مازالت ساكنة مدينة المضيق تنتظر تفعيل المرسوم الخاص بإلحاق منطقة كابونيكرو إلى المجال الترابي لمدينة المضيق، بعدما صدر منذ أكثر من ثمان سنوات المرسوم الخاص بتفعيل هذا الإجراء القاضي بضم منطقة الرأس الأسود، التي كانت تابعة للجماعة الترابية مرتيل قبل صدور هذا المرسوم، إلى مدينة المضيق. وكانت الحكومة قد صادقت على مشروع مرسوم رقم 2-10-050 بتغيير المرسوم رقم 2-08-520 الصادر في 28 أكتوبر 2008، بتحديد قائمة الدوائر والقيادات والجماعات الحضرية والقروية بالمملكة وعدد الأعضاء الواجب انتخابهم في مجلس كل جماعة، كما وقع تغييره وتتميمه بالمرسوم رقم 2-09-320 الصادر في 11 يونيو 2009، بقصد إدخال تعديلات على التقسيم الخاص ببعض الجماعات التابعة لإقليم تطوان وعمالة المضيقالفنيدق. وكان هذا المرسوم يقضي بإلحاق مجموع المنطقة السياحية للرأس الأسود (كابو نيكرو) بالنفوذ الترابي لجماعة المضيق التابعة لعمالة المضيقالفنيدق بهدف، حسب ما صرح به الناطق الرسمي للحكومة في حينه، ضبط هذا المجال السياحي الحيوي وضمان حسن تدبيره وتنميته بشكل متوازن ومنسجم. وتتساءل ساكنة مدينة المضيق عن سر عدم تفعيل العامل السابق على عمالة المضيقالفنيدق هذا المرسوم رغم صدوره في الجريدة الرسمية، ومطالبة العديد من ساكنة المضيق بتحقيق هذا المطلب بالنظر لما سيشكله قرار إلحاق هذه المنطقة بالمضيق من دينامية اقتصادية مهمة لفائدة المدينة. وستشكل منطقة الرأس الأسود قاعدة خلفية لمجموعة من المداخيل المالية لصندوق جماعة المضيق؛ حيث تضم هذه المنطقة عشرات الوحدات الفندقية التي تؤدي الضرائب للجماعة، إضافة إلى وجود مساحات شاسعة من الأراضي الحضرية الغير مبنية والتي ستشكل بدورها مصدر ماليا ضريبيا لفائدة جماعة المضيق. ورغم تنزيل المصالح التقنية لجماعة المضيق لمجموعة من التدخلات التي تهم الإنارة العمومية والنظافة بهذه المنطقة، إلا أن التحصيل الضريبي ما زال يتم لفائدة جماعة مرتيل، وهو ما يطرح إشكالات قانونية على المسؤول الأول الجديد بعمالة المضيقالفنيدق البحث عن حلول عاجلة لها. في سياق متصل، كانت مجموعة من جمعيات المجتمع المدني بمدينة مرتيل قد أصدرت بيانات تنديدية بصدور مرسوم إلحاق الرأس الأسود بالمضيق وتقطيعه من المجال الترابي لمدينة مرتيل، معتبرة هذا الإجراء بمثابة “الموت المحقق” لمدينة مرتيل، خصوصا بعد القرار الأخر الذي ألحق المنطقة الصناعية بمدينة تطوان في وقت سابق. فهل يتدخل ياسين جاري عامل عمالة المضيقالفنيدق لتفعيل قرار إلحاق كابونيكرو إلى مدينة المضيق أم أن حالة الارتباكات ستبقى مستمرة.؟