تعيش أسرة الشاب مراد الميموني، البالغ من العمر 25 سنة والمنحدر من مدينة وادي لو بإقليم تطوان، حالة من القلق والترقب منذ يوم الجمعة الماضي، عقب انقطاع أخباره بشكل كامل إثر محاولته الهجرة بحرا نحو مدينة سبتةالمحتلة. وبحسب معطيات وفرتها العائلة، فقد غادر مراد رفقة مجموعة من المهاجرين غير النظاميين على متن قارب انطلق من سواحل الفنيدق، غير أن رحلته انقطعت عند هذا الحد، إذ لم يتم التوصل إلى أي خبر رسمي بشأن مصيره إلى غاية اليوم. وتؤكد الأسرة أن آخر مرة شوهد فيها كان يرتدي قميصا أسود وسروالا رياضيا، دون استبعاد أن يكون قد غيّر ملابسه أثناء المحاولة. ومع مرور الساعات والأيام دون جديد، تتضاعف المخاوف، خاصة بعد تسجيل حالتي وفاة خلال محاولات مماثلة نهاية الأسبوع المنصرم. فقد جرى العثور يوم السبت على جثة شاب يرتدي بذلة غطس بيضاء وسروال سباحة، وكان لا يزال مجهزا بنظارات الغطس وأنبوب التنفس، فيما عُثر يوم الاثنين على جثة أخرى لشاب كان يرتدي قميصا وسروال سباحة مزودا بزعنفتين. وتنتظر أسرة مراد، مثلها مثل أسر أخرى، أي خبر يبدد الغموض المحيط بمصيره، وسط استمرار معاناة شباب المنطقة مع محاولات العبور الخطيرة نحو الضفة الأخرى.