كثر الحديث في الآونة الأخيرة ، في أوساط جمعوية و جامعية والنخبة المثقفة الأمازيغية ،(كثر الحديث) عن جدوى تبني الطرح العلماني في مقاربة قضاياهم الحقوقية و الهوياتية العادلة.لكن في المقابل ،تنامت أصوات أخرى من القوميين العرب. كالعادة تشجب وتندد بهذا الاختيار متهمة كل حامل أو مروج له بالزندقة و الكفر ونشر ثقافة الآخر باعتبار أن العلمانية كما يعتقدون ثقافة مستوردة كما هو الشأن بالنسبة للديمقراطية وحقوق الإنسان و الحريات... لكن،قبل الخوض في هذا السجال،لابأس أن نذكر بمفهوم العلمانية حتى ينقشع اللبس عن الذين في أعينهم غشاوة و الذين يحبون رؤية الأشياء بمنظار خاص بهم لا بمنظار العقل و المنطق.فالعلمانية في أبسط تعاريفها تعني اصطلاحا فصل الدين والمعتقدات الدينية عن السياسة والحياة العامة،وعدم إجبار الكل على اعتناق وتبني معتقد أودين أو تقليد معين لأسباب ذاتية غير موضوعية. من هنا تتضح الأسباب والدواعي التي جعلتهم(الأمازيغ) يختارون هذا التوجه العلماني دون غيره، ومن هذه الأسباب نذكر: 1. قطع الطريق أمام الفكر المطلق الذي لا وجود له في الواقع؛ 2. العلمانية لاتتيح الفرص لوجود فكر الشيخ والمريد؛ 3. تتيح الفرص للكل لإبداء آرائهم في المجالات التي تهم مصلحة الشعب ولايهمها المذهب أو الدين الذي تنطلق منه... لكن لهؤلاء القوميين العرب نقول ألم تبنى القومية العربية أساسا على العلمانية؟، ألم تكن القومية العربية عبارة عن حركة سياسية وفكرة متعصبة تدعو إلى تمجيد العرب، وإقامة دولة موحدة لهم، على أساس من رابطة الدم واللغة والتاريخ وإحلالها محل رابطة الدين، وهي صدى للفكر القومي العلماني الذي ظهر في أوربا ؟ الم يقل أحد منظريها ساطع الحسري أن" العناصر الأساسية في تكوين القومية العربية هي وحدة اللغة و وحدة التاريخ،وما ينتج عن دلك من مشاركة في المشاعر والمنازع ،وفي الآلام والآمال"؟،بل أن آخرا بلغت به الجرأة حد قول: هتوني عبدا يجعل من العرب أمة ************* وسيروا بجثماني بدين برهم سلام على كفر يوحد بيننا ************* وأهلا وسهلا بعده بجهنم. أليست هده علمانية متطرفة ؟،كي لا نصفها بشيء آخر، أما وأن ننتقد الآخرين دون أنفسنا، فهذا من منطق حلال علينا حرام عليكم ،منطق ولى زمانه.