بقلم المؤرخ عبد الحميد بريري كانت أخطر فتوى في تاريخ المغرب ، تتعلق بتسليم العرائش للاسبان خلال القرن 17 لما علم الشيخ المامون أن ما سيقوم به أو قام به سيثير غضب الشعب المغربي وسخطه استفتى العلماء قبل هروبه إلى اسبانيا. أولهم كان محمد بن ابي الحسن من اولاد الحاج البقال المعروف بالأغصاوي الذي انتفض بكلمة حق في وجه سلطان ظالم واغلظ له في القول أبان فيها عن حسه العميق بوطنيته ودينه ولازالت رسالته الجوابية على استفتائه من قبل المامون شاهدة على مانقول ، رنانة ومدوية بكلماتها وألفاظها وعباراتها التي تدك بها الجبال وتهد بها الأركان غير مبال بما سينتظره امام سلطان طاغية ، رافضا أن يوافق له عن ذلك لما فيه من حرمة شديدة بناء على حجج دامغة احتوتها رسالته . كان مصيره السجن حتى مات ضربا ولم يتنازل سنة 1017 ه / 1607- 1608 م . المامون لما فشل في أخذ الشرعية الدينية من أقرب أصدقائه العلماء ستعمى بصيرته وسيقوم بالتسليم دون غطاء شرعي بعدما انهزم أمام اخيه زيدان منافسه على العرش ليفر إلى اسبانيا لغرض التسليم الممهد له باتصالات سابقة من طرف سماسرة بينه وبين فليبي الثالث مقابل مساعدته على استرجاع عرشه فتم الإتفاق ونفذ ذلك . ولما راى شدة ردود الفعل على ما قام به عاد ليستفتي علماء فاس بعد أن اقدم على فعلته التي راها قد أجلبت عليه نقمة شعبه التي تخوفها من قبل . العلماء منهم ، استبراء لدينهم : فر العالم الحافظ احمد بن يوسف الفاسي وأبي عبدالله محمد الجنان صاحب الطرر على المختصر والشيخ ابي علي الحسن الزياتي شارح جمل ابن المجراد واختفى عن الأنظار العالم الجليل المقري صاحب كتاب نفح الطيب .فيما افتى علماء بجواز ذلك منهم الفقيه محمد بن قاسم بن القاضي بناء على النازلة التي عرضها المستفتي بقوله"أنه لما وغل بلاد العدوالكافر واقتحمها كرها بأولاده وحشمه منعه النصارى من الخروج من بلادهم حتى يعطيهم ثغر العرائش ن وأنهم ما تركوه خرج بنفسه حتى ترك لهم اولاده رهنا على ذلك فهل يجوز له أن يفدي اولاده من أيدي الكفار بهذا الثغر أم لا ؟ "أجابوه : "بأن فداء المسلمين سيما اولاد امير المومنين سيما اولاد سيد المرسلين (ص)من يد العدو الكافر بإعطاء بلد من بلاد الإسلام له جائز وأنا موافقون على ذلك ." بسبب هذا قتلت العامة من الناس محمد بن قاسم بن القاضي بالقرويين عشاء يوم الإثنين 21 ذي الحجة 1040ه . أما المستفتي المامون فقتله أبو الليف قبل المفتي سنة 1013 ه بسبب فعلته