غداة سحب قرعة كأس العالم 2026، أفردت وسائل الإعلام البرازيلية حيزا مهما للمجموعة الثالثة التي تضم البرازيل والمغرب إلى جانب اسكتلندا وهايتي، معتبرة أن أسود الأطلس يشكلون الخصم الأكثر إثارة للقلق بالنسبة ل"السيليساو" منذ الدور الأول. واتفقت التعليقات المنشورة خلال الساعات الأخيرة على كون المنتخب المغربي سيدخل المونديال محمولا بزخم "يبعث على القلق"، ويستدعي تقديرا واسعا داخل البرازيل. وأبرزت قناة "سي إن إن البرازيل" أن المغرب هو "صاحب أفضل إنجاز مونديالي" بين منتخبات المجموعة، مستحضرة المسار التاريخي نحو نصف نهائي مونديال قطر 2022. كما ذكرت بأن المملكة، المتصدرة للكرة الإفريقية، كانت أول منتخب من القارة يحسم تأهله إلى مونديال 2026 بفوز عريض (5-0) على النيجر في شتنبر الماضي، مسترسلة في سلسلة كاملة من ثماني انتصارات في ثماني مباريات في التصفيات. من جانبها، توقفت قناة "إي إس بي إن البرازيل" عند سجل المواجهات بين المغرب والبرازيل، حيث أشارت إلى فوز المنتخب البرازيلي (3-0) في مونديال 1998، والانتصار المغربي (2-1) في المباراة الودية بطنجة سنة 2023، بهدفي سفيان بوفال وعبد الحميد الصابيري، معتبرة أن تلك النتيجة "ما زالت حاضرة بقوة في الذاكرة البرازيلية". وفي تعليق لاقى انتشارا واسعا على شبكات التواصل، رأى الصحافي أوبيراتان ليال (إي إس بي إن البرازيل) أن "البرازيل ستستهل مشوارها أمام أقوى فرق المجموعة: المغرب". واعتبر أن المنتخب المغربي صعب المراس ومنضبط وقوي، مشيرا إلى أن انتهاء المباراة بالتعادل "لن يكون مفاجأة على الإطلاق". وأشار ليال أيضا إلى نوع من الحذر الذي تثيره المواجهات الأخيرة بين الطرفين: فوز المغرب وديا سنة 2023، وخسارة البرازيل أمامه في فئتي الأولمبي والشباب، ثم تأهل مغربي بركلات الترجيح في فئة أقل من 17 سنة. أما إذاعة "إيتاتيايا" فأبرزت المسار اللافت لأسود الأطلس في مونديال قطر، حين أطاحوا ببلجيكا وإسبانيا والبرتغال، قبل مغادرة البطولة في المركز الرابع. وفي مقاربة أكثر اعتمادا على الأرقام، عنونت "غازيتا إسبورتيفا" مقالها ب: «خصم البرازيل: هكذا تجاوز المغرب التصفيات بسهولة». وركزت الجريدة على معطيات "من شأنها إرباك أي منافس"، مثل نسبة استحواذ بلغت 63.5 في المائة في التصفيات، وفاعلية هجومية "تحمل بصمة منتخبات كبرى"، إضافة إلى دفاع "يتسم بثبات نادر". وبحسب الصحيفة، فإن مباراة البرازيل الأولى، المقررة في 13 يونيو أمام المغرب، "ستتطلب أقصى درجات التركيز". من جهته، سلط موقع "ميتروبوليس" الضوء على الجيل الحالي بقيادة وليد الركراكي، واصفا المنتخب بأنه يضم لاعبين ينتمون أو سبق لهم أن لعبوا في كبريات الدوريات الأوروبية، من قبيل ياسين بونو، وحكيم زياش، ونصير مزراوي وسفيان أمرابط. واعتبر أن الأمر يتعلق بمجموعة متجانسة وذات خبرة، تشكل إحدى نقاط قوة كرة القدم الإفريقية. وبنبرة أكثر جرأة، نقلت "تريفيلا" تصريحا لتييري هنري قال فيه: "لن يفاجئني أن ينهي المغرب الدور الأول متقدما على البرازيل"، بشرط أن يحافظ المنتخب على مستواه الحالي. وذكر الموقع كذلك بفوز المغرب مؤخرا بكأس العالم لأقل من 20 سنة. أما موقع "جي. إي. غلوبو" فقد أشار، تحت عنوان "خشية من المغرب وارتياح لتفادي النرويج"، إلى أن ردود فعل البرازيليين على شبكات التواصل جاءت سريعة، باستحضار الهزيمة في مباراة 2023، والتعبير عن توجس واضح من مواجهة أسود الأطلس، مقابل الشعور بالارتياح لوجود اسكتلندا عوض المنتخب النرويجي. كما نقلت وسائل إعلام برازيلية عدة أولى تصريحات الناخب الوطني وليد الركراكي عقب القرعة في واشنطن، حيث قال في حديثه ل"تي في غلوبو"، "إنه لشرف أن نلعب أمام البرازيل. لكننا سننظر في أعين منافسينا. ستكون مباراة كبيرة، ولينتصر الأفضل". وستجرى المباراة بين المنتخبين في 13 يونيو، حيث يفتتح البرازيل والمغرب معا منافسات المجموعة الثالثة. وهي مباراة لا تبدو، بناء على التحليلات البرازيلية، سهلة ولا محسومة، إذ يعتبر كثيرون أن هذا اللقاء الأول قد يحدد مبكرا مصير مجموعة يظهر فيها أسود الأطلس، أكثر من أي وقت مضى، كخصم من العيار الثقيل.