بوليساريو تهاجم مقر اعتصام شباب الثورة والعملية رعتها الجزائر بمخيمات تندوف أفاد شهود عيان أن عناصر مسلحة تابعة لبوليساريو هاجمت الاثنين الماضي مخيم «شباب الثورة الصحراوية» الذي أنشئ منذ شهر أمام الكتابة العامة للجبهة بالرابوني، للمطالبة برحيل عبد العزيز المراكشي. وأكدت المصادر ذاتها أن عملية الهجوم تمت في حدود الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وأشرف عليها قائد الناحية العسكرية السادسة، إذ تمت مداهمة المخيم واعتقال ثلاثة شباب كانوا يتولون مهمة الحراسة الليلية للمخيم أو مايعرف ب"الخفارة"، واقتيدت عناصر "شباب الثورة الصحراوية" إلى مكان مجهول غرب منطقة تدعى "الشهيد الحافظ". وأفادت مصادر من تندوف أن عملية الاقتحام تمت بأمر من والي "الرابوني" المدعو "سلمة مناك". وتكونت القوة المهاجمة، تضيف المصادر ذاتها، من خمسين فردا حلوا بالمخيم على متن سيارتين للدرك وسيارة للشرطة المدنية، وتم هدم خيام الاعتصام الثلاث ومصادرة جهازي كمبيوتر وكاميرا تصوير وأجهزة صوت ومحرك كهربائيا إضافة الى الهواتف المحمولة. كما تم إخلاء مكان الاعتصام ومحو شعار "إرحل" الذي تمت كتابته على الطريق المؤدية الى الكتابة العامة للجبهة، حيث يوجد مكتب زعيم الانفصاليين. وأضافت المصادر ذاتها أن الجزائر هي التي تقف وراء عملية قمع احتجاجات "شباب الثورة الصحراوي" الذي سبق له أن نظم وقفات احتجاجية يطالب فيها برحيل قادة الجبهة، ويتهمهم بالفساد ونهب أموال المساعدات الإنسانية الموجهة إلى سكان المخيمات والتورط في تعذيب المعارضين في سجون الجبهة السرية. يأتي ذلك، في الوقت الذي يوجد فيه زعيم الجبهة في زيارة إلى جنوب افريقيا، وقيام شركة جزائرية بتهيئة البنية التحتية لمشروع سيتم بناؤه أمام مقر الكتابة العامة للجبهة بالرابوني، حيث يوجد مخيم المعتصمين، وهو ما كان مبعث استغراب من قبل ملاحظين، خاصة أنه من غير المعقول، تضيف المصادر ذاتها، أن يتم بناء مشروع أمام المقر المركزي للجبهة في الوقت الذي توجد مساحات شاسعة بإمكانها أن تستوعبه. وفي أول رد فعل لهم، اتصل شباب الثورة الصحراوية بالمفوضية السامية لغوث اللاجئين بتندوف لإبلاغها بهذا الاعتداء، كما دعوا الى اجتماع طارئ لدراسة كيفية الرد على هذا الهجوم المنافي للأعراف الدولية، والذي يكرس استمرار تعامل قيادة بوليساريو مع شباب المخيمات بمنطق الحديد والنار. وجاء في رسالة الشباب الصحراوي،«لقد ظل نضال واحتجاج الشباب سلميا رغم محاولات بعض أطراف النظام الدفع به نحو التصعيد تارة بالتحريض وتارة بالوعيد الشديد، إلا أن الشباب ظل متمسكا بسلمية إحتجاجه الذي يكفله له القانون والأعراف الدولية، واليوم تأتي أطراف لتلعب بالنار في زمن الثورات العربية، فهل كانت هدية العودة من قبل بعض الأشخاص لهرم المؤسسة الأمنية هي التنكيل بالشباب. لقد ولى زمن القمع الممنهج والموت الغامض في سراديب الرشيد واعظيم الريح، فهل يعي العائدون عمق الرسالة !». وسبق لمنتمين لشباب الثورة الصحراوية أن اعتقلوا بسبب الإدلاء بتصريحات لصحف أجنبية ومنظمات حقوقية دولية يفضحون فيها ممارسات التنكيل والقمع الذي يتعرض له شباب تندوف، بعد تنامي وتيرة الاحتجاجات بالمخيمات في إطار التفاعل مع مجريات الربيع العربي.