قال المصطفى عليه الصلاة والسلام " إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدًا." ومن بين هذه النفحات الربانية ذكرى الإسراء والمعراج التي تعد من أعظم معجزات المصطفى عليه الصلاة والسلام. وقد خص الباري عز وجل لها في القرآن الكريم سورة كاملة ألا وهي سورة الإسراء التي افتتحها العلي القدير بقوله الكريم : " سُبْحَٰنَ اَ۬لذِےٓ أَسْر۪يٰ بِعَبْدِهِۦ لَيْلاٗ مِّنَ اَ۬لْمَسْجِدِ اِ۬لْحَرَامِ إِلَي اَ۬لْمَسْجِدِ اِ۬لَاقْصَا اَ۬لذِے بَٰرَكْنَا حَوْلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنَ اٰيَٰتِنَآۖ إِنَّهُۥ هُوَ اَ۬لسَّمِيعُ اُ۬لْبَصِيرُۖ" كما وردت في الإسراء والمعراج أحاديث صحيحة السند تصف وصفا دقيقا إسراء النبي عليه الصلاة والسلام الى مسجد القدس حيث صلى بجميع الأنبياء والرسل قبل أن يعرج الى سدرة المنتهى والتي قال فيها الله تعالى في سورة "النجم": " وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ، عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ، ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ ، وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ ، ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ، فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ، مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ ، أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ ، وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ، عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَىٰ ، عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ، إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ ، مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ ، لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ. وهناك في سدرة المنتهى فرضت الصلاة على المسلمين وكانت عطاء ربانيا لهذه الأمة المحمدية حتى تكون صلتها بالباري عز وجل كما يحب ويرضا لها الله ورسوله.