انطلقت، صباح اليوم الثلاثاء، برحاب كلية أصول الدين بتطوان، ندوة علمية دولية في موضوع "الإمام أبو بكر ابن العربي المعافري وتراثه: قراءات وأنظار". وجاءت الندوة التي يشرف على تنظيم فعالياتها كل من شعبتي"الفلسفة والفكر الإسلامي والحضارة" و "أصول الدين وتاريخ الأديان"، بتنسيق مع مركز دراسات الدكتوراه "الدراسات العقدية والفكرية"، -جاءت- بمناسبة مرور 900 سنة على وفاة الإمام العلامة القاضي أبي بكر ابن العربي المعافري دفين فاس (ت 543 ه)، واحتفاء بذكراه. وشهدت أشغال الندوة، افتتاح قاعة جديدة للمؤتمرات والندوات برحاب كلية أصول الدين، تم تشييدها بشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي ومجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة. وفي ذات الصدد، عبر رئيس جامعة عبد المالك السعدي بوشتي المومني، عن سعادته العارمة بتواجده بكلية أصول الدين لافتتاح القاعة المذكورة، موضحا أن هذا الإنشاء يعتبر إنشاء جيدا للكلية من شأنه المساهمة في إعطاء إشعاع لها فضلا عن الجامعة. وتابع رئيس الجامعة في حديثه لبريس تطوان، أن جهة طنجةتطوانالحسيمة تعد الثانية وطنيا من حيث المؤهلات التي تتوفر عليها فيما يخص الجانب الروحي والدراسات الانسانية والعقائدية، مبرزا أنه باعتبار كلية أصول الدين "وحيدة على الصعيد الوطني، لا بد من إعطاءها الأهمية التي تستحق". كما توجه بوشتي المومني بالشكر الجزيل لعميد الكلية وطاقمه من أساتذة وإداريين على المجهودات الكبيرة التي يتم بذلها في سبيل العلم والمعرفة. من جهته قال عميد كلية أصول الدين محمد الفقير التمسماني، إن الحدث الذي تعيشه الكلية تاريخي وغير مسبوق، اهتزت فيه مشاعر الفرح والامتنان، متوجها بالشكر الجزيل لعامل صاحب الجلالة، ورئيس مجلس الحهة، ورئيس جامعة عبد المالك السعدي ، ورئيس جماعة تطوان، ورئيس المجلس الاقليمي بتطوان، فضلا عن رؤساء المجالس العلمية والمؤسسات التابعة للجامعة. وأوضح الدكتور التمسماني ، أن القاعة التي سيتم افتتاحها تعد معلمة ومفخرة لكلية أصول الدين وقيمة مضافة لها، مشيرا إلى أن هذا الافتتاح يتزامن مع ندوة علمية قيمة تحتفي بالتراث المعرفي للإمام العلامة القاضي أبي بكر ابن العربي المعافري. هذا ويشارك في الندوة التي ستتواصل أشغالها ليومين، ثلة من الأساتذة الباحثين من داخل وخارج أرض الوطن، يُسلطون من خلالها الضوء على 6 محاور أساسية: صورة ابن العربي المعافري من عموم تراثه، ابن العربي والوحي، ابن العربي وأصول الدين، ابن العربي وأصول الفقه، ابن العربي والفقه، وكذا ابن العربي والتصوف. وتهدف المبادرة إلى التعريف بتراث هذا الإمام العلامة الواسع والعميق، والذي ازداد بإشبيلية بالأندلس ودُفن بفاس العالمة، من خلال الإطلاع على الحقول المعرفية المتعددة التي اشتغل فيها، علم الكلام، التفسير، الحديث، أصول الفقه، التصوف، الفقه، واللغة. ويُعد القاضي أبي بكر ابن العربي المعافري شخصية بارزة في التاريخ الفقهي والأصولي والمعرفي المغربي، ترك إسهامات عديدة في مختلف المجالات، وساهم في تجديد المذهب المالكي، ما يجعل الندوة فرصة عظيمة للطلبة والباحثين للاطلاع على هذه الشخصية.