قضية الأستاذ الخنوسي بنيابة بتطوان: أكبر "سكانضال" يسجل في تاريخ الاكاديمية الجهوية طنجةتطوان ثلاث وثلاثون سنة، عمر من الزمن قضاه الأستاذ محمد الخنوسي مسافرا ومتنقلا بين مؤسسة تعليمية و أخرى، و قد آمن بأن التعليم رسالة نبيلة لا تضاهيها رسالة، و أن لا تنمية بلا تربية ولا تربية بدون تضحية. من مجموعة مدارس "أعواذن" بالناظور حيث حط الرحال في خريف سنة1981 كانت بداية ذ.محمد الخنوسي ، ومنها إلى "مجموعة مدارس جبل الحبيب"، فمجموعة "مدارس وادلاوبتطوان. كان يوم 5 شتنبر سنة 1998، نقطة تحول في مسار ذ.محمد الخنوسي، بعد أن غادر حجرة الدرس معلما بجوار بيته، ليصبح مديرا لمجموعة "مدارس بني صالح" بشفشاون سنة 1998، منخرطا وملبيا لنداء حكومة اليوسفي بالإصلاح، تشبيب الإدارة وتخليق الحياة العامة و..الخ.، ليعود بعدها إلى تطوان بمجموعة "مدارس اشروردة" سنة 2000، قبل أن يلتحق بإدارة مجموعة "مدارس إرقادن" بوادي لاو من سنة 2002 إلى سنة 2011. يروي ذ.محمد الخنوسي، كيف أن تفاؤله وإيمانه بالعمل الجاد بمدينة واد لاو انتعش برهة بمقدم والي ولاية تطوان آنذاك محمد اليعقوبي إلى وادي لاو في أول زيارة له، ورغم علمه القبلي بتلك الزيارة ،فإنه لم يكن ليتصور أن تكون المدرسة التي قضى بها تسع سنوات من التهميش الممنهج والإقصاء المدروس موضوع زيارة مسؤول رفيع المستوى، ويذكر الأستاذ الخنوسي انه بعد أن اخبره احد أعوان السلطة في مكتبه بتواجد السيد الوالي بالمؤسسة خرج لاستقباله فوجده منهمكا في حديث مع احد الأساتذة بينما الأخير يضرب بيده على مفتاح الكهرباء الموضوع مكانه صوريا فقط. لقد كانت كلمات السيد الوالي تعبر عن عدم رضاه بالحالة الكارثية التي كانت عليها المؤسسة يقول الخنوسي، دون حارس ودون منظف ودون كهرباء رغم وجود الشبكة على بضعة أمتار، ما اضطره إلى أن يؤكد للسيد الوالي اليعقوبي، وأمام جموع المرافقين له، أنه لم يدخر جهدا في المطالبة بتأهيل المدرسة التي بلغت بها حالة الإهمال مبلغا خطيرا، خصوصا وأنها توجد بمحاذاة المقبرة ولولا آفة انفلونزا الخنازير لكانت ستبقى دون ماء أيضا ولكان متعلموها سيبقون يخرجون على قبور أهاليهم وأجدادهم حتى مجيئه، وانه راسل غير ما مرة وبالأدلة الدامغة النيابة الإقليمية والولاية أيام الوالي المباركي والديوان الملكي وكتب في الصحف منددا ومستنكرا، إضافة إلى المراسلات المتعددة التي وجهتها جمعيات آباء التلاميذ شرقا وغربا دون طائل لأن النيابة كانت تنظر بنظرة دونية لتلك المؤسسة، نظرة تحكم تعاملها مع كل الطلبات الواردة منها وبالأخص تلك التي كانت تتعلق بحقوق التلاميذ وكرامتهم كمغاربة. كانت صدمة كبيرة بالنسبة للسيد الوالي ان يجد باب المدرسة بدون حارس ولكن ما لم يكن يعرفه معاليه هو أن الخنوسي حين استلمها لم يكن لها باب إطلاقا وإنها كانت مفتوحة في وجه المتسكعين والمهاجرين السريين، وانه هو من زودها به بعد أن قام بتأسيس أول جمعية للآباء وحثها على الاتصال بالمحسنين لجمع ثمن الباب وان أول من ساهم في العملية كان الباشا الحنفي جازاه الله خيرا. ما إن غادر الوالي وادي لاو يضيف الخنوسي دائما حتى بدأت المكالمات الهاتفية تتوالى تباعا من النيابة مخبرة بتعيين الحارس وشركة التنظيف والربط بالكهرباء، وبعد يومين مباشرة حل رئيس مصلحة الشؤون التربوية بالمؤسسة مستنطقا المدير عن مضامين الحوار الذي دار بينه و الوالي وعن الأجوبة التي قدمها المدير ، وبعد أن أيقن أن الإدارة مرتاحة لأسلوب تعاملها من المستجد وان الكرة عادت لشباك المصالح النيابية التي كانت وراء الوضع المشين واللا مشرف حسب تعبير الوالي آنذاك، لجأ إلى أسلوب الوعد والوعيد. لم يمر سوى يوم أو يومان عن الزيارة حتى بدأت آلة الإصلاح و الترميم تدور وما كان غير ممكن بحسب ذرائع المسؤولين بالنيابة حيال المؤسسة طيلة سنين وسنين سار متاحا وممكنا في رمشة عين، بحسب ذ.الخنوسي، لكن ومع كامل الأسف اتضح أن هناك من لم يرقه الأمر. و يلتحق الأستاذ الخنوسي بمدرسة ابن خلدون الابتدائية بتطوان بعدها، ليبدأ فصل جديد من فصول "السكانضال"، بحسب تعبير الخنوسي سيناريو محبوك للإطاحة بالمدير، مهما كلف الثمن من غدر و خبث وخيانة للأمانة، مدير جدي ومتفان في العمل، ويرفض التلاعب بمصالح فلذات أكباد المواطنين .... يتبع...