أقول لقطر ولكل دولة تؤوي إرهابيين: إمّا أن تطردوهم أو تسلّموهم للعدالة، لأنّه إن لم تفعلوا ذلك، سنفعله نحن. بهذه العبارة، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي في كلمة مسجّلة له، أمس الأربعاء، عقب قصف الدوحة، موجهاً رسالة تحذيرية للعالم مفادها: "أنا ربكم الأعلى". الرجل المطلوب للعدالة الدولية بجرائم حرب، والممنوع من دخول عدد من الدول، يقدّم نفسه مفسِّراً للإرهاب كما يشاء. فمن غير الممكن أن يقدم "طفل أمريكا المدلّل" كما سماها تشارلز بلاها والذي كان يمثل مدير الأمن وحقوق الإنسان في وزارة الخارجية الأمريكية، على فعل كهذا من دون مباركة من "أمّه"، التي تحتضن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الخليج، والتي تقع في قطر "قاعدة العديد". وبعيداً عن التفسيرات التي ساقها المحللون بشأن هذا التصعيد، مما يعكس رغبة نتنياهو في المضيّ قدما بالحرب بلا نية لوقف إطلاق النار، مستنداً إلى دعم حليفته التقليدية التي تغدق عليه النعم ليستمر في حماقاته، ضارباً عرض الحائط بكل ما قدّمته قطر من جهود ومساعٍ دبلوماسية لتهدئة التوترات.