الضرب بالسيف، ولا السفر ف الصيف: الضرب بالسيف، أهون من السفر في الصيف. يكنى بذلك عن أن السفر في فصل الصيف الصعوبة بمكان، عندما كان المسافر يلقى في ذلك الفصل من التعب، حينما تشتد الحرارة ويتعرض لضربة الشمس، التي قلما يسلم المصاب بها. ولقد انتهى ذلك العهد بما له وما عليه، عهد السفر على الدواب والإبل، والتعرض للمشاق والأتعاب، وأصبح المسافر الآن في القطار أو على السيارة، أو في الطائرة، يقطع آلاف الأميال دون أن يرى الشمس، أو يشعر بأن الحرارة في الدنيا. ذلك ما قيل عن السفر في خصوص الصيف، أما في غيره، فكان كثير من القدماء يسافرون ويحضون على السفر، وقديما قيل: تغرب عن الأوطان في طلب العلا *** وسافر ففي الأسفار خمس فوائد تفرج هم واكتساب معيشة *** وعلم وآداب وصحبة ماجد ضرب ري ف ري، خبز ري احسن من ري: ضرب رأيا في رأي، فوجد رأيا أحسن من رأي، الري، بفتح الراء وتشديد الياء، هو الرأي والنظر والفكر. يقال عندما يتردد الشخص بين مختلف الآراء والأفكار، فيفضل أحدها على غيره، ثم يقارن بينها فيعدل عن رأيه الأول إلى ما هو أحسن منه وأصلح، وبعضهم يقول: خرج لو ري احسن من ري. ضرب سداسي ف خماسي: ضرب سداسيا في خماسي. يقال في الشخص الذي يفكر في الأمر تفكيرا جديا، ويقلب وجهات النظر، ليصل إلى أحسن الآراء، فيبت في أمره لمصلحته، بعد أن يحسن تدبيره. ولعل أصل هذا المثل للدرازين، أي عمال النسيج. ضربا بحجرا، ولا تصبح على عورا: ضربة بحجرة، أهون من التصبيح على عوراء، أي لأن يضرب الإنسان بحجرة، أهون عليه من أن يرى امرأة عوراء في الصباح. يقوله بعض الذين يتشاءمون من رؤية ما لا يسر، وخصوصا في الصباح وفي أوائل الأعمال. وعلى ذكر التشاؤم، حكى لي أحد شيوخ تطوان، من الذين يحفظون من النوادر المحلية الشيء الكثير، من باب الأحماض، أنه كان بسوق الغرسة الكبيرة من هذه المدينة شيخان كبيران، أحدهما من عائلة بريشة، والآخر من عائلة زوزيو، وكان أحدهما كثير الجد والعبوس، والآخر كثير الدعابة والمزاح، فكان الثاني كلما فتح الأول حانوثه، يبعث إليه شخصا أعور، أو عجوزا شمطاء، تدفع له فلسا نحاسيا مثقوبا، وتقول له: أعطني خبولة(1) كحلا (سوداء). الوقت أول النهار، وأعور أو عجوز، وفلس من نحاس ومثقوب، وخبولة وسوداء …، أشياء كل واحد منها مما يتشاءم منه، فيستاء ويغضب ويصخب، ويقول من الكلام ما يناسب المقام، كل ذلك وصاحبه مع رفقائه يتفرجون ويضحكون رفقائه يتفرجون ويضحكون … ولكن العاقبة؟ عاقبة من يضحك على الناس أو يغيظ الناس؟ نعوذ بالله من سوء العاقبة. ضربا بالفاس، ولا عشرا بالقادوما: ضربة واحدة بالفأس، أفضل من عشرة بالقدوم. يقال لتفضيل العمل بالآلة الكبيرة القوية، على الآلة الصغيرة الضعيفة المفعول. والفأس والقدوم، من الآلات الحديدية التي تستعمل للحفر والقطع ونحو ذلك، وتختلف صورها باختلاف البلاد. وبعض الناس يقولون: ضربة بالفاس احسن من عشرا بالقدوم. العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية (الجزء الرابع) للمؤلف: محمد داود تحقيق: حسناء محمد داود منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...