قال عبد المغيث بنمسعود تريدانو أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، ورئيس المجلة المغربية للعلوم السياسية والاجتماعية، إن النموذج التنموي لن ينجح دون مشروع مجتمعي، ودون الإقلاع بالمدرسة العمومية. وأضاف تيردانو في الندوة الدولية التي نظمتها المجلة، اليوم الخميس بالرباط، بشراكة مع جامعة محمد الخامس بالرباط، ومؤسسة “هانس زايدل”، حول “الدولة الوطنية- العولمة والنموذج التنموي”، أن النموذج التنموي لن ينجح أيضا إذا رهنا أنفسنا بتعليمات وتوصيات البنك الدولي.
وأوضح تيردانو أن جميع الدول التي نجحت انطلقت من داخلها وبنت مشروعا وطنيا لنفسها ومنها الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسبانيا. وأبرز تيردانو أنه علينا اليوم أن نتساءل لماذا نجحت دول مثل رواندا وإثيوبيا وحققت قفزات اقتصادية وبقينا نحن نحصد الفشل؟. وأشار نفس الأستاذ الجامعي أن المشكل يكمن في أن إشكالية الفاعل السياسي في المغرب لم تحل بعد، يضاف إليه أن تاريخ وثقافة بعض المجتمعات تكون في بعض الأحيان معرقلة لعملية التنمية. وأكد توريدانو أن التنمية تحتاج أولا وقبل كل شيء إلى إرادة سياسية، وثانيا يأتي تطوير المدرسة، لأن كل التجارب التي نجحت اعتمدت على إصلاح المدرسة. وأشار تريدانو أن النموذج التنموي في الأصل لن يكون مطروحا كمشكل، إن لم نحل كل هذه المعضلات التي ذكرت سابقا. وشدد نفس المتحدث أن المغرب لم يحقق لا تنمية ولا ديمقراطية، مؤكدا أنه لا يمكن الفصل بين الاثنين. واعتبر تريدانو أن النموذج التنموي يتطلب الديمقراطية والإصلاح الحقيقي، ومنه الإصلاح العاجل للمنظومة التربوية. وأكد تيردانو أن المغرب يحتاج اليوم إلى الثقة، وهذا ليس مجرد شعار يمكن أن يردد على عواهنه، فالزعيم الفرنسي شارل ديغول قال سابقا “وحدها المجتمعات التي تبني مشروع ثقة يمكنها النجاح”. وشدد تيردانو على أن المغرب يحتاج إلى تطوير منظومته التعليمية وإرساء سياسة اقتصادية مستقلة، إذا أراد النجاح.