بعد صيف اتسم باكتظاظ مروري خانق على المحور الشمالي لمدينة أكادير، تتزايد الدعوات لتسريع استكمال الطريق المدارية في اتجاه تغازوت وإيمي ودار، باعتبار أن هذا التمديد يشكل مدخلاً أساسياً لفك الاختناق عن محور استراتيجي وتعزيز الولوج إلى أربعة أقطاب سياحية رئيسية على الساحل الأطلسي الشمالي: تغازوت، وإيمي ودار، والمحطة السياحية المرتقبة بأغروض، ثم جماعة إمسوان. ومع اختتام موسم الصيف 2025 الذي شهد إقبالاً غير مسبوق على شمال أكادير وما ترتب عنه من ضغط على الطريق الوطنية رقم 1، التي تخضع بدورها لأشغال توسعة بين أورير وتغازوت، يبرز مطلب التوسيع كأولوية، خصوصاً أن المنطقة تحتضن مشاريع سياحية صاعدة. وتأتي في المقدمة محطة "تغازوت باي" التي استقطبت في 2024 أكثر من 234.900 سائح، وسجلت ما يفوق مليون ليلة مبيت مع طموح لبلوغ 300 ألف زائر سنوياً، يليها قطب إيمي ودار الذي جرى تطويره ضمن برنامج "بلادي" الموجه للسياحة الداخلية، ثم المحطة الشاطئية بأغروض، وأخيراً جماعة إمسوان التي تعرف بدورها إقبالاً متزايداً وتحتضن مشروعاً سياحياً مدمجاً يهدف إلى توفير فضاء استثماري جديد.
التمديد الذي أطلقته وزارة التجهيز والماء عبر المديرية الإقليمية للتجهيز والنقل واللوجستيك بأكادير إداوتنان، يندرج ضمن برنامج التنمية الجهوية لسوس-ماسة (2024-2027)، ويُنظر إليه كرافعة للتنمية الاقتصادية والسياحية، إذ يعزز الولوجية ويربط أكادير مباشرة بمراكز الجذب السياحي، بما من شأنه إحداث نقلة في حركة التنقل الإقليمي ودعم فرص النمو. وبالموازاة مع ذلك، يتواصل تنفيذ المحاور الطرقية المهيكلة، من بينها الشق الثالث من الطريق المدارية شمال شرق، الذي يربط ميناء أكادير بمطار المسيرة انطلاقاً من مدار "أباراز" بالحي المحمدي. وقد رُصد لهذا المشروع غلاف مالي يتجاوز 171,7 مليون درهم، ونالته شركتا "أطلس للأشغال العمومية" و"GITP" بعد تقديمهما العرض الأكثر تنافسية. ويمتد هذا الجزء على نحو 29 كيلومتراً، على أن يُنجز خلال 24 شهراً في إطار برنامج التنمية الحضرية لأكادير (2020-2024)، بهدف تخفيف الضغط عن حركة الشاحنات وتقليص زمن التنقل وضمان انسيابية المرور داخل المدينة. أما بخصوص التمديد في اتجاه تغازوت، فقد ارتكزت الدراسات المنجزة على مرحلتين: الأولى تمهيدية لتحديد الممر العام للمشروع، والثانية تعريفية تضبط الشروط التقنية والمعايير التصميمية للمسار والمنشآت الخاصة، إضافة إلى الجوانب الجيولوجية والزلزالية والهيدرولوجية. وقد خلصت هذه الدراسات إلى تحديد الممر النهائي مع اقتراح بدائل محلية عند الاقتضاء. ويغدو بذلك تمديد الطريق المدارية شمال شرق أكادير نحو تغازوت وإيمي ودار خياراً استراتيجياً لا يقتصر على معالجة إشكالات الازدحام المروري الصيفي، بل يمتد ليشكل ركيزة لإقلاع سياحي واقتصادي مستدام بالمنطقة.