نظم بفندق “جنات الزيتون” بمراكش حفل توقيع الإصدار الحكائي الأول “حكايا شعبية” للكاتبة والصحفية “لمياء الخلوفي” الصادر عن دار النشر العالمية، حضر مجريات الحفل العديد من الفعاليات الإعلامية والفنية وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي والفني بالمدينة الحمراء، وهو مؤلف يجمع بين ثناياه العديد من الخصائص الفنية والإبداعية باللهجة الدارجة، منظوم بايقاع زجلي وبنفس سردي نثري دارج يعود بالقارئ الى عالم ألف ليلة وليلة والى التراثيات الشعبية المحكية على لسان الجدات والحكواتين الذين كانوا ومازالوا يؤثثون فضاء ساحة جامع الفنا وغيرها من الساحات والفضاءات المغربية الأخرى التي عرفت بهذا النمط الحكائي. وأشار الأستاذ “أحمد سميح” المسؤول عن الإخراج الفني للكتاب في كلمته على أهمية المؤلف الذي ينهل من عمق التراث الشفوي المغربي، مؤكدا في ذات السياق أنه يشكل إضافة نوعية وسيساهم في إغناء النقاش حول مجموعة من التفاصيل والأحداث المرتبطة بالتراث المحكي الشعبي، وذكر الباحث والصحفي حسن البوهي في سياق قراءته لمضمون الإصدار أن أهمية المؤلف الحكائي “حكايا شعبية” لكاتبته الأستاذة لمياء الخلوفي تكمن في محتواه الحكائي والفني، وفي الظرفية التي جاء فيها التي تتزامن مع تسارع وثيرة خطاب العولمة والنظام المعولم والإنفتاح الأعمى لدى عدد كبير من فئات المجتمع المغربي على الثقافات الغربية عبر مجموعة من الوسائط والمؤثرات السمعية والبصرية التي جاءت مع تطور وسائل الإتصال الحديثة، فساهم هذا الوضع في إحدى تبعاته السلبية في تكريس طابع الاستلاب الثقافي لدى عدد كبير من الشباب المغربي والعربي، الذي أصبح يعرف عن الثقافات الأجنبية أكثر مما يعرفه عن ثقافته الأم ومن ثمة تظهر أهمية المؤلف”حكايا شعبية” في امكانية مساهمته في إعادة التوازن لصالح كفة الثقافة المحلية المغربية وسط التيار الجارف لمظاهر الثقافة الغربية، من منطلق النبش في الذاكرة والتراث واستثمار كل ماهو ايجابي لمواكبة تحديات العصر والتعامل بمنطق النقد الإيجابي مع الثقافات الأجنبية في أفق التأسيس لانفتاح متوازن بعيد عن التبعية والوصاية، وفي سياق أخر أشار الصحفي والباحث حسن البوهي أن الكاتبة “لمياء الخلوفي” من خلال مؤلفها الحكائي “حكايا شعبية” أسدت خدمة كبيرة للأجيال اللاحقة من أجل الإطلاع على تراث الأجداد الذي أصبح يختفي تدريجيا، مسجلا في هذا الإطار ضعف اليات التوثيق التي أنتجت صورة ضبابية حول مجموعة من الأحداث والمحطات التاريخية المهمة، وخلفت رؤية تعتمية حول مجموعة من الرموز والشخصيات التي أعطت الشيء الكثير للتاريخ والتراث المغربي، وانتقد نفس الباحث اعتماد المؤلفة في الكتابة على اللهجة الدارجة العامية التي لا تضبطها القواعد المتعارف عليها في اللغة التي تتأسس على مجموعة من الأسس والنظائم، مما يحكم على المؤلف الحكائي حسب رأيه بمحدودية وقطرية الانتشار في المناطق التي تجاد وتفهم فيها اللهجة الدارجة فقط دون ان يمتد لباقي الأقطار الأخرى. تميز الحفل بإلقاءات الزجلية ساهم فيها كل من الزجال الشاب عدنان الهمص والأستاذة سلوى بنعزوز، وفواصل موسيقية من أداء العازف نور الدين بوشفرة والمجموعة الغنائية سيموراي. حسن البوهي لمراكش بريس