون يجرون أول حصة في نيروبي    هكذا ودع لبنان زياد الرحباني.. لم تبكِ فيروز وحدها.. بكت بيروت والحارات والمسارح التي غنى فيها        غانا تسجل أول حالة وفاة بفيروس جدري القردة "إمبوكس"    تطوان تحتفي بحافظات للقرآن الكريم    دراكانوف وقاسمي يختتمان المهرجان المتوسطي بالناظور    تصفيات كأس العالم 2026.. فيفا يحدد تاريخ مباراة الأسود وزامبيا    المال والسياسة: زواج المصلحة أو طلاق القيم    بالصدى .. قوافل ل «تكريس» العوز و«الهشاشة»    احتفال بنهاية الموسم الدراسي بنكهة إفريقيا على شاطئ كابونيكر بمدينة المضيق.    ما علاقة السكري من النوع الثاني بالكبد الدهني؟        انطلاق فعاليات الدورة ال13 لمهرجان "صيف الأوداية" بسهرات جماهيرية وإشادة بتجربة حياة الإدريسي    سليم كرافاطة يكشف عن أغنيته الجديدة"مادار فيا"    على ‬بعد ‬أمتار ‬من ‬المسجد ‬النبوي‮…‬ خيال ‬يشتغل ‬على ‬المدينة ‬الأولى‮!‬    الوصول إلى مطار المدينة المنورة‮:‬‮ على متن طائر عملاق مثل منام ابن بطوطة!    اكتشافات أثرية غير مسبوقة بسجلماسة تكشف عن 10 قرون من تاريخ المغرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحة المدرسية بالرشيدية: اسم بدون مسمى
نشر في بوابة قصر السوق يوم 08 - 01 - 2010

اعتبرت مصادر من نيابة التعليم بالرشيدية أن "الصحة المدرسية" قاصرة في خدماتها، وأنها ظلت، حتى الآن،
اسما بدون مسمى، ومجرد مكتب من مكاتب النيابة، يكتفي بمهمة "ورقية" تتمثل في إنجاز تقارير عن "الحملات"! التي تنجزها مصالح وزارة الصحة بالمؤسسات التعليمية (الرمد الحبيبي، الإسهال...) وعن الحوادث المدرسية، والتأمين... دون إستراتيجية ولا برامج ولا أي عمل ميداني.
وما ظل يحول دون عمل هذا المكتب، حسب المصادر نفسها، هو غياب التوجيه المركزي، والافتقار إلى الموارد البشرية اللازمة، المؤهلة والمبدعة، واللوجستيك الضروري، وتمسكه هو الغريق بغريق آخر هو المصالح الإقليمية لوزارة الصحة، هذا، ناهيك عن واقع المؤسسات التعليمية غير المساعد، سيما أن جلها، خصوصا بالعالم القروي، في وضعية متدهورة بلا ماء ولا مراحيض... بل إن بعضها يفتقد إلى حجرات لائقة. كما أن جل المؤسسات التعليمية لا تتوفر على مصحات، ما يفرض على الأطباء والممرضين أن يعملوا، إن قدر لهم أن يعملوا، داخل قاعات غير ملائمة، وهو ما يحد من فاعليتهم، ويضاعف معاناة التلاميذ مع الأمراض وسوء تغذية.

وإلى ما سلف، تنضاف التعويضات الهزيلة المخصصة للأطباء المتعاقد معهم، المكلفين بالإشراف الطبي على الداخليات، والتماطل في أدائها، وغياب وسائل النقل والوقود لتنقل الأطباء بين المستشفيات والمؤسسات التعليمية، لذلك، فإن أغلب التلاميذ الداخليين لا يستفيدون من أي فحوصات، بما فيها تلك الخاصة بالكشف عن الأمراض المعدية، كما لا تخضع معظم مطاعم المؤسسات التعليمية وداخلياتها لأدنى مراقبة لجودة الأكل، وقيمته الغذائية، وصلاحيته، إذ أنها لا تخضع لزيارات الأطباء ومراقبي المواد الغذائية، ونادرا ما يتم الإعلان عن برنامجها الغذائي الأسبوعي. ت التأهيلي! مع أنه يفترض أن تتضمن معطيات حول صحتهم، ونتائج ما أجري لهم من فحوصات طيلة مرحلة دراستهم، من التعليم الأولي إلى العالي.
وهذا أيضا ما يؤدي إلى أن تبقى أغلبية الدفاتر الصحية للتلاميذ "عذراء" حتى بعد مغادرة هؤلاء للتعليم الثانوي التأهيلي! مع أنه يفترض أن تتضمن معطيات حول صحتهم، ونتائج ما أجري لهم من فحوصات طيلة مرحلة دراستهم، من التعليم الأولي إلى العالي.
وأضافت مصادر "الصباح" دليلا آخر على تردي واقع الصحة المدرسية، ويتمثل، حسبهم، في داء الليشمانيوز المستفحل، حاليا، بمنطقة ملاعب والريصاني وألنيف... دون أن يبالي به المكتب المعني أو غيره من المسؤولين أو يواجهوه بما يلزم من جدية رغم خطورته!
لما سلف، لا غرابة أن تكون الظروف الصحية بالمؤسسات التربوية دون المستوى المطلوب.
للإشارة، فمطلع هذا الموسم، انضافت إلى مهام مكتب الصحة المدرسية مهمة متابعة مرض أنفلونزا الخنازير بالمؤسسات التعليمية، وعملية التلقيح بها، وملفات أخرى جاء بها المخطط الاستعجالي، منها: تدبير المخاطر، والحقيبة والنوادي الصحية...
غير أن الإشكال هو أن رجال التعليم، إداريين ومربين، يتعاملون مع هذه المستجدات، ومع غيرها من ملفات المخطط الاستعجالي، باللامبالاة نفسها التي ألفوا التعامل بها مع "مشاريع الإصلاح" السابقة، وذلك، لأن القائمين على شؤون المخطط الاستعجالي دأبوا على إنزال مذكراتهم ومشاريعهم دون اعتبار لمن سيفعلها، ويعمل على تصريفها، ودون أي تواصل جاد معه، ما يهدد بإفشال هذا المخطط...
ولأن الصحة إحدى أبرز الحقوق التي تكفلها اتفاقية حقوق الطفل، ولأن التلميذ لا يستطيع أن يتعلم ما لم يتمتع بصحة جيدة، ولأنه في هذه السن يكون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض العادية والمعدية، وللإصابات والحوادث، ولأنه فيها أيضا يكتسب السلوكيات المتعلقة بالحياة عموما، وبالصحة بصفة خاصة، ولأن الصحة المدرسية تهدف إلى المحافظة على صحة المجتمع المدرسي، فقد دعت العديد من الفعاليات إلى وجوب تعزيزها، وتفعيل أدوارها، والارتقاء بها وبصحة المجتمع، عبر وضع إستراتيجية وطنية للصحة المدرسية، وتوفير البنية التحتي والتجهيزات الضرورية، وتسطير برامج وأنشطة تستهدف ضمان تعليم جيد، والنهوض بالمدرسة المغربية، وكل ذلك لن يتأتى إلا بتضافر الجهود بين الأسر والجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، والتواصل بينها.
علي بنساعود (عن جريدة الصباح، بتاريخ 7 يناير 2010)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.