أبرز متدخلون مختصون معاناة المتعاطين المصابين بداء فقدان المناعة "السيدا"، داعين إلى ضمان حقوقهم الصحية. جاء ذلك في لقاء رقمي نظمته "جمعية حسنونة لمساندة متعاطي المخدرات"، مساء أمس، تحت عنوان "المخدرات،السيدا وكوفيد 19″، وشارك فيه مجموعة من المختصين والمهتمين من المغرب ولبنان والبحرين، تخليدا لليوم العالمي لداء فقدان المناعة البشري/السيدا. وفي هذا الصدد، أكدت الدكتورة فاطمة الزهراء السرغيني طبيبة مختصة في طب الادمان وعضوة مكتب جمعية حسنونة لمساندة متعاطي المخدرات، على أهمية مجابهة الوصم والتمييز الذي يتعرض له الاشخاص المتعاطين للمخدرات المتعايشين مع الفيروس، معتبرة هذا السلوك يؤزم من وضعهم الصحي ويؤثر سلبا على ضعهم الصحي، كما يكون له تأثير على استمرارية العلاج. وأشارت المختصة، إلى أهمية التثقيف الذاتي من خلال مقاربة التثقيف بالنظير ومجموعات الدعم الذاتي في التصدي لانتشار نقل الفيروس وكذا تعاطي المخدرات نظرا لقدرة هؤلاء في نقل المعلومة بشكل صحيح وبسيط، مؤكدة على العوامل الذاتية والمحيط وكذلك الثقافية تؤثر في بناء الثقة واستمرارية العلاج. وأبرزت الدكتورة أنه وخلال مرحلة الكوفيد 19 كان هناك حرص كبير على وصول الأدوية البديلة للأشخاص المتعاطين للمخدرات وفق إجراءات تضمن السلامة، مضيفة، أن "جمعية حسنونة لمساندة متعاطي المخدرات"، وطيلة مرحلة كوفيد لم تتوقف ولو يوم واحد، مشيرة إلى أنشطتها الاعتيادية الى جانب متعاطي المخدرات فقد عملت من خلال خلية متخصصة الى الاستماع الى الاشخاص المتعاطين خلال هده المرحلة نظرا للضغط النفسي الذي يسببه الادمان وانتشار كوفيد. كما عملت الجمعية، تضيف المتدخلة، على ضمان الاستفادة من العلاجات البديلة ودلك بنقل الدواء الى المتعاطين الى منازلهم بسبب صعوبة التنقل خصوصا القاطنين بالمدن المجاورة مثل القصر الكبير، العرائش، أصيلة والقصر الصغير، وذلك من خلال التنسيق مع القطب الطبي. من جهتها، أكدت سمية رشيدي، ممثلة مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض ، أن وزارة الصحة، بذلت مجهودا مضاعفا خلال مرحلة كوفيد خصوصا، مشيرة إلى أن الهدف هو ضمان ولوج الخدمات الصحية على جميع المستويات بالنسبة لفئة متعاطي المخدرات وكذا المتعايشين مع فيروس داء المناعة المكتسب "السيدا"، فالرهان هو أن لا يتوق إمداد هذه الفئة بالأدوية والبدائل الافيونية "الميتادون" بالنسبة لمتعاطي المخدرات، الأمر الذي فرض عليهم التنسيق القطاعي بين المؤسسات الصحية مراكز طب الادمان وكذلك جمعيات المجتمع المدني. وأشارت المتدخلة، أن متعاطي المخدرات المتعايشين مع الفيروس المسبب للسيدا هم مواطنين ولهم كل الحق في الاستفادة من العلاج، كما أكدت أن المعدل المتوسطي للأشخاص الذين يستفيدون من الفحص العلاجي الطبي والنفسي وصل الى 14886 في السنة. ووفق الإطار بمديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض ، فإن المرضى الذين يعالجون في مراكز طب الادمان من سنة 2017 الى غاية 2019 وصل الى 40640 منهم يستفيدون من العلاج بالميتادون، 2169وأكثر من 100 شخص يتابع علاجه بالميتادون بالمؤسسات السجنية. أما اللبناني " إيلي الاعرج" المدير التنفيدي لشبكة منارة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا للحد من مخاطر استخدام المخدرات، أكد على أن هناك غياب لأرقام دقيقة حول عدد المتعاطين للمخدرات وكذا المصابين بالسيدا وهذا ينعكس سلبا على إمكانية التدخل ووضع استراتيجيات، بمنطقته. كما سجل أن هناك مشكلة عدم الالتزام السياسي لدى الحكومات فيما يخص التصدي للسيدا فهو حسب رأيه لا يشكل أولوية للحكومات، معتبرا أن هذه المشكلة تؤثر على التمويل وبالتالي على وضع خطط استراتيجية للتصدي للوباء خصوصا مع انتشار أخر وهو كوفيد 19 مما يؤزم الوضع الصحي والاجتماعي للأشخاص المتعاطين للمخدرات، مشيرا إلى أن هناك مليون و17 ألف 573 مستخدم للمخدرات عن طريق الحقن في منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا وهو رقم يخص 12 دولة فقط. وأفاد المتدخل، أن الدول التي تنفذ فيها مقاربة التقليص من المخاطر هي فقط أربعة منها المغرب ولبنان، و العلاج بالبدائل ينفد في 7 دول منها فلسطينالامارات إضافة الى المغرب ولبنان وأفغانستان، مؤكدا على ضرورة اعتراف الحكومات وتتبنيها لمقاربة التقليص من المخاطر وتأمين الخدمات الصحية والاجتماعية واحترام حقوقهم. هذا، وأشار المختص، إلى أن بلداننا تعرف مهاجرين بفعل الحروب والمشاكل الاجتماعية، وهو ما يجعلنا أمام وضعية عدم معرفة العدد الحقيقي للمصابين بالسيدا وكذلك المتعاطين للمخدرات مما يعيق عملية الترافع. أما حسن طريف من دولة البحرين، ومنسق شبكة منابود، فقد أكد في مستهل مداخلته إلى أن جل المتعاطين للمخدرات والمتعايشين مع فيروس السيدا يتعرضون للوصم والتمييز، وهو ما يزيد من هشاشتهم وأديتهم لأنفسهم. واستعرض المتدخل، تجربته الشخصية مع فيروس السيدا، معتبرا نفسه ضحية للمعلومات الخاطئة حول المرض والاحتقار، من زاد من تأزيم وضعه خلال السنوات الأولى، معتبرا أن الوضع الان بدأ يتغير مع انخراط المجتمع المدني وتنظيم المتعاطين للمخدرات في إطار مجموعات الدعم.