اشتدت الهجمات الإسرائيلية على مدينة غزة الثلاثاء، مخلفة عشرات القتلى والمصابين، في وقت أعلن فيه الجيش بدء عملية عسكرية "مكثفة" ضد حركة حماس، فيما تباهى وزير الدفاع يسرائيل كاتس بأن "غزة تحترق". وقال كاتس في تدوينة عبر منصة "إكس": "الجيش الإسرائيلي يضرب بقبضة من حديد (...) لن نلين ولن نتراجع حتى اكتمال المهمة"، تزامنا مع قصف عنيف استهدف منازل مأهولة وأسفر عن عشرات الشهداء والمفقودين تحت الأنقاض.
المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي أكد عبر "إكس" بدء عملية موسعة لتدمير "البنية التحتية لحماس" في مدينة غزة، داعيا السكان إلى التوجه جنوبا عبر شارع الرشيد. وقال إن "البقاء في المدينة يعرضكم للخطر"، مشيرا إلى أن أكثر من 40 بالمئة من السكان غادروها بالفعل. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلن بدوره أمام المحكمة المركزية في تل أبيب، حيث يمثل في قضايا فساد، أن الجيش بدأ "عملية مكثفة" على غزة، في خطوة اعتبرها مراقبون توظيفا سياسيا في ظل محاكمته. ليل الاثنين – الثلاثاء، عاش الفلسطينيون واحدة من أعنف الليالي منذ بداية الحرب، إذ قُتل 35 شخصا على الأقل في قصف جوي ومدفعي متواصل، تخللته عمليات نسف لمنازل سكنية بواسطة روبوتات مفخخة. وارتفعت الحصيلة صباح الثلاثاء إلى 38 قتيلا بينهم نساء وأطفال، وفق مصادر طبية. في شمال غربي غزة، استُهدفت منازل متلاصقة تعود لعائلات زقوت وحمد وعاشور قرب مفترق الأمن العام، ما أدى إلى مقتل ثمانية فلسطينيين بينهم أطفال ونساء، وإصابة أكثر من 40 آخرين، فيما ما يزال العشرات تحت الأنقاض. وفي حي الدرج شرق المدينة، أدى قصف منزلين مأهولين لعائلتي طه ومسعود إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، فيما تواصلت عمليات انتشال الجثث وسط دمار واسع. كما انتشلت فرق الإنقاذ جثامين 20 شخصا من تحت أنقاض منازل مدمرة في هجمات متفرقة، بحسب مصادر طبية. في حي الصبرة جنوبغزة، قتل أربعة فلسطينيين في قصف استهدف منزل عائلة الهندي، بينما أصيب عدد من النساء والأطفال في قصف منزل لعائلة صيام في مخيم الشاطئ غرب المدينة. وفي محيط مدرسة حمامة بحي الشيخ رضوان، أصيب مدنيون جراء قصف مدفعي، فيما واصل الجيش عمليات نسف المنازل باستخدام الروبوتات المفخخة. المقاتلات الإسرائيلية شنت أيضا سلسلة غارات متتابعة استهدفت منطقتي المخابرات والكرامة شمال غربي المدينة. وفي وسط القطاع، استشهد أب وأم وطفلتهما في قصف منزل عائلة تمراز بدير البلح، بينما أصيب نازحون جراء قصف استهدف خيمة بمخيم البريج. طواقم الدفاع المدني والإسعاف واصلت طوال الليل البحث عن ناجين وسط الركام، فيما وصفت المستشفيات الكبرى مثل الشفاء والمعمداني الوضع ب"الكارثي" مع تدفق عشرات الجرحى والقتلى.